الاثنين، 29 ديسمبر 2014

للرجال فقط

حكاوى الزمن الجميل.....(18) ........ للرجال فقط
هزنى الشوق الى بيت الله الحرام منذ سنوات بعيده.. جهزت نفسى وحملت معى الزاد والزواد وتوجهت الى بابه الكريم
عندما دخلت الحرم الشريف كان قد مر على زيارتى الاوله له حوالى 30 سنه وجدت كل شىء قدتغير السور الخارجى اصبح بالسراميك .. والمسجد بالرخام الفاخر .. ولم يعد فى صحن الكعبه الظلت ولا الحصى
اه من هذه الاشواق.. لا يستطيع الانسان مقاومتها مهما كانت المعوقات.... فى الزمن الجميل مكنش فيه زحام وكان لسه عندى بقيه من الشباب.. اذكر انى فى يوم من الاياما وقفت مع الرجال فى مكان الملتزم وكنت البس ملابس بيضاء.. رفعت زراعى لاعلى ووقفت على اطراف اصابعى وحضنت الكعبه... وفجاه وجدت احد الشيوخ يضحك بصوت عالى وسحبنى بعصاته وافهمنى بوجه الباسم ان هذا المكان للرجال فقط
مرت اعوم ورا اعوم وذهب الشباب ولم يذهب الشوق والحنين لبيت الله الحرام...ذهبت هذه المره على كرسى متحرك... وبمجرد وصولنا وضعنى ابنى فى مكان ظاهر بين الجالسين
على الكراسى المتحركه الى ان ينتهى من طوافه ويتفرغ لى.... وبينما كنت انظر الى الكعبه وترفرف روحى بعيدا عن الزمان والمكان... اذ باحد الرجال ا ) يصرخ فيا:( ياحرمه لا تجلسين مع الرجال ؟! ) انا اتفزعت وقلت له فين الحرمه ؟ وفين الرجال ؟....ثار اكتر وقال : لا تجادلين الرجال !!!!
انا مر عليا الرعب ده قبل كده فى زمن الشباب كنت احب الجلوس فى فناء الكعبه ولم يكن فيه مثل هذا الزحام ...مره عدى من جنبى حامل البخور وكنا فى صلاة التهجد بعد منتصف الليل .. كانت رائحه البخور جميله جدا فاخذت نفس عميق وتنهدت. وكانت تجلس . ا جوارى سيده كشرت وغطت وجهها وسيده اخرى تجلس على يمينى غمزتنى وقالت لاتتكلمى مع احد احسن يكون من( بسم الله الرحمن الرحيم ) اصلهم بيطوفوا ويعملوا عمره زينا...سالت جارتى المكشره عن اسمها ؟ قالت بشخط : لظى..؟!
طبعا لظى من اسماء النار اخدت شبشبى فى ايدى وطلعت اجرى....
بعد صلاة الفجر طلعت الى الدور العلوى قالت لى احدى الصديقات:تعالى حفرجك حاجه غريبه : نظرت من فوق على اسراب الحمام وهى تذهب الى الكعبه وتعود ولها صوت جميل ..قالت لى عارفه ايه ده: (0دول بسم الله الرحمن الرحيم على شكل حمام ..
جكايات الغمره لها طعم تانى ومزاق اخر
والى لقاء اخر فى حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

يوم اتناشر ربيع الاول

حكاوى الزمن الجميل.......27...... يوم اتناشر ربيع الاول )
(يوم 12 ربيع الاول الدنيا اتخلقت من الاول.)....كنا نغنى هذه الكلمات فى الحفله المدرسيه بمناسبة المولد النبوى الشريف...
كانت المدرسه زمان فى الزمن الجميل تهتم بالتعليم كما تهتم بالانشطه وتعلمنا عن طريق الانشطه معلومات وتواريخ نقشت فى اعماقنا... وكما كان الزمن جميل كنا من جيل ( جيل الجميلات )....؟! كانت التلميذات تهتم بالنشاط كما تهتم بمذاكرة الدروس ...وكان هذا العصر يمتاز بالاصوات الجميله ايضا ....
فى يوم من الايام احتفلت المدرسه بالمولد النبوى الشريف فى ملعب شركة كفر الدوار حيث كانت المدرسه مجاوره للشركه...اقاموا لنا مسرح كبير ودعوا كل اولياء الامر للحفله ..وكانت اعمارنا وقتها ما بين 8 و11 سنه ....احدى البنات كان تغنى بصوت جميل اغانى ( ام كلثوم ) قبل ان نعرف نحن من هى ام كلثوم
وقفت تغنى على المسرح ( مصر التى فى خاطرى وفى فمى ) وكانت تلبس علم مصر الاخضر وبه هلال ابيض ونجمه واحده وكنت اقف خلفها مع ( الكورس ) كنت صغيره جدا ولم استوعب الكلمات   وكنت اردد  مع البنات وفى يوم من الايام ...وفى احدى الحفلات شاركتنا الفنانه ( لبلبه ) وكانت فى سننا تقريبا كانت تلبس فستان ابيض قصير وبكرانيش متل باليه بحيرة البجع....قدمت وعرضت وغنت ورقصت.....وبكيت انا ؟!
كان على الدور بعدها  فى تقديم فقرتى ..وكنت البس ملابس ولد وطربوش..... واقول (هيله..هله.... على المدرسه يله ....على الغلب يله ) ورغم ان اولياء الامور صقفت وعجبها الا انى بعد نهاية العرض ذهبت وراء الكواليس وبكيت لمعلمتى؟! لماذا لم البس مثل لبلبه.... ولماذا البس لبس ولد .....اخبرتنى المعلمه انه علشان انا شاطره خافت عليا من الحسد ؟!
وعلشان الشطاره دى وقعت فى ماذق لن انساه طوال حياتى.......؟!
فى اول حفله لعيد الام ( لم يكن مر علينا عيد ام قبله ) وقفت على خشبة مسرح المدرسه اقدم ام التلميذه المتفوقه لتصافح ابنتها...وفوجئت بان كل تلميده احضرت هديه لوالدتها...كانت الهدايا تلف زمان فى الورق العادى واحيانا لا تلف وكانت عباره عن زجاجات ريحه او مناديل قماش ....
ولما جاء الدور على امى ولم اكن احضرت لها هديه احترت ماذا افعل ؟!تقمصت دور يوسف بك وهبى ) ومددت يدى لامى من بعيد وقلت : واما انتى يا اماه فلكى حبى وحنانى ) ...... )

يا حبيبتى يا امى صدقين حبى وحنانى اغلى من كل كنز فانى ......
والى اللقاء فى حكايه اخرى انشاء الله
ان كان لنا عمر تانى ( ماما عطيات ))

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

انا والورده

حكاوى الزمن الجميل........( 82)......... انا والورده
فى الزمن الجميل كانت الزهور تملا حياتنا وتتواجد معنا وتشاركنا فى كل المناسبات...وكانت لها لغه يعرفها الجميع... الكبير والصغير والمريض والسليم
قضيت ايام طفولتى المبكره فى بيت له حديقه جميله ومنظمه رغم انها كانت صغيره عرفت فيها اسماء الزهور زى معرفت فيها كل الاسامى :
البسله بالوانها الفسفوريه الرائعه.... وحنك السبع بطريقته الفلكوريه... وعرف الديك بالوانه الحمره الجذابه ...والبانسيه برومانسيته ورقته...والقرنفل بقوته...الخ
ولما انتقلنا الى منزل بلا حديقه كنت اشترى بوكيه الورد بعشر صاغ من مصروفى واضعه فى الزهريه واغير له الماء كل يوم ...كانت الزهور بتفضل عايشه ومتفتحه وجميله ومحتفظه برائحتها الطيبه مده طويله
فى الزمن الجميل لم نعرف الزهور الاصطناعيه تماما كما لم
نعرف المشاعر الغير حقيقيه
كانت محلات الزهور فى كل شارع تبعث البهجه فى النفس والتفاؤل...ولم تكن غالية الثمن
ولانى بحب الورد كنت باخد معايا المدرسه ورده واضعها داخل الكتاب حتى اكتشفت انها بتدوب الورق وتمسح الكلمات
وانا فى المدرسه الابتدائيه كنت بخاف من الضرب بسبب جدول الضرب فاحضرت لمدرسة الحساب ورده...؟! لم تمنعها من الصراخ فى وجهى: السبعه فى سته بكام ...؟!قلت : ايه ؟....ايه؟..لغايت متلسوعت بالخرزانه.......
ومرت الايام واصبحت مدرسة ثانوى وكان عليا المراقبه على لجنة منازل فى الثانويه العامه بالاسماعيليه وكانت كلها لمجندين بالجيش
كنا فى سنة1966 قبل النكسه كنت الروح المعنويه مرتفعه جدا وكانت قلوبنا ترفرف مع نشيد ( الله اكبر فوق كيد المعتدى )
وعندما نظرت الى الممتحنين فى اللجنه وجدتهم كلهم بملابس الجيش وكانو اكبر منى فى السن ... شعرت بالفخر والاعتزاز بابناء وطنى ومنعنى حيائى من استخدام الكلمات المعتاده فى الامتحانات مثل ( بص قدامك... بص فى ورقتك..متكلمش مع اللى جنبك ....الخ )
وكان زميلى فى المراقبه متعاطف معهم ايضا ...
مره واحد منهم انتظرنى على باب اللجنه واعطانى ورده حمراء وقال لى : صباح الخير يا ابله....اثناء الامتحان لاحظت انه يضع اوراق تحت ورقة الاجابه
توجهت اليه ببطىء...واخذتها منه ورميتها من الشباك حسب التعليمات زمان فى حالات الغش
ورميت معها الورده وقلت له : ( زعلانه منك )
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الخميس، 13 نوفمبر 2014

كبسه.....كبسه

حكاوى الزمن الجميل....( 81 )..............كبسه
اول عمره لى فى رمضان كانت سنة 85 وكانت فى العشره الاواخر وكنت ناويه الاعتكاف واثناء ماكنت جالسه خارج الحرم الشريف ناحية باب اجياد اتناول السحور ( لبن رايب وعيش ) سمعت صوت بينادى : كبسه....كبسه ؟!ولقيت الناس بنجرى كنت فاكره انها كبسة البوليس على اللصوص......!!!لكن لقيت انها كبسه سعوديه ( رز باسمتى ودجاج ) معده فى اكياس وتقدم بالمجان
كلمة كبسه فكرتنى بالكبسه الحقيقيه اللى مرت عليا
فى اول سنه لى فى ام درمان كنت اعمل فى تدريب المعلمات وكنت احب المشى جدا وكنت بحاول اكتشف المنطقه وحاولت التعرف على اقصر الطرق للعوده للمنزل
احينا كنت امشى فى متاهه شارع بالطول وشارع العرض
فى يوم من الايام اثناء عودتى من العمل كانت الشمس عموديه على الرصيف وكنت وصلت حى بيت المال وفجاه لقيت حاجه فضيه بتلمع لمعان شديد اخدتها من الارض ووضعتها فى يدى وقبل ان اتاكد منها اقبلت بسرعه عربه ( حافله مليانه ضباط شرطه )ووقفت بجانبى وتجمعوا كل الضباط ناحيه النوافذ المطله علىىا
ونزل من العربه اكبرهم سنا واعلاهم رتبه...وقبل ان يتكلم قلت له وانا فى قمة الحرج والخوف : لقيت شلن ؟!قال : ايه اللى جابك هنا ؟
وبعد ما وصفت له طريق عودتى اليومى .. دلنى على طريق مختصر جدا
واخذنى من يدى ..واركبنى العربه...واجلسنى الى جواره امام دهشة الجميع
( اصله كان زوجى رحمه الله )
وكان معروف عن حى بيت المال انه كان المكان الذى توضع فيه اموال الزكاه فى زمن المهديه
وحكوا لى عن اسره فقيرهجدا كانت تحصل على فضلات الحمام بالمجان من الناس اللى عندهم غية حمام ويعبوه فى صفائح صغيره ويباع كاحسن سماد للناس اللى عندهم حدائق
وفى يوم مرضت لهم احدى الفتيات بمرض نفسى ..زمان كان الجهل شديد بالعلاج النفسى
كانو يغلقون عليها باب الحجره حتى لا يراها احد..وفى اثناء لعبها على الارض عثرت على صفيحه مليانه بالعملات
الخبر انتشر وبقى سكان حى بيت المال كل واحد يحفر فى بيته على امل الحصول على الكنز
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

بتبص لى كده ليه

حكاوى الزمن الجميل....... ( 80 )........... بتبص لى كده ليه
سنة 62 تخرجت اختى الصغرى من التربيه الرياضيه واستلمت التعين الاجبارى زمان فى احد مدارس ايتاى البارود الابتدائيه وذهبت معها الى الداخليه للاطمئنان على احوالها
كانت اروعاللحظات اللى عشتها مع اجمل المناظر ساعة الغروب... كان يمر امامى فى شريط ضيق الحيوانات وهى عائده فى المساء .. كانت كل بفره او جاموسه معها طفله ضغيره لم تصل الى سن التعليم
وكان منظر الشمس الذهبيه وهى تلقى باحضانها على حقول البرسيم الاخضر اكترمن رائع
فى طابور الصباح المنظر يختلف ( لا رومانسيه )
كان الاطفال فى الطابور اللى ماسك ارنب واللى شايل حزمة برسيم كان التعليم وقتها بطريقة ( العشه ) وكانت اول كلمات يتعلمها الطفا : شرشر نط عند البط واول نشيد : مين شاف ارنيتى سونيا اجمل ارنبه فى الدنيا
كان عدد المدرسات فليل وكانو من بلاد مختلفه ويعيشون كاسره واحده جمعتهم ظروف الغربه
كانت فسحتهم الوحيده الذهاب الى المحطه فى نهاية الاسبوع لاستلام بعض الاشياء المرسله لهم مع احد المسافرين
مره احدى الاقارب احضرت لهم قرص فى قفه غير محكمة الغلق وكانت طول الطريق تشعر بيد تعبث فى القفه تحت المقعد ؟! ولما وصلت الى المحطه كانت معظم القرص قد اتسحبت
مرت الايام وانشات محافظة البحيره فرقه للفنون الشعبيه واختارت معظم البنات خريجات تربيه رياضيه
ذهبت فى الاجازه مع شقيقتى الى دمنهور لمشاهدت هذا الحدث على الطبيعه...كان المسرح والسينما وسكن البنات كله فى مبنى واحد... اخذتنا احدى الصديقات الى مكان خلف ستاره شاهدنا منها فيلم رابعه العدويه اول عرض
قبل ان نلقى عليهم السلام وننصرف الحوا علينا ان نحضر بروفة العرض قبل الافتتاح بايام وقبل ان اقوم من مكانى سمعت صريخ وصويت احدىالبنات كانت بتستعمل مكوى الشعر على السبرتايه فاشتعلت النار فى ستارة الشباك العالى... جمعت كل قوتى وشديت الستاره على الارض ( البلاط ) وفضلت اطفيها حتى انتهت تماما
البنات فضلت تدعى لى ويقولوا انقذتى السينما والمسرح وانقذتينا الا شخص واحد لا اعرفه كان يلبس بدله وجرافته وفضل يبص لى بغيظ من فوق لتحت كانه بيقول لى :وانت مالك طفتيها ليه ....؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله فى
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

عمارة بولاق

حكاوى الزمن الجميل.........79.......عمارة بولاق
لا اعرف سبب تسميةالعماره رقم 3 من عمارات شركة الغزل والنسيج الرفيع بكفر الدوار بعمارة بولاق غير انها كانت اكبر عماره فى المنطقه بل كانت تحتوى على عمارتين متشابهتين ومشبوكتين فى مدخل واحد
قالوا ان معظم سكان العماره كانو من القاهره من حى بولاق....تكونت عندى صوره ذهنيه طيبه عن سكان القاهره...كانت الاسره الممتده فى معظم البيوت...الحجرات كانت واسعه والايجار وانور والميه مجانا
اتذكر جد صديقتى كان يقيم معهم وعمره 100 سنه وكان يضع قطع السكر فى جيبه قبل اختراع البمبونى ؟!
فى الزمن الجميل لم تكن هناك ازمه فى الزواج ...كانت العرسان كتير وكان عددهم يكفى كل البنات
كان كل بيت تقريبا فيه صحاره من الخشب تبدا كل ام فى تجهيز بناتها ابتداء من سن مبكره جدا
كانت الحياه بسيطه وتمر الايام والليالى فى سعاده وسلام وكان وقت العصارى من امتع الاوقات لكل الاسره كان استراحه واستجمام للاب مع كوب الشاى والجرنال فى البلكونه وكانت الامهات تراقب لعبنا وهى تتبارى فى قزقزة لب البطيخ اللى بتتنافس فى قليه
امانحن فكانت لعبتى المقضله السبع طوبات....واكتشفت لما كبرت ان كل العاب الاطفال فى العالم كله واحده
كانت الكره ايامنا مصنوعه من الشرابات وبداخله كرة تنس وكان الكابتن حسن شحاته من سكان الشركه وبدا اول تدريب له فى نادى الشركه
فى يوم من الايام وبعد مرور 10 ايام على ثورة 1952 قام العمال ببعض الاضرابات
سمعنا فى المساء صوت صفارة الانذار واطفئت الانوار وجمعتنا امى رحمها الله فى الرسبشن وقالت انه انسب مكان لو وقعت العماره لان الحائط مبنى بالمسلح من جميع النواحى
وفى صباح اليوم التالى اخدت الكسارولا ورحت علشان اجيب الفول زى كل يوم جلست على الرصيف انتظر عم حسين بياع الفول..مرت امامى عدد من الدبابات وكانت تمشى على جنزير من الحديد يفرم الاسفلت وكان اول مره اشوف دبابه
الشمس طلعت والدنيا بقت حر وعم حسين لم ياتى ...وعندما عدت الى البيت كانت الشوارع فاضيه والناس كانت خايفه
بس فى الحقيقه انا مكنتش خايفه......انا مكنتش عارفه فى ايه .وكنت مستنيه بياع الفول
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الأحد، 5 أكتوبر 2014

قفشتك يا زغلولا

حكاوى الزمن الجميل.......( 77).......قفشتك يا زغلولا
كان لنا جار رجل كبير وزوجته ايضا لا ياتى لمنزله الا فى الصيف وكان يهتم بحديقته التى تحيط بالمنزل وفى نهاية اقامته يتركها فتملاها الاعشاب والقش وسبحان الله بمجرد نزول المطر كانت تنبت زهور صغيره صفراء
كنا كل يوم نصحى من النوم على صوته وهو يصرخ فى البنت الشغاله عندهم ( قفشتك يا زغلوله )
وزغلوله دى كانت طفله مش باينه من الارض يعنى صوته اقوى منها
لم نكن نعرف ماذا حدث حتى سمعنا يوما زوجته الحاجه مشتركه معه فى الزعيق قالت  المثل بيقول ستى لئيمه وانا الئم منها ...ستى تعد اللحمه وانا اقطع منها
علشان كده عم الحاج كان بيقول قفشتك يازغلوله وهى فاتحه الحله وبتاخد من كل قطعة لحم قطمه ؟!
فى الزمن الجميل لم يكن هناك اى ازمه فى الشغالات ..وكانت البنت الصغيره تاتى من البلد وتفضل فى الاسره حتى تتزوج ويجهزوها احسن جهاز وكانت فرصه لها لتكون ست بيت ممتازه تدربت على كل اعمال المنزل حتى تربية الاطفال
مره كان عندنا شغاله لاترد على التلفون ..ولا جرس الباب ...وعندما ننده عليها تعمل نفسها مش سامعه
ذهبت بها الى طبيب الاذن قال ان سمعها جيد ؟! ...اعترفت لى انها لاتعرف اى حاجه فى الدنيا غير الغناء للجاموسه
وانها منذ طفولتها المبكره وهى تغنى لها طوال اليوم ..وان الجاموسه هى كل شىء فى حياتهم يبيعوا اللبن ويعملوا السمن والجبنه القريش.....الخ
مره كنت عايزه اعمل نظارة نظر فاخدتها معايا ورحنا للدكتور كانت العياده فاضيه ففضلت تحكى لى على علاقتها بجموستها وانها لما راحت فى الاجازه وحبت تاكلها بكت الجاموسه وفضلت تقبل في يديها وتتمسح بها.....؟!
العلاقه بين الحيوان والانسان تؤثر جدا فى مشاعرى....... انهمرت الدموع من عينى وعندما حضر الطبيب سالنى:
مال عينك ياحاجه ؟
قلت له :
مفيش ..اصلى كنت بعيط على الجاموسه...!!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع:
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

هنى....( عسل )..

حكاوى الزمن الجميل......(76 )......هنى....
كل ما يقترب العيد الكبيرافتكر ( هنى -عسل ) الجدى الجميل صاحب الشعر الاسود الناعم الطويل
كان فى الزمن الجميل الجدى ب 3 جنيه ومش عارفه ليه الناس كانت بتتعفف من شراؤه ويعتبروه اكل الفقراءمع انه طعمه جميل جدا وخصوصا لما يتعمل نيفه .. يعنى بالبصل والثوم ولا يضاف له ماء ويسوى على نار هادئه بعد مسحه بالبرتقال واضافة البهارات المستحبه
مره احدى زميلاتنا فى االداخليه بمدينة ( بربر ) عزمتنا على الغداء بمنزلهم بمدينة ( عطبره )
وبمجرد وصولنا بعد سفر طويل شاهدنا راس جدى ملقى تحت شجره فى الفناء الخارجى ....بكت صديقتنا وجرت على والدتها فى المطبخ وقالت بعتاب شديد:معقول يا امى؟! معقول تقدمى لاصحابى لحم معيز ؟!
ومره انا اشتريت جدى وقلت اربيه للعيد الكبير..جابوا لى واحد متربى على العز كان لاياكل الا من ايديا واذ وضعت له البرسيم على الارض يغضب ومره علقته له حتى لايكون على الارض برده زعل ؟!
وكنت اضع له التمر فى يدى ياكل البلحه ويرمى النواه...ولو اتاخرت عليه شويه كان يرفع صوته ويقول ( ما..ماء ) كانه بينده عليا
كنت فى ايام الحر احميه بشامبو الاطفال واسرح له بفرشه مخصوص
وكان عندما يشعر بالحر يقرب لى رقبته حتى اهوى عليه بمروحه ورق
وتكونت بينه وبين اطفالى صداقه وموده
وسموه ( هنى )وكان مجال حديثهم طوال اليوم.....هنى نام ...هنى حران ...هنى بيحبك ياماما......الخ
ومرت الايام....وجاء اليوم الموعود....
ذهبنا الى صلاة العيد وتركناه مع شقيقتى و الجزار حتى لانرى نهايته....
وقعدت فتره كل ما افتكره تجرى دمعه من عينى غصب عنى ... بالرغم انى صنعت منه وليمه زى العسل......؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله وكل عام وانتم بخير

الخميس، 25 سبتمبر 2014

الدنياحر.....الدنيا حر ...؟!

حكاوى الزمن الجميل.......( 75 )..........الدنيا حر ....الدنيا حر؟!
فى الزمن الجميل كانت كل شقه لها بابين باب للصالون وباب للمطبخ وحمامين واربع بلكونات منهم واحد للمطبخ بتكون فيها الشمس معظم الوقت
كانا قد انتهينا من الحلل النحاس وتحولنا الى الحلل الالمونيوم
كانت بلكونة المطبخ فى وجود الشمس مكان مناسب للتنافس على نظافة الحلل ولمعانها
كنا نرصها على سور البلكونه حتى تتخللها اشعة الشمس فتذيد من لمعانها ورونقها
وكانت الفتيات تتنافس فى نظافة الجبون وبياضها
وكانت ام العريس تبحث عن عروسه سمينه لابنها وكانت السمنه من علامات الجمال وقتها فكنا نلبس ( الجبونه ) مصنوعه من القماش الابيض المحلى بالدانتيل ونضع له اسلاك فى الذيل حتى تظل منفوشه وكنا نعمل لها ( البالوظه ) النشا بعد الغسيل حتى تحتفظ بشكلها
فى الزمن الجميل لم ارى باب شقه مغلق فى العماره التى كنا نسكن فيها
كانت الجارات تتزاور فى وقت الضحى اثناء تواجد الازواج فى العمل
وصينية القهوه كانت دائما جاهزه الى جانب صينية القلل المشهوره..كانت غطيان القلل من النحاس وايضا السيرتايه من النحاس الاصفر اللامع البراق
وكانت لنا جاره تلبس كميه كبيره من الغوايش الذهب وكل شويه تحرك ايدها يمين وشمال فى ايقاع وتقول : الدنيا حر..... الدنيا حر....؟!
كنت وانا طفله صغيره اضحك من ذلك....وعندما مرت الايام واصبح عندى غوايش كنت اضحك واترحم عليها واقول صحيح المثل اللى بيقول ( متعيبوش يا قوم الا على الصلاه والصوم )وكانت الجارات تتسلى بنقل الاخبار لاتلفزيون ولا فضائيات ولا انترنت
سمعت مره احدى الجارات بتحكى حكاية ريا وسكينه وان احد اقاربها كن عايش القصه دى .......؟! فى الزمن الجميل كانت الالفه والمحبه بين الجميع لم نكن نفرق بين مسلم او قبطى
كل الجيران اسره واحده تعيش فى محبه وسلام
والى اللقاء ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

السبت، 20 سبتمبر 2014

الارنب

حكاوى الزمن الجميل.......(74)....... الارنب
فى سنه من سنوات العمل بالتدريس كنت رئيسة شعبة التربيه الرياضيه
فى معهد تدريب معلمات المرحله الوسطى ( الاعدادى ) كانت تاتى لنا المعلمات من جميع انحاء السودان
وكانت مدة الدراسه سنتين وسماه البعض ( معهد السنتين ) وكانت الدراسه رائعه جدا ورؤساء الشعب على مستوى عالى واصحاب خبره طويله فى التدريس
فى يوم من الايام كنت مشغوله بحل مشكلة العنف فى فريق السله وكيف يكون الفريق متعاون ولا ينفر فيه الرفقاء من بعض ؟! جائتنى مدرسة العلوم وهى مضطربه وحزينه واخبرتنى انهاعندما حاولت تخدير الارنب لزوم درس التشريح اكتشفت انها انثى وحامل ؟!
قلت لها : مفيش مشكله انا اشتريه منك واشترى غيره ارنب يكون ذكر
وعندما اخذته الى البيت كانت كل معلوماتى فى تربية الحيوان هى الاكل والشرب فقط.... ولم افكر فى احضار ارنب اخر تسانس به فكونت صداقه مع قطة الجيران وكانت تحاول تسلق السور معها
مرت الايام وكبر الجنين و قبل الوضع قطعت فروتها قطع ورصتها فى حغره صنعتها مهدا للارنب الوليد ثم ماتت ؟!!!
حزنت عليها حزنا شديد ولكنى تعلمت منها درسا لن انساه:( ان غريزة الامومه هى اغلى الغرائز واقوى المشاعر )
وان الجهل بتربية الطيور والحيوانات ليس عذر
مره اشتريت كتكوت مكسور الجناح ولماكبر بقى دجاجه بتبيض كل يوم بيضه كبيره بيضاء
وكانت جارتى بضحك وتقول : كيف تبيض الدجاجه بدون ديك ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

انا والاولاد والمذاكره

حكاوى الزمن الجميل....73......انا والاولاد والمذاكره
سنة 1959كنت فى المعهد العالى للتربيه الرياضيه قبل مايبقى كليه
كانت الدراسه اربع سنوات اول سنه كانت داخليه اجبارى وكنت لما اروح البيت فى الخميس والجمعه كنت بذاكر ادام المرايه ( اتمرن على الجراند كار وعلى حركة الميزان ) فكانوا اخواتى يضحكوا ومش مصدقين انى بذاكر ؟!
مرت الايام ودخلت كلية الاعلام وانضم اولادى الى اخواتى فى الضحك على طريقتى ف المذاكره
كنت باجلس امام التلفزيون اراقب كل كلمه فى برامج الحوار ونشرات الاخبار وخصوصا باللغه الانجليزيه( لزوم مادة الترجمه الاعلاميه )
والان وانا جالسه على النت محدش منهم مصدق انى بذاكر ( النشر الالكترونى بكلية الاداب )
وحتى لما رحت السينما فيلم اسماعيل يس فى الجيش اول ماظهر كنت برده بذاكر ؟!
كنا بندرس التربيه العسكريه ماده اساسيه ( لليمين در .... للشمال انظر.. كتفا سلاح واحد اتنبن تلاته هوب )
فى يوم من الايام اتاخرت على الطابور لقيت البوابه مقغوله وكل زميلاتى فى الشارع ولقيتنى ماشيه معاهم الى السينما التى لاتبعد سوى بضع خظوات كانت التذكره ب8 مليم وعند الدخول وزعوا علينا قراطيس اللب
ب 2 مليم باقى القرش صاغ
وانا ماشيه معالقطيع كنت باترعش من الرعب وكل ما اشوف عربه استروين سوداء كنت افتكره والدى
الحغله كانت من عشره لواحده ....واحد افلام اسماعيل يس .....
اول ماظهر الشاويش عطيه الناس كلها كانت بتضحك وتصقف وفجا اتقطع الشريط وبقت الناس تشتم ( يا ابن الست اللى مش نضيفه ) قطعت الفيلم ليه ؟وفجاه وقفت جارتنا اليونانيه وتفول بصوت عالى : انا مش نضيفه ؟! انا ام اللى بيدور الفيلم؟!وقلبى كان حيقف لما الصاله نورت ولقيت اختى الصغرى فى الكرسى اللى ادامى ....لاحظت الرعب اللى انا فيه فالت لى : متخفيش ... متخفبش ما انا زيك ؟!كل هذا الخوف اللى شعرت به فى هذا اليوم جعلنى طوال عمرى لا اذهب الى اى مكان دون علم والدى ثم زوجى رحمهما الله .. ولان اخبر ابنى حفظه الله
والى اللقاء فى حكايه جديده من جكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الخميس، 21 أغسطس 2014

انا والعذاب وهواك

حكاوى الزمن الجميل...(72 ) .....انا والعذاب وهواك
انا والنور والمنور...وانا قاعده النهارده اشرب شاى الصباح لوحدى فى المنور بعد مقررت خصام الكهربا السالبه والموجبه و بعد ان قررت ان اسيب لها البيت ترجع وقت ماترجع تسربت الى اذنى من راديو الجيران كلمات ( قول لى الى اين المسير فى ظلمة الليل العسير ...طالت لياليه بنا والعمر لو تدرى قصير )
قلت فى نفسى صحيح معاك حق ..فين ايام المكان ده ماكان يتملى بالاقارب والاحباب وراح فين الجيران اللى كانوا ساكنين فى خمس شقق هى كل البيت
صحيح الدنيا دى فانيه ونهاية ضحكها باينه.... فى ايام الشباب كنت زرعت شجرة عنب وكبرت وفرعت حتى وصلت الى شباك الجيران فى الدور الثانى كانت تشهد احلامنا والامنا..وكانت تحضنا باغصانها وتضلل علينا ولم اكن اعرف انها ستودعنا مع رحيل اعز شباب العيله ؟!
هل كانت تشعر بافراحنا واتراحنا كنا فى المناسبات الساره نضع تحتها البراميل بالثلج والعصائر
وعند وفاة الغالى لم تجد سوى الاحزان....ذبلت وماتت ايضا قبل الاوان
كانت لى بعض الحكاوى مع الجارات
فى يوم من الايام فوجئت بالجاره تفتح شباك داخلى علينا لتنشر عسيلها فى الشمس..قلت معلش لن احرمها من الشمس والهواء وفى يوم كان غسيلى على الحبل ابيض ذى الفل ..نشرت غسيلها والقت بالماء الوردى اللون والمتبقى بعد العصر
غضب زوجى وقال : زعقى لها...
قلت بغضب : ايه ده ؟ ليه كده ..؟ ثم سكت .....
قال : هو دا الزعيق ؟!....
وحكايه اخرى مع احد الجارات كانت تضع اكياس القمامه فى مدخل البيت وبعد فتره تكونت كميه كبيره وضعها سكان الشارع كله ذهبت اليها وبدل ما اغضب واتشاجر معها اقنعتها ان تضع زهور ونباتات خضراء امام بيتها حتى تهدا اعصاب زوجها قبل دخوله البيت... وكنت اخدت الفكره دى من زوجى رحمه الله فى محاربة الجريمه وفى تاثير زراعة الميادين فى تهدئة اعصاب المواطنين وفعلا بعد ايام قليله امتلا مدخل البيت باجمل نباتات ازينه الخضراء.....
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الجمعة، 8 أغسطس 2014

انا اللى حبته لنفسى

حكاوى الزمن الجميل.......( 70 )......انا اللى جبته لنفسى
كان عمرى وقتها اربع سنوات وكنا نقيم فى منازل شركة مصر للغزل والنسيج كفر الدوار
الله يرحمه طلعت حرب كان مخلى الشركه نموزجيه فى كل شىء...فتحت عنيا على الدنيالقيت كل شىء حولى نظيف ومرتب حتى العربه التى كانت تخرج ( الزباله ) من البيوت كانت رائعه وكانها عربة سندرلا ...؟!كان يجرها حصان جميل جدا ونظيف مكنش ( بغل )كان يحرك ذيله وهو بيجرى من السعاده كانه ينقل زهور
السائق هو عم اذدحمد بملابسه الزرقاء النظيفه والمكويه وكانت زوجته الحاجه ( الدايه ) كنت افرح بزيارتها لنا معناها فى طفل حيتولد..وسبوع..وشمع ...وحفله وغناء ( يارب يا ربنا تكبر وتبقى قدنا )
كنت كل يوم عندما اسمع النداء ( الزباله يا تيتى ) افتح الباب واجرى على العربه واجلس مكان السواق وتكونت صداقه بينى وبين الحصان...عندما يرانى يحرك راسه يمين وشمال وكنت افضل الف معاهم وعند عودتى للمنزل يكون الحمام فى انتظارى فى عز البرد
كنا فى الزمن الجميل نستعمل الورق قبل اختراع النايلون وكانت الاوراق تذوب فى الارض وتقويها وتنشطها ولم تكن مكشوفه ومقززه .... مرت الايام ودخلت الروضه وكانت معى فى الفصل بنت عامل النظافه وطنت ( الدايه ) وفى يوم من الايام قالت لى : بابا جاب لى عروسه بتقول بابا وماما
كنا سنة45 ولم اكن سمعت عن هذا ؟!ذهبت معها الى منزلهم للفرجه على العروسه ...
ابهرتنى الجلسه العائليه على الطبليه....جلست بينهم واكلت رنجه لم اذق اطعم منها طوال حياتى وضحكت ..ولعبت...ونسيت اننى لم استاذن والدى ..
طبعا اكلت علقه مكلتش زيها طوال حياتى
صحيح انا كنت طفله ...بس انا اللى جبته لنفسى ....؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

صورة: ‏حكاوى الزمن الجميل.......( 70 )......انا اللى جبته لنفسى
كان عمرى وقتها اربع سنوات وكنا نقيم فى منازل شركة مصر للغزل والنسيج كفر الدوار
الله يرحمه طلعت حرب كان مخلى الشركه نموزجيه فى كل شىء...فتحت عنيا على الدنيالقيت كل شىء حولى نظيف ومرتب حتى العربه التى كانت تخرج ( الزباله ) من البيوت كانت رائعه وكانها عربة سندرلا ...؟!كان يجرها حصان جميل جدا ونظيف مكنش ( بغل )كان يحرك ذيله وهو بيجرى من السعاده كانه ينقل زهور
السائق هو عم اذدحمد بملابسه الزرقاء النظيفه والمكويه وكانت زوجته الحاجه ( الدايه ) كنت افرح بزيارتها لنا معناها فى طفل حيتولد..وسبوع..وشمع ...وحفله وغناء ( يارب يا ربنا تكبر وتبقى قدنا ) 
كنت كل يوم عندما اسمع النداء ( الزباله يا تيتى ) افتح الباب واجرى على العربه واجلس مكان السواق وتكونت صداقه بينى وبين الحصان...عندما يرانى يحرك راسه يمين وشمال وكنت افضل الف معاهم وعند عودتى للمنزل يكون الحمام فى انتظارى فى عز البرد
كنا فى الزمن الجميل نستعمل الورق قبل اختراع النايلون وكانت الاوراق تذوب فى الارض وتقويها وتنشطها ولم تكن مكشوفه ومقززه .... مرت الايام ودخلت الروضه وكانت معى فى الفصل بنت عامل النظافه وطنت ( الدايه ) وفى يوم من الايام قالت لى : بابا جاب لى عروسه بتقول بابا وماما 
كنا سنة45 ولم اكن سمعت عن هذا ؟!ذهبت معها الى منزلهم للفرجه على العروسه ...
ابهرتنى الجلسه العائليه على الطبليه....جلست بينهم واكلت رنجه لم اذق اطعم منها طوال حياتى وضحكت ..ولعبت...ونسيت اننى لم استاذن والدى ..
طبعا اكلت علقه مكلتش زيها طوال حياتى 
صحيح انا كنت طفله ...بس انا اللى جبته لنفسى ....؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل 
( ماما عطيات )‏

الخميس، 31 يوليو 2014

للرجال فقط

حكاوى الزمن الجميل.....(18) ........ للرجال فقط
هزنى الشوق الى بيت الله الحرام منذ سنوات بعيده.. جهزت نفسى وحملت معى الزاد والزواد وتوجهت الى بابه الكريم
عندما دخلت الحرم الشريف كان قد مر على زيارتى الاولى له حواى 30 سنه وجدت كل شىء قدتغير الصور الخارجى اصبح بالسراميك .. والمسجد بالرخام الفاخر .. ولم يعد فى صحن الكعبه الظلت ولا الحصى ....ولا الاكفان زى زمان ..كان كبار السن يحضرون معهم اكفانهم ويغسلوها بماء زمزم ويفردها على الارض لتجف تحن الشمس......الشوق الى بيت الله الحرام ليس كمثل اى شوق
.. لا يستطيع الانسان مقاومته مهما كانت المعوقات.... فى الزمن الجميل مكنش فيه زحام وكان لسه عندى بقيه من الشباب.. اذكر اننى فى يوم من الايام وقفت مع الرجال فى مكان الملتزم وكنت البس ملابس بيضاء.. ورفعت زراعى لاعلى ووقفت على اطراف اصابعى وحضنت الكعبه... وفجاه وجدت احد الشيوخ يضحك بصوت عالى وسحبنى بعصاته وافهمنى بوجه الباسم ان هذا المكان للرجال فقط...كان هذا فى الزمن الجميل طبعا....؟!
مرت اعوم وراء اعوم وذهب الشباب ولم يذهب الشوق والحنين لبيت الله العتيق...ذهبت هذه المره على كرسى متحرك... وبمجرد وصولنا وضعنى ابنى فى مكان ظاهر بين الجالسين على الكراسى المتحركه الى ان ينتهى من طوافه ويتفرغ لى.... وبينما كنت انظر الى الكعبه وترفرف روحى بعيدا عن الزمان والمكان... اذ باحد ( رجال الامربالمعروف ) يصرخ فيا :( ياحرمه لا تجلسين مع الرجال ؟! ) انا اتفزعت وقلت له فين الحرمه ؟ وفين الرجال ؟....ثار اكتر وقال : لا تجادلين الرجال !!!!

لم اشعر فى حياتى بحرج مثل هذا اليوم وعندما حضر ابنى ليحركنى بالكرسى المتحرك وجدنى ابكى فقال له امى حجت قبل انا وانت مانتولد وفكرنى بايام الشباب... وباجمل عمره فى حياتى. كنت احب الجلوس فى فناء الكعبه ولم يكن فيه مثل هذا الزحام ...مره عدى من جنبى حامل البخور وكنا فى صلاة التهجد بعد منتصف الليل .. كانت رائحه البخور جميله جدا فاخذت نفس عميق وتنهدت.. وكان الى جوارى سيده كشرت وغطت وجهها وجنبها سيده اخرى غمزتنى وقالت متكلميش مع حد غريب اصل الجن بيطوفوا ويعملوا عمره زينا...سالت جارتى المكشره عن اسمها ؟ قالت بشخط : ( لظى )

طبعا لظى من اسماء النار اخدت شبشبى فى ايدى وطلعت اجرى....
بعد صلاة الفجر طلعت الى الدور العلوى قالت لى ام صديقتى رحمها الله :تعالى حفرجك حاجه غريبه : نظرت من فوق على اسراب الحمام وهى تذهب الى الكعبه وتعود ولها صوت جميل ..قالت لى عارفه ايه ده ؟ ده الجن بيطوف على شكل حمام
وده صوته وهو بيلبى....المره دى سبت الشبشب وطلعت اجرى ......؟!
والى لقاء اخر انشاء الله مع :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الجمعة، 25 يوليو 2014

يا رايحين للنبى الغالى


حكاوى الزمن الجميل........( 5 )........يارايحين للنبى الغالى ......
اجمل الحكاوى هى التى يحملها الحاج معه بعد عودته من الاراضى المقدسه
ذهبت لاداء فريضة الحج عام 1970كانت الدنيا لسه بخير... سافرت بالطياره وقضيت 21 يوم فى الحج وعند عودتى اشتريت هدايا لكل اقاربى وجيرانى ن الجميل)........(5)........ يارايحين للنبى الغالى حتى جامع سيدى بشر لم انساه واشتريت له قماشه قطيفه خضراء وكل ده كلفنى 200جنيه  فقط على الرغم بانى ضاعت منى تحويشة العمر فى اول لحظه وصلت فيها مطار جده وكنت قد اخفيت النقود داخل المصحف   وفى اعتقادى انه مش ممكن جد حيسرق  مصحف

وصل  الخبر الى اقارب زوجى فى الطائف فما كان منهم الا  الا الاسراع فى البحث عنها  والاستعانه بكل ابناء العائله  العاملون بجده
عثرت على حقيبتى بس بدون المصحف والنقود ... لم تكن المصاحف متواجده فى الحرم بهذه الكثره واذكر اننى اشتريت عدد من المصاحف واوقفتها لروح امى رحمها الله.. ولم يكن ماء زمزم بهذه الكثره كنا نشترى ماء زمزم للشرب داخل الحرم...
كان يمر علينا السقا ومعه قله كبيره ويبيع لنا الماء فى ا طباق صغيره من النحاس
كنا نشترى ماء الشرب وكان بيتباع فى زجاجات ويسمى (ثلاجه)
فى يوم من الايام وانا فى طريقى الى السكن شاهدت بعينى ( الملك فيصل  رحمه الله كنت قريبه جدا من سيارته ولم يرفع نظره الينا رحمه الله كان قمه فى التواضع خرج من الحرم دون زفه ولا هتاف ولا تكبر
لم يكن هناك زحام فى المناسك وكانت ايام ( منى) لجمع الماء من مكان بعيد  وكانت الخيام  صغيره   وفرصه لتتعارف النساء فيها ولتناول القهوه التى احضروها معهم مخصوص لهذا اليوم كانت تسمى ( قهوة منى  بكسر الميم )
ا
كان الماء هو اغلى شىء اذكر انه اصابتى الحمى وشعرت بعطش شديد جدا وانا فى طريقى لرمى الجمار واردت ان امد يدى على احد الاباريق المعده للوضوء وكان يحرسهااحد الزنوج زمجر وارعد ( ورعبنى ) ولم يفهم ما اقول... كنت بقوله (من فضلك بق ميه ) )
ايام الحج كانت جميله... والسعاده التى يشعر بها الحاج بعد تادية المناسك لا تعادلهاسعاده
كنت غريبه وسط غرباء...كنا نتبادل السبح  بالوانها  الرائعه  للتعارف وللذكرى.. وكانت الابتسامه هى اللغه الوحيده المشتركه بيننا.... وكان السلام عليكم هو سلامنا
 والى لقاء اخر ان شاء الله  مع حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

الخميس، 17 يوليو 2014

ظالم او عالم

حكاوى الزمن الجميل........( 69 ) .......ظالم او عالم
بينما كانت ابنتى ساره تعد لى القهوه الدنيا مطرت وكنا فى الصيف ومش ميعاد مطر لقيتها تركت القهوه على النار وجرت على بيتها علشان تلم الغسيل
فكرتنى بحكايه حصلت سنة 1972 وكان المطر سبب لنجاة بعض الزميلات ؟!
برغم الحرب اللى كانت دائره بين الجذء الشمالى والجنوبى فى السودان والتى سميت بتمرد ( انانيا ) واستمرت حوالى 16 سنه وراح ضحيتها نصف مليون تقريبا الا ان وزارة التعليم لم تتوقف عن انشاء المدارس وارسال المعلمين
وفى يوم من الايام استيقظ الجميع على صوت المتمردين محاصرين المدرسه من كل ناحيه وممنوع الخروج او دخول اى احد عليهم ...وفضلوا على الحاله دى مده من الزمن كانوا بيتقاسموا فيها اللقمه وعايشين على حبات الفاصوليا المسلوقه فى الماء
وفى اليوم الموعود وضع المتمردون كميه كبيره من القش بارتفاع السور من كل ناحيه ودقوا طبول الحرب استعدادا لايقاد النار والقضاء على المدرسه باللى فيها
وفجاه سمعوا صوت الرعد والدنيا مطرت بغزاره طلعوا يجروا قبل مايولعوا النار
اصل كان من عاداتهم اذا ارادوا اعدام احد والدنيا تمطر يمتنعوا ويعتبروا انهم اما ظالمين او انه رجل عالم ( دينى )
من بين العادات والتقاليد فى الجزء الجنوبى انه على الزوجه ان تقدم السمكه الى زوجها كامله ولا تفصل عنها الراس
فى يوم من الايام كنت عائده مع زوجى رحمه الله من احتفال احدى السفارات
بالخرطوم وكان الوقت ليلا فوجئت بزوجى ينزل بسرعه من العربه ويقول لى دورى وشك الناحيه التانيه ؟! ولما عاد سئلته : فى ايه ؟ قال :احد ابناء الجنوب كان ماشى عريان ؟! مع ان الرئس نميرى اصدر قرار وعقاب لمنع العرى وكمان صرف ملايه لكل مواطن جنوبى يربطها فوق احد الاكتاف حتى تستره
وكنت لاحظت فى بعض الافلام الوثائقيه عن المهرجانات الرياضيه بالجنوب ان الفتيات تؤدى التمرينات وهى عارية الصدور
مرت الايام وانتشر التعليم وفتحت الجامعات المصريه ابوابها لابناء الجنوب وحصلوا على اعلى الدرجات واعلى المناصب
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الخميس، 10 يوليو 2014

الرايه البيضاء

حكاوى الزمن الجميل.......( الرايه البيضاء ).....67
صاحب السلم العالى..والرايه البيضاء ..والحمراء وايضا السوداء
صاحب الصفاره الحاده والامر النافذ ....( الغطاس )
فى الزمن الجميل عندما كان شاطىء البحر فى الاسكندريه المتنفس الوحيد لكثير من الاسر والعائلات
كان بمجرد الحصول على اجازه سواء فى الصيف او الشتاء كان الشاطىء يتزين وتصبح عروس البحر فى اجمل زينه لاستقبال الزائرين
كنت ترى الشماسى الملونه مصفوفه بطول الشاطىء...وكانت الرمال بيضاء ناعمه والهواء نقى يشفى العليل
لون البحر كان صافى وتتراقص امواجه فرحا وطربا والموجه تجرى ورا الموجه عايزه تطولها
كانت الناس تحت الشماسى تتعارف وتتواصل وتكون بينهم الفه وصداقات تستمر طول العام وكثير من الفتيات كانت بتتخطب على الشاطىء بعد تعارف الاسرتين طبعا
اهم شخصيه كانت الغطاس المسؤل عن السلامه داخل الماء ..فكان الشاطىء مقسم الى اقسام ومحدد مسؤليه كل واحد من الغطاسين وكانت ديما عندهم تدريبات على الانقاذ طول العام وفى عز الشتاء ومع ارتفاع الموج
يسلام على الايام الحلوه اللى قضيناها على الشاطىء كان كل شىء معد على اعلى مستوى الحمامات نظيفه وبها اكتر من دش ماء حلو وحارسه لحمام النساء وحارس لحمام الرجال وججرة البوليس وحجره للصلاه وحجره للاسعاف وحجره لغسيل الفاكهه والمواعين
كانت السباحه فى البحر حسب لون الرايه الاسود : ممنوع العوم اليوم
الاحمر : الموج عالى ممنوع نزول الاطفال
اما الرايه البيضاء فهى كانت اول مانبحث عنه عند وصولنا الى الشاطىء
بل كنا ندعوا قبل خروجنا من المنزل ( يارب النهارده تكون الرايه بيضاء )
من الاشياء الطريفه انه عندما كان يمر موظف البلديه لتحصيل الضريبه
( قرشين صاغ ) عن كل شمسيه كنت اسمع حولى كل واحد يقوله ( عم عبد الهادى ) وكانها كلمة السر اتفق عليها الجميع حتى لايدفعوا( النص فرنك) وفى يوم من الايام لاحظت المحصل وهو يهمس لاحد الاشخاص ويشاور على بعض الشماسى نظرت خلفى فاذا هو جارنا ( عم عبد الهادى ) كان رجل ودود وافق على ان يكون عم الجميع وارسل لهم التذاكر على حسابه الخاص
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

السبت، 5 يوليو 2014

ضى القناديل ( تكمله )

حكاوى الزمن الجميل....ضى القناديل....تكملة ماسبق
قالوا: ( اللى يعيش يامه يشوف واللى يمشى يشوف اكتر) هذا ماحدث لى ؟!لو كنت فضلت عايشه فى بيت والدى طول عمرى ما كنتش حتعرف على كل هذه الانواع من البشر..ولكنتش عرفت معنى الحكمه اللى بتقول : اذا انت اكرمت الكريم ملكته...وان انت اكرمت اللئيم تمرد
عندما تغربت وواجهت الحياه كان عمرى 20 سنه( لانى اسرعت بالنجاح من صغرى وبتعدية سنتين فى السنه حسب نطام التعليم زمان)
وعندما وجدت نفسى مع اكتر من 20 معلمه وحكيمتين فى مكان واحد كنت اقضى معظم الاوقات فى تامل حالهم ودراسة شخصياتهم وبالاستعانه بما درسته فى علم النفس اثناء دراستى للتربيه الرياضيه
اول حاجه قلت لنفسى لوعرفت نوع الشخصيه يبقه حاعرف نوع التعامل معها
طبعا كان فيهم شخصيات مختلفه وممكن تتكرر الصفات فى اكتر من واحده
كان فيهم الشخصيه المضحكه والشخصيه السمجه
اكتر شخصيه مكنتش عارفه اتعامل معاها خالص( الشخصيه الهستيريه )كانت لاتبالى باحد لابعد الحدود..حادة المزاج
اول يوم لى ...وضعت براد صغير على وابور الجاز الخاص بى وكنت واقفه امامه ولكنى نظرت من الشباك الى السماء نظره واحده وعندما رجعت بصرى شعرت بالرعب كيف تحول البراد الى حلة ملوخيه
وكنت اصحو من احلى نومه غلى الزراغيط واغانى الافراح بدون اى مناسبه ولم اعرف لها تحليل
احدى الشخصيات كنت اخاف منها ( الشخصيه السيكوباتيه )
الكذب والاستهتار وتميل الى التشاجر مع الاخرين وتتلذذبالاذيه ..دى كنت كل مره انظف الحمام واغسل الصفيحه اللى بنسخن فيها الماء للاستحمام وصفيحتى الخاصه وبخليها زى الفل وفجاه وبدون استاذان الاقيها بتستعملها وبجد كنت ابكى وهى لاتهتم
كان السرير فى الصف التانى ورائى وكانت صاحبته مدرسة علوم ( الشخصيه الانطوائيه ) حاولت التواصل معها بدون فائده تعيش فى عالمها الخاص مشغوله بنفسها فقط
كانت لى زميله... شديدة الاعجاب بنفسها وشديدة الاحتقار للاخرين ( الشحصيه النرجيسيه ) تبالغ فى الاناقه والاهتمام بالمظهر كنت اعرف ان صداقتها قائمه على الاستغلال والانتهازيه ..ولكنها كانت احدى الزميلات؟!
وكنت اتعذب من وسوسة احداهم كانت تتاخر فى الوضوء وتشعر انها لم تتوضى.... هذا قليل من كتير من انواع الشخصيات وطباعهم وكما قالوا : ( الطبع يغلب التطبع )
والى لقاء اخر ان شاء الله( ماما عطيات )

الخميس، 26 يونيو 2014


ضى القانديل

( حكاوى الزمن الجميل ) ......(7).........ضى القناديل
ضى القناديل فى الشارع الطويل الواصل بين استاد الاسماعيليه وسكن المعلمات سنة 1962..اول تعين لى فى حياتى فى مدرسة التجاره الثانويه بالاسماعيليه
وكانت اول تجربه لى فى الاغتراب عن بيت العائله وعن اخوتى وذى ما بيقول المثل : اللى معلمتهوش الاهالى حتعلموا الايام والليالى..انا فعلا....
 اتعلمت حاجات كثيره جدا  من غربتى الاولى استفدت منها عند الغربه الكبرى بالسودان...اول حاجه اتعلمتها الصبر ...وكيف اقوم بكل الاعمال الخاصه بى بدون الاستعانه بشغاله او اجهزه كهربائيه.....تعلمت الصمت والاحتفاظ بهمى لنفسى.....تعلمت كيف ابتسم واخفى دموعى  لانى اعلم ان الناس فيها اللى مكفيها ومحدش فاضى يشيل هم حد
علشان كده لازم الواحد يرضى بقدره مهما كان ويعلم ان الله مقدر له الخيرفى كل الاحوال ويتاكد انه مش حيصيبه الا نصيبه

فى الاول كانت الامور قاسيه.... وخصوصا الاقامه فى حجره كبيره معده للداخليه فوق سطح احد المدارس الابتدائيه..... كنا اكتر من 20 مدرسه وحكيمتين   وبمرور الوقت تغير الحال وقضينا اسعد الاوقات
اول مرتب استلمته  بالبكلريوس  كان 9 جنيهات.. ثم بعد فتره بقى 12 جنيه...يعتبر مبلغ كبير  سنة 62كنا نعيش فى الشهر فى الداخليه ب 3 جنيه ( ميز ) لم نكن ندفع ايجار وكنا نشترى من( عمر افندى ) بنظام القسط نجهز نفسنا ( جهاز العروسه ) فى حدود 25جنيه فى السنه....؟!
الخير كان كتير فى الاسماعليه...ومعظم اولياء الامر كانوا بيعملوا اما فى هيئة قناة السويس ...او فى السد العالى مع عثمان احمد عثمان
وكنت عند عودتى فى اجازة نص السنه احضر معى السودانى المحمص بقشره.كان يباع بالصفيحه الكبيره ...اما فى الاجازه الصيفيه كنت احضر معى كميه كبيره من ( الشمام اوالمانجه تكفى ا الاهل  والجيران وكل من تصل اليه الرائحه
وراحت ايام.....وجت ايام......والذكرى الحلوه عمرها ماتنام
 والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

السبت، 14 يونيو 2014

المولد

حكاوى الزمن الجميل.....( 67 ).......المولد
يوم الجمعه الماضى واحنا جالسين فى الاجتماع الاسبوعى اللى عودت اسرتى عليه كان موضوع اللقاء( الفرق بين الحقيقه والخيال )
فى الحقيقه انا كل اسبوع باختار موضوع للاحفاد ( 16-14-12 ) يشغلوا وقت فراغهم فى التحضير ثم يتعودوا على الالقاء والاهتمام بالتشكيل ومخارج الحروف
الاسبوع ده انا كنت فاكره ان الموضوع صعب عليهم لغاية ما عرفت انهم بيستعينوا بجوجل وبيتبحروا فى ويكيبديا... وعلشان كده بيقدموا لنا اشياء رائعه
واثناء ماكنت سرحانه وبفكر فى موضوع اكثر صعوبه يشغلهم طول الاسبوع وخصوصا انهم فى الاجازه انتبهت على صوت ابنتى الدكتوره ساره
بتقول : ماما علشان بتحبه بتسمع كلامه
قلت: ايه ؟!
قالت :وعلشان بتحبه علمتنا احنا كمان نحبه
بصراحه انا اترعبت وقلت فى نفسى ايه الكلام الكبير ده ؟!
قالت : حب الرسول صلى الله عليه وسلم
تعلق قلبى بهذا الحب العظيم منذ طفولتى وكان الاحتفال بالمولد يسعدنى كثيرا
سنة71 كنت اعمل بمدرسة الاحفاد احدى المدارس العريقه بام درمان وكانت قريبه من ميدان المولد وكنت ارى الاعلام ترفرف على الميدان فى طريقى للذهاب والعوده
ويوجد بالعاصمه المثلثه بمدنها الثلاثه ( الخرطوم - ام درمان - بحرى ) ثلاثة ميادين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف
كانت تنصب الخيام وتتلالا فيها الانوار وترفه الرايات 12 يوم من اول ربيع الاول
وفى اللليله الكبيره ( الزفه ) تسير المواكب يتقدمها رجال الدوله ومشايخ الطرق الصوفيه والموسيقى العسكريه وحملة البيارق والرايات
ويبدا الاحتفال بالدروس والحضرات وقصائد المدح والابتهالات ويستمر الحفل حتى صلاة الفجر
وكانت حلوى السمسميه من اشهر انواع الحلوى تصنع يدويا من السكر والدقيق والسمسم الممتاز وايضا العروسه والحصان تصنع بمواد طبيعيه لذيذة الطعم
وفى الزمن الجميل كانت الناس بتتسابق فى الكرم فكانت توزع العصائر المحليه مثل الكركديه على الموجودين ويتسابق الجميع فى توزيع القهوه والشاى
وكانت الفته( الثريد ) الوجبه الاكثر حضورا فى احتفالات المولد وتوزع فى اطباق كبيره على الحاضرين
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الجمعة، 6 يونيو 2014

الحلو مر

حكاوى الزمن الجميل......... 66.......( الحلو مر )
من اجمل البلاد الى اشتغلت فيها مدينة ( كوستى ) قضيت فيه سنتين مدرسة تربيه رياضيه فى المدرسه الثانويه
البلد جميله جدا وهى اول ميناءعلى النيل الابيض تنقل الركاب من شمال السودان الى جنوبه والعكس
اول يوم وصلت البلد وكان سنة1967 لقيت قمم الاشجار كلها بيضاء تخيلت انها انواع من الزهور الى ان علمت انها الطيور المهاجره تاتى الى البلد فى زمن الخريف..وايضا الفراشات الجميله بالوانها الرائعه
وكانت المدرسه قمه فى النظافه والنظام والالتزم ...حاجه واحده فقط كانت بتخلين اخاف لدرجة البكاء صوت الرعد كان عالى جدا وخصوصا ان السقف من الزنك وعرفت ساعتها معنى الدعوه ( سمعتى الرعد بودانك يا بعيده )
ومن العلامات المميزه للمدينه محلات الذهب كان الصائغ يصنع بنفسه المشغولات الذهبيه قطعه قطعه على حسب الطلب
وكان سوق المدينه عامر بالمنتجات الاجنبيه والفاكهه كانت المنجه رخيصه جدا وتباع بالدسته مش بالكيلو ا
اثناء اقامتى بالداخليه تعرفت على كثير من العادات والتقاليد والتراث الخاص بكل منطقه ..كانت البنات تتجمع عندى فى الامسيات وكانت كل مجموعه تفخر بلهجتها ورقصاتها الشعبيه وكانت لهم اغنيه مثل بساط الريح تتنقل من بلد لبلد
الحقيقه لم اكن افهم هذه اللهجات وكانت الابتسامه هى اللغه الوحيده للتواصل بيننا
قضيت معهم اول رمضان لى فى السودان..كان الحر شديد وكنت اشعر بالعطش الحقيقى فكنت اضع جردل ماء الى جانب سريرى وابل فيه الملايه وارش على المرتبه الماء واستخبى تحت الملائه وبعد فتره بسيطه تجف وارجع ابلها تاتى ..اما السعاده الحقيقيه كنت اشعر بها ساعة الافطار وخصوصا فى الهواء الطلق ومع الجميع
اول يوم كنت مستغربه( الحلو مر ) وهو عباره عن رقائق تبل فى الماء وتحلى بالسكر لا يعرف طريقة اعدادها الا نساء السودان وهو مفيد جدا يمنع العطش ويساعد على الهضم
لم يكن عندنا ثلاجه فكنت احب جدا ان اقوم انا بتبخير الزير قبل مليه بالماء ...كانت لى طريقه مميزه اجهز قطعه جمر فى المبخر وضعها داخل الزير وهو فارغ ثم اضع عليه المستكه واغلق الزير حتى لايتسرب دخان المستكه ..بعد ذلك ارفع المبخر واملى الزير بالماء واغلقه حتى ميعاد الافطارتانى يوم..... والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من جكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات

الخميس، 29 مايو 2014

فرط الرمان

حكايات قبل النوم.......(4 )......فرط الرمان
( ما اصعب ان تعيش كى تنتظر الموت ... وتعاقب على ذنب لا تعرفه )
كان ياما كان يا سعد يا اكرام ميحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
..........
صلو على النبى
كان فيه زمان فى سالف العصر والاوان..قصر كبير بين المزارع والحقول حواليه جنينه مليانه ورد وزهور...كان فى القصر راجل طيب ومراته كانت ست الستات
فى يوم من الايام شافو يمامه بتاكل اولادها فى الجنينه ...اتمنوا ان ربنا يرزقهم طفله جميله
رفعوا ايديهم للسما وقالوا يارب ....قالت الزوجه : يارب ياربيا يا ...ياسامع الدعى والدعايا.. ترزقنا بنت جميله لونها ابيض لون التلج وخدودهاحمرا لون الرمان وعيونها خضرا لون الزرع وشعرها اسود لون الليل
ربنا استجاب لدعائهم ورزقهم طفله جميله سموها ( فرط الرمان
مرت الايام ..ماتت الام ..و.تزوج الاب بساحره .... وبعد ايام مات الاب كمان
الساحره كان عندها مرايه مسحوره ..كل يوم تسالها يا مرايتى..يا مرايتى فى حد اجمل منى؟!وفى يوم من الايام
ردت المرايه : فرط الرمان اجمل واحده فى المكان
غارت الساحره وامرت السياف يموت البنت ويجيب قلبها فى زجاجه ...!!!
السياف اخد البنت الغابه وقال لها : اهربى... وشرح لها الحكايه..
جريت المسكينه فى الغابه لغاية موصلت بيت الحطاب. ..كان الحطاب وزوجته واولاده الاقزام السبعه : ( سهران - نعسان - فرحان - زعلان - سرحان- غضبان- بسام-. الصغير (دقدق )
حكت لهم حكايتها وقالت لهم : مش عايزه غير فرشه تدفينى ..ولقمه تكفينى.. وعاشت معاهم ايام وايام ...وكل يوم يخرج الحطاب ومراته وعياله لجمع الحطب من الغابه وتفضل فرط الرمان وحدها فى البيت ....لغاية الساحره معرفت مكانها وفضلت تتودد اليها بالكلام المعسول...( ا العسل المخلوط بالطين ..اصل العسل من القصب واصل القصب من الطين.... والبنت كانت صغيره متادرش تفرق بين العسل والطين )
قدرت الساحره تاكلها تفاحه مسمومه .....ومن اول قطمه وقعت على الارض...ولما وصل الحطاب وزوجته والاولاد شالوها وهما بيبكوا عليها فاتحركت ووقعت من زورها قطعة التفاح المسحوره ..
ولما حكت لهم الحكايه وحكوا الحكايه للقاضى قال القاضى: اللى يحب النبى المختار يجيب حطب ونار ويحرق كل كلام السحار.....
وتوته ..توته ..فرغت الحدوته حلوه ولا ملتوته
اللى يقول حلوه عليه غنوه....واللى يقول ملتوته عليه حدوته
تيته عطيات

السبت، 24 مايو 2014

رحلة الاقصر واسوان

حكاوى الزمن الجميل........( 65 )....رحلة الاقصر واسوان
كل الرحلات اللى رحتها كوم ورحلة الاقصر واسوان كوم تانى
كانت رحله قمه فى الروعه والاثاره والابهارتركت بصماتها على ابناء كل هذا الجيل
فى الخمسينات كانت رحلة الاقصر واسوان رحله اجباريه ومجانيه لطلبة الثانويه العامه بالقطار من الاسكندريه حتى اسوان
قطار مخصوص لنقل الطلبه والطالبات طبعا البنات فى عربات والبنين فى عربات تانيه تحت حراسة عساكر من الشرطه
كان العسكرى يحمل بندقيه ولا يبتسم ابدا ويغلق الابواب بعد صعود الطلبه من المحطات
كان يقف القطار فى كل محطه ولا يسمح لاحد بالصعود الا الطلبه والمشرفين فقط
استغرقت الرحله ثلاثة ايام فى الطريق قضيناها فى عربات القطار درجه تالته والكراسى خشب و مع ذلك لم نشعر بمرور الوقت كانت البنات بتغنى وتضحك وتقدم بعض الالعاب المسليه
كنا نغلق النوافذ فى كل محطه حتى لايدخل علينا منها احد وفى احد المحطات كان فيه قطار محمل بالقصب الاحمر اخذت البنات تغنى ( خد الجميل يا قصب سكر ) الصبيان قفذوا من النافذه واحضروا لنا منه ؟!
وعند وصولنا الى اسوان كان فى انتظارنا فوج من المرشدين من ابناء البلد زرنا خزان اسوان قبل بناء السد العالى ...البلد كانت جميله جدا ونظيفه وهادئه
وعند زيارتنا لمدينة الاقصر قسمونا الى مجموعات صغيره حرصا على الاثار ومع كل مجموعه مرشد يشرح لنا ويعلمنا تاريخ الاجداد
قابلنا كتير من السياح ودائما نسال :يو اسبيك انجلش ؟ نقول : يس!! وبس ؟!
ومنفهمش ولا كلمه بعد كده واكتشفنا ان الانجلش اللى بندرسه فى المدرسه لايصلح للتواصل او الحوار
كانت رحله رائعه اكتسبنا فيها الكثير من المعلومات والفوائد والكثير من الاصدقاء
تعرفنا على احدى الزميلات من الريف كانت تحكى لنا طوال الطريق على جهاز العروسه فى الريف وتصف لنا من اول طشت الحمام وطشت الغسيل والابريق والطاسه للوضوء......الخ ..وتصف لنا ليلة الحنه والهودج الذى تزف عليه العروس
قضينا اجمل الاوقات ولم نشعر بمرور الوقت حتى دق جرس المحطه يعلن سلامة الوصول والى لقاء اخر انشاء الله
فى حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات

الثلاثاء، 20 مايو 2014

( المجرن )

حكاوى الزمن الجميل......64.........( المجرن )....
من اجمل الحكاوى حكاياتى فى الخرطوم وام درمان...
حديقة المجرن بالخرطوم سنة1967 كانت المكان المفضل لى... وكان ياتى اليها السياح من كل بلاد العالم...بصراحه كانت قمه فى الشاعريه والرومانسيه كفايه انك كل يوم تشاهد النيل الازرق وهو يعانق النيل الابيض ويسيران فى طريق واحد بين ضفاف نهر النيل
فى هذا المكان الوحيد الذى يتقابلان فيه بعد سفر طويل النيل الازرق القادم من الحبشه بلونه الرمادى
والنيل الابيض القادم من الجنوب بلونه الوردى كنت بسهوله تفرق بين النيليين
حتى انواع الاسماك كانت تختلف بينهما ؟!
قالوا ان سمك النيل الازرق اطعم ومع انى من عشاق السمك لم اكن اجد فرق بينهما
الكل يعد ويحمر بنفس الطريقه ...كنت اشاهد السماك يجلس غى شاطىء النيل ينظف السمك ويقطعه ويغسله بماء النيل طبعا ويرسله الى مكان القلى
فى الزمن الجميل لم يكن السمك وجبة غداء كان يقدم الى جانب الافطارمحمر ومقرمش بدل الشبسى بمرور الايام اضفت لهم طريقه جديده الشوى على الفحم بالطريقه الافرنجيه
كا اللحوم هى المكون الاساسى لكل الوجبات.. الكبده الى جانب طبق الفول مع الافطار.. واللحم الضانى المحمر الى جانب الكفته والمحشى بالعصاج حتى طبق الخضار فيه كمية لحوم احيانا بتكون اكتر من الخضار نفسه
كان زميلى فى المدرسه خريج الفنون الجميله مدرس الرسم وشيخا ايضا كان رجل طيب كنت اوصسه ببعض الاشياء يقولها فى دروسه فى الراديو والتلفزون
من بينها ما كنت اراه من صور التبذير فكان يقول( تخوشنوا فان النعمه لاتدوم )
من اغرب الحكاوى انه فى احد البلاد لاحظت كل يوم ظاهره غريبه فى نفس الميعاد السابعه مساء تجمع الامهات اولادها من الطرقات وكل الناس تسرع الى بيوتها ويظل الطريق خالى تماما
ولما سالت قالوا دا ميعاد عربة الفسحه ؟! انا كنت فاكرها ذى الطفطف اللى فى مرسى مطروح وحبيت اشوفها بنفسى
لقيتها عربه كاروا كبيره يجرها اربع بغال وعليها اتنين غلاظ شداد ومع كل واحد كرباج سودانى من جلد وحيد القرن...مش علشان يضرب بيه البغل ؟!
دا علشان اى حد يقول ( افى ) او يضع يده على انفه قرفان من الرائحه
لم يكن هناك صرف صحى وكانت الجرادل هى البديل ينقلها عمال الصحه كل يوم ويوضع بدلها جرادل نظيفه
كلمة الفسحه معروفه هناك مثل كلمة بيت الراحه ...وبيت الادب..والمستراح...
والادبخانه
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من:
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الجمعة، 9 مايو 2014

اسمى فين

حكاوى الزمن الجميل......(63)..... اسمى فين
عندما كنت فى الثانويه العامه كانت اختى فى الاعداديه..وايامها كان الاستاذ
انيس منصور بيكتب عن تحضير الارواح
كان نفسنا نتعلم الحكايه دى بس كنا خايفين حد من الوالدين يقفشنا وخصوصا الوالده رحمها الله ..كنا دائما تحت مراقبتها .. فى المساء تاتى الى حجرة نومنا وتتاكد من وجودنا فى الفراش ومع الفجر تكون عندنا للصلاه وحتى اوقات المذاكره لاتغادر حجرة الاستذكار
وفى يوم من الايام وكنا فى شهر مضان والوقت فبل السحور والبيت كله كان نائم ...
اتسحبنا على اطراف اصابعنا وقلنا لبعض دى فرصه لن تعوض لتحضير الارواح ؟!
كتبنا الحروف الهجائه على ورق وخلينا كل حرف لوحده ...وكتبنا كلمة السلام عليكم فى ورقه منفصله وتجمعنا حولهم واتفقنا اننا نحضر روح المرحوم بيرم التونسى مش عارفه ليه ..وقلبنا فنجان قهوه فاضى ووضعناه فى الوسط ..وقلنا فى نفس واحد : اذا حضرت الروح تدخل على السلام يعنى على الورقه اللى مكتوب عليا السلام عليكم
طبعا امى هى اللى صحت من النوم وهزقتنا وحرمنا نفكر فى الحاجه دى تانى
ومرت الايام...وانا فى الكليه ذهبت مع اختى لزيارة احدى الصديقات المغربيات وبعد قضاء وقت جميل تعرفنا فيه على عاداتهم وتقاليدهم وقبل ان ننصرف ارادت احدى قريباتها ان تكرمنا بقراءة الفنجان
نظرت فى فنجانى والخوف بعينيها قالت : انى مكتوبه على جناح طائر
قلت لها : يعنى ايه ؟!
قالت : يعنى كل الطائر ميسافر بلد انا حتسافرى وراه واذا مات فى بلد تبقى هيا دى البلد اللى حتموتى فيها ايضا
قلت لها : انا الحمد لله مليش اعداء واحنا ناس مؤمنين نؤمن بالقضاء والقدر ....والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين
انا فعلا سافرت كتير وزرت معظم بلاد وادى النيل وده من حبى للرحلات والجواله وليس لشىء اخر واحيانا كنت اتذكر هذا الكلام وانظر الى الطيور المهاجره واسال نفسى .....ياترى اسمى فين ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ما ما عطيات )

الأحد، 4 مايو 2014

فدادين خمسه

حكاوى الزمن الجميل.......( 62 )......فدادين خمسه
وانا صغيره كنت باسمع شاديه فى الراديو بتقول : سبع سواقى كانت بتنعى ..على اللى نابها من المظالم ..قضت حياتها تدور وتدعى ...الله اكبر عليك يا ظالم
كنت اتنهد واسرح واقول ياترى ايه اللى حصل للسواقى
مرت الايام وفى سنة 1962كان عندنا معسكر اعداد القاده فى الفيوم وشوفت بعينى السبع سواقى وسمعت صوتهم الحزين؟
كانت الفيوم هى اجمل بلد من 16 بلد اللى زرتها فى مصر ...ومازالت صورتها الجميله مرسومه فى خيالى حتى اليوم ...قالوا لنا ان مدرجاتها الخضراء اجمل من المدرجات بسويسرا.
ولم انسى الهدوء النفسى الذى كنت اشعر به وانا جالسه على شاطىء بحيرة قارون
كان المعسكر فى ( عين السليين ) يضم معلمات التربيه الرياضيه والموجهات كنا نعتبر الموجهه اخت كبيره لنا او ام ونكن لها كل التقدير والاحترام وتعلمنا منهم الكثير من المعانى والقيم ولم تكن حصص التربيه الرياضيه بالنسبه لنا مجرد ملا فراغ الجدول المدرس بل كنا نطبق علم النفس اللى درسناه
الله يرحمه الدكتور عبد العزيز القوصى لم احزن فى حياتى على كتاب فقدته الا كتاب علم النفس التربوى
لم يكن الاهتمام بتدريبنا فى المعسكر على تنمية المهارات عند الطالبات فقط ولكن ايضا بتكوين القدوه الصالحه والاهتمام بسلوكنا فى كل الاحوال حتى فى اداب الطعام
فى احد الايام اتفاجئنا بمشاركة الموجهات لنا على نقس مائدة الغداء ...وكان سمك ..وكانت الدرجات على الاطباق بعد الانتهاء من الطعام ..طبعا اعلى درجه على اللى لم تترك فتفوته فى الطبف وطريقة استخدام الشوكه والسكين...
واخر ليله لنا كان امتحان فى : ماذا تقدمى فى حفلات السمر ؟!
كنت اصغر الموجودات ...فغشيت من بعض الزميلات خطوات ( فدادين خمسه...خمس فدادين) لفرقة رضا
طبعا حصلت على نص الدرجه علشان كنت مكسوفه من الموجهات وعلى طول باصه فى الارض
ومن اجمل الزكريات اننا اشتركنا فى رسم النوافذ الزجاج....ياترى الرسم لسه باقى ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الاثنين، 28 أبريل 2014

مفيش فايده



 ‏حكاوى الزمن الجميل........(60 ).....مفيش فايده
فى سنة 1985 اشتريت سناره لصيد السمك وقفه وكميه من الجنبرى الصغير
( طعم للسمك وليس طعام له ) وحاولت ان اجعل ابنى يحب هوايتى انا...كنت اجلس بجانبه وكل شويه اساله : السناره غمزت ؟ كان يشاور لى هدوء....
اتارى السمكه كانت بتاكل وهو مستنيها تخلص اكل عشان يحط لها واحده تانيه...؟!
قلت فى نفسى مفيش فايده...انا اشده للبحر وهو يحلق فى الجو
كان من صغره بيحب الطائرات وكل لعبه طائرات يعرف انواعها واسمائها..وحتى كتب الاطفال كان يختار التى تحكى عن الطيارين والطائرات
ولما كبر شويه اشترك فى نادى الطيران وكان وقتها داخل نادى سموحه وتحت اشراف رجل محب لوطنه مخلص فى عمله انقذ جيل بحاله من الاخلاق الفاسده وعلمهم اذاى يستسمروا وقت فراغهم فى هوايه مفيده علمهم صناعة الطائرات وديناميكية الهواء وفى سن صغيره اكتسبوا عدة مهارات
واهم حاجه انه غرس فيهم معنى الصداقه والوفاء
وما زالوا على ذلك حتى بعد رحيل النادى الى مطار النزهه...وحتى بعد رحيله هو رحمه الله ..كل الامهات بتدعى له بالرحمه وانا واحده منهم ..لم نشعر بمراهقة ابنائنا ولم نعرف لهم وقت فراغ
مرت الايام واشترك الابناء تحت رعايته ايضا فى فريق للقفز بالمظلات
وسافروا الى القاهره وقضوا اسعد الاوقات فى التدريبات والقفز بالمظلات
كانت هوايه رائعه جعلت منهم اشجع الشجعان
باقى الحكايه المره الجايه ان شاء الله
مع تحياتى ( ماما عطيات)‏

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

كرتونة بيض ( 3 )

حكاوى الزمن الجميل........44 ...كرتونة بيض (3)
كرتونة البيض المره دى مش مسلوق ..و28 مش 30.... والسبب ضعفى فى الحساب
مع انى عشت فى الزمن اللى كان فيه جدول الضرب ملازمنا فى كل الكراسات...بس مكنتش مركزه فى الحساب..كنت مركزه فى التاريخ والقصص والروايات
تعلمنا الجمع والطرح بالعد على الاصابع ..وكنا نستعين احيانا باصابع القدمين ؟!
قالت لى حفيدتى : ان المخ فيه جذء بيكسل عن حل المسائل الحسابيه
قلت لها : ازاى ؟!
قالت : حضرتك مثلا يا تيته لما بتشترى حاجه ب8جنيه بتقولى ( نقول عشره) وبتمشى كل حساباتك كده..
فى الحقيقه اتعلمنا فى الطفوله ان نكتب بالريشه... وتعلمنا الخط العربى والكتابه ( بقلم البسط ) سنة 1948
كانت الادراج فى المدرسه بها فتحه صغيره لدواية الحبر وكانت الوزاره هى اللى بتصرف الحبر للمدارس
وكانت المقلمه بتاعتنا زمان عباره عن علبه بها : ريشه مصنوعه من الخشب الملون اللامع ..واسنان مختلفه للريشه مصنوعه من النحاس ..واقلام من البوص مبريه ( اقلام البسط )
وقطعة قماش نظيفه لتنظيف اسنان الريشه..وطبعا نشافه تتدحرج يمين وشمال للتخلص من الحبر الذائد
صحيح علمونا الكتابه بالحبر ....ولم يعلمونا حب الحساب
كنت كل سنه تقابلنى مشكله عند عمل مخبوزات العيد ....اقضل احسب واعد كل 3بيضه عليهم كام كباية دقيق
ومره غلطت فى الحساب وخليت بنتى تكسر 28 بيضه لعمل البيتى فور...؟!
وكانت ليله سهرنا فيها للصباح لغاية مخلصنا العجينه..... وكل مناسبه يفكرونى بكرتونة البيض.........
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الجمعة، 18 أبريل 2014

حكايات قبل النوم.....محسن ومحاسن

حكايات قبل النوم......(6)...محسن ومحاسن
كان ياما كان ...يا سعد يا اكرام ...ميحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
........صلوا على النبى :
يحكى انه كان فيه طفلين اخوات محسن ومحاسن ..ماتت امهم وهما صغار وطبعا زى باقى الحكايات ابوهم اتزوج من واحده شريره....
لا فى حكايتنا مكنتش شريره....كانت بخيله ..؟!
فى يوم من الايام سمعتها محاسن بتقول لابوهم : ( معدش عندنا غير رغفين عيش...احنا رغيف والاولاد رغيف .... ولو خلص العيش حيموتو من الجوع...احسن حاج توديهم الغابه يكلوا ويلعبوا واول ما يناموا سبهم وتعالى ...؟! )
محاسن اتسحبت فى هدوء و وخرجت من باب البيت وجمعت حجاره صغيره اخفتها فى ملابسها....
فى الصباح اخدهم ابوهم الى الغابه وطول ماهم ماشيين تبص وراها وتضع طوبه على الارض...ومحسن يقولها : بتعملى ايه يا محاسن ؟!تشاور له ( اسكت احسن ابوك يسمع ).....
و بعد مارجع ابوهم وسابهم...وقبل الدنيا مضلم..رجعوا البيت عن طريق الحجاره اللى علمت الارض بيها....
تانى يوم سمعت محاسن نفس الحوار بس كان الوقت متاخر والباب اتقفل...؟!وفى الطريق للغابه فضلت تقطع العيش قطع صغيره وتعلم بيها ....بس يا خساره لما جم يرجعوا معرفوش ( العصافير اكلت العيش )
وتاهو فى الغابه ... وهما تايهين لقو بيت من العيش والسكر ...قطمو ققطمه من الحائط ( العيش ) وقطمه من الشباك ( السكر )... ومن كتر التعب ناموا ..والصبح لقو ست عجوزه بتنادى عليهم:
تعالو يا ولاد متخفوش.... انا وحيده ..ومريضه ومش باكل الحلويات
واترجتهم يعيشوا معاها ويساعدوها
وعاشوا معاها فى سعاده وهنا
وتوته ..توته...فرغت الحدوته....حلوه ولا ملتوته ....؟!
( ماما عطيات )

الخميس، 10 أبريل 2014

اعترفوا لى

حكاوى الزمن الجميل.......(59 ).....اعترفوا لى ....
البيت اللى فيه سبع بنات بتكون الحياه فيه مسليه جدا ....واذا كان البيت صبيان وبنات بتكون الحياه اجمل واكتر اثاره....كنا نعيش فى بيت واحد سبع بنات واربع صبيان واتربينا فى الزمن الجميل وعشنا اجمل الايام
اخى الكبير كان فى سنه اولى كليه...واخى الصغير فى اولى ابتدائى
والباقى ما بين بين
كانت الحياه سهله ومريحه ..لا مشاكل فى السكن ولا مشاكل فى الشغالات
كنت طول مانت ماشى تقرا ( شقه للايجار ) وكانت معظم البيوت عندها داده ست كبيره وشغاله بنت صغيره
كن وكنانقضى اسعد الاوقات فى تجمعنا قبل دخول التلفزيون الى المنزل كان عندنا راديو واحد نجتمع حوله ويرضى كل الازواق
منا من كانت تستمع الى ( الركوست ) ما يطلبه المستمعون بالانجلش
ومنا من تواظب على البرامج الثقافيه ..وكنت احب الف ليله وليله
كنا متفقين واللى عليها الدور فى الاستماع تجلس بجوار الراديو..واشتركنا فى بعض الالعاب المسليه السلم والثعبان والليدو ولنا لعبه واحد بالكوتشينه ( بنجور مسييه - بنجور مدام ) وكنا نضحك ونحكم على الاخير باشياء مضحكه
كانت لنا صداقه حميمه مع بائع الجرائد وماسح الاحذيه
ماسح الاحذيه رجل كبير وياتى دائما فى المساء ونكون عايزين ننام والدنيا برد ولما محدش يطلع له يفضل ينادى تحت الشباك ( البوهيه يا زباين يا جموس نايم ) اما بائع الجرائد فكان ياتى لنا لكل واحد مايريد من المجلات والجرائد وكانت تختلف الازواق ناس تفضل الاخبار وناس الاهرام ..وناس ميكى وناس سمير ...الى جانب مجلة صباح الخير كانت لسه حديثه ولكنها جذبت انتباه الجميع قرات فيها موضوع بعنوان اعترفوا لى
ارسلت لهم خطاب بدون علم احد واعترفت فيه اننى قتلت صرصار ولما رايت صرصار اخر بيسحبه شعرت انه اخوه واخذه ليدفنه....وكل ما افتكر المنظر ابكى عليه
كتب الدكتور مصطفى محمود الله يرحمه الرد واخبرنى انى عندى حساسيه مفرطه ..وانه لم يكن اخوه دا كان واخده علشان ياكله
ولا اعرف حتى الان كيف رسم رسام الكاريكاتير مع المقاله صوره تشبهى جدا
ولا اعرف كيف عرف والدى اننى هى مع انى لم اكتب اسمى وكتبت الحروف الاولى فقط
الاولى فقط ...... والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

السبت، 5 أبريل 2014

مدرسة الراهبات

حكاوى الزمن الجميل........45...........( مدرسة الراهبات )
مرت الايام سريعا وكبرنا احنا السبع بنات... وكانت امنا رحمها الله بتعودنا على تحمل المسئوليه
كنا نملك فيلا صغيره قريبه من البحر نقضى فيها الصيف كله واجازة المدرسه فى نص السنه... وكانوا الجيران بيحبوا يزورونا وكان عندهم حب استطلاع عجيب نفسهم يعرفوا احنا سعداء ولا لا.
طبعا كنا سعداء ويمكن نكون احنا اول اسره عرفت المصيف وعرفت اذاى تتمتع بالاجازه
كنا طوال الصيف نترك الشمسيه والكراسى على الشاطىء كان زمان شاطىء ابوهيف اسمه شاطىء الطاحونه
كنا بنتقسم مجموعتين ..مجموعه تفضل فى البيت ومجموعه تروح البحر.. وانا فى الحقيقه كنت بساعد امى كل يوم فى الطبخ واروح البحر ساعة العصر
وفى يوم من الايام وكانت الشمس حاميه لفت نظرى مجموعه من الراهبات كبار الس يجلسون فى الشمس وكنت اجلس وحدى تحت الشمسيه..ذهبت اليهم وعزمت عليهم ان يجلسوا تحت الشمسيه وعرضت عليهم يجوا كل يوم فى نفس الميعاد
كانو يتحدثون الفرنسيه ولم افهم كلامهم ...وكانت اصغر واحده فيهم مصريه كانت تقوم بالترجمه بينى وبينهم
وفعلا كنت كل يوم انتظرهم وافرح جدا عندما ارى ملابسهم البيضاء وهماجايين من بعيد
وفى يوم من الايام ارسلت لى ( المامير ) مديرة المدرسه لتتعرف على وتشكرنى
عندما ذهبت الى المدرسه كانو عاملين حفله لاحد االراهبات ...السلالم الرخام بيضه زى الفل وعليها شوالى الورد الابيض وكانت حفله رائعه علمت ان الراهبه تقسم ان تلتزم بثلاث اشياء طول حياتها :
1- العفه : لا تتزوج
2- التواضع : لا تتكبر على احد مهما كان فقير او مريض
3- الفقر: لاتتناول اجر على اى شىء تعمله
كنا فى نهاية الخمسينات تقربا ...ومرت الايام يوم ورا يوم ومرضت امى ...وحضرت كل الراهبات لزيارتها ...ولم اجد اصغر واحده التى كانت تترجم لى
ولما سالت عنها بالاشاره طبعا لم افهم الاجابه .....
وتذكرت قولها يوما ان الراهبات بشر وليسوا ملائكه
ودائما كانت تعلق ان الانسان باخلاقه وليس بملابسه
والى لقاء اخر ان شاء الله مع ( حكاوى الزمن الجميل )
ماما عطيا

الأحد، 30 مارس 2014

ولا قدك ميه...يا ابو العين العسليه

حكاوى الزمن الجميل...... (11)..... ولا قدك ميه يابو العين العسليه
فى الستينيات كان الاهتمام كبير بالتربيه الرياضيه والمرشدات فكان فى كل مدرسه فريق لكل لعبه الى جانب فريق المرشدات.. ومن حبى لحياة الكشافه انشات فرقة جواله اهليه من النساء.. كنا يوم الجمعه نذهب الى حدائق نمره ( 6) فى الاسماعيليه سيرا على الاقدام او بالدراجات
سكان الاسماعيليه يعرفون هذه الحدائق كم هى جميله وهادئه ونظيفه  و اقرب مكان تطل  به على قناة السويس....كانت تمر امامنا السفن بقيادة المرشدين والملاحين المصريين... كنا نسمع اغنية محلاك يا مصرى وانت على الدفه .. والمركب عامله فى القنال زفه شاورلهم.....الخ) المهم اننا كنا بنصقف لهم ونشاور لهم... وفى احدى المرات سمعنا المكرفون بوضوح ( ولا فدك ميه يابو العين العسليه )... برده صقفنا لهم وحيناهم... كنا فاكرينها اغنيه وطنيه...؟حتى علمت من سنوات قريبه ان احد المرشدين على السفينه كان يقصدنى انا ..واكتشفت  ان عيونى كانت عسليه !
لم يكن من السهل فى ذلك الزمان تعين قائدات للمرشدات ..كانت تجرى لنا عدة اختبارات فبل استلام الشاره والدبوس
احد هذه الاختبارات كان فى معسكر بالهرم و حضرت لاختبارنا مفتشه من سويسرا كنا نخاف من امتحاناتها وكانها :
ليدى بادن باول )مؤسسه  المرشدات والجواله   )
كانت تعمل تفتيش مفاجىء على كل شىء وتعطى الدرجات حتى ترتيب حقيبة الملابس الخاصه وتبحث عن الابره والخيط هل لون الخيط مناسب مع هدومنا او لا...
ودرجات على تسوية السرير لازم نشد الملايه من جميع النواحى ترمى القرش ينط لفوق..مره ادتنا علبه صفيح صغيره بها قليل من الماء .. وبيضه نيه.. وقليل من الدقيق فى قرطاس ... وعود كبريت واحد ؟ وفى وزمن محدد علينا اعداد افطار فى الخلا... وكل واحده كانت فى مكان لاترى الاخرى
الحقيقه انا لخبط الدنيا سلقت البيضه فى الميه والمفروض انى كنت احافظ على الميه للشرب ولعجن الدقيق وكنت اشوى البيضه فى الرماد المتبفى من النار
كنا عشرين قائده منجحش منهم غير (7) وكان ترتبيى السابعه....
( مع تحيات: ماما عطيات)

الثلاثاء، 25 مارس 2014

تى تايم.....

حكاوى الزمن الجميل........(57 ).........(تى تايم )........
سنة 1967 قلت اجرب مهنه تانيه غير مهنة التدريس.. قدمت فى وزارة الصحه فى الخرطوم للعمل فى جمنيزيم للعلاج الطبيعى رحبوا بى جدا بعد اختبار بسيط فى الانجلش وبعض المعلومات العامه فى العلاج الطبيعى
كانت دراستنا زمان فى المعهد العالى للتربيه الرياضيه دراسه قويه جدا ومفيده رغم التعب والارهاق اللى كنا فيه
كنا ندرس من ضمن المواد مادة التشريح --وعلم وظائف الاعضاء-- والمساج والعلاج الطبيعى...وكان الامتحان عملى ونظرى فى كل المواد
كان دكتور التشريح رحمه الله ياتى لنا من كلية الطب ويحضر معه هيكل عظمى لانسان حقيقى ...وبعض العظام والفقرات
الحقيقه انا كنت بخاف وافضل طول المحاضره اقرا الفاتحه فى سرى على روح المرحوم اللى منبهدل معانا فى المحاضرات ...وافضل اسرح وافكر واقول ياترى هو كان ايه وعاش ازاى ومات ازاى الى ان جاء يوم الامتحان العملى
كانت العظام مرصوصه على المائده وطلب من كل واحده بالدور ان تبحث بين العظام وتخرج العظم اللى يقول عليه
كل ما يقرب عليا الدور واشعر انى حمسك المرحوم بايدى ادوخ وايديا تترعش ولونى يبقى اصفر زى الليمونه
لاحظ الطبيب بخبرته الطويله
انى خائفه من الهيكل العظمى فسالنى سؤال خارج القرر:
س: ايه اخر فيلم رحتيه وفى اى سينما ؟
ج: سينما امير...فيلم ( سيكو لهتش كوك ) بس والله يافندم مشوفتش حاجه...اصل اختى كانت خايفه عليا ففضلت مغميا عنيا طول الفيلم وكل شويه اقولها خلاص تقولى لسه لغايه كلمة النهايه
طبعا انا اعتمدت على درجات النظرى علشان تعوض الامتحان العملى ولما استلمت العمل فى الجمينزيو كان كل مهمتى ان املا الاستماره للمريض ( بالانجلش ) واضعه على الجهاز الذى يقرره الطبيب وبالزمن المحدد له وكان رئسى دكتور اسكتلندى وزوجته ...كانا قمه فى الاخلاق والزوق والادب
العمل كان مريح جدا من السابعه صباحا حتى الثالته ظهرا وكان لنا فيه ثلات اوقات للراحه
تى تايم: لشرب الشاى - كوفى تايم : لشرب القهوه - بيبسى تايم : لشرب البيبسى مجانا طبعا
وكل شىء كان رائع الا حاجه واحده مقدرتش استحملها ( شلل الاطفال ) ومقدرتش اخبى دموعى عن امهات الاطفال
قلبى الصغير لم يتحمل اكتر من ثلاثه شهور ورجعت الى مهنة التدريس ...تانى ...تانى....تانى ..
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الأربعاء، 19 مارس 2014

الساحره

حكاوى الزمن الجميل.....( 56 ).............( الساحره )
قالوا اللى يعيش يامه يشوف ..واللى يمشى يشوف اكتر....ودا الى حصل بالفعل
كنت قد قضيت فتره طويله جدا من عمرى لااعرف فيها شىء عن السحره غير ( نونا المجنونه ) ساحرة مجلة ميكى التى تبحث عن قرش عم ذهب الى ان اكتشفت ان معلوماتى بسيطه عن الحياه ننفسها
سنة 1977 اصابنى مرض غريب تسبب فى تاخرى عن عملى فى الصباح الباكر حيث كنت اعمل مدرسة تربيه رياضيه وطبعا مسؤله عن طابور الصباح و ( صفا ...وانتباه )
ولما اتاخر يبقى مفيش ولا صفا ولا انتباه......؟!
كانت مديرة المدرسه انسانه رقيقه طيبة القلب طلبت من احدى الزميلات واحدى العاملات وسائقها الخاص الذهاب بى الى منزل الساحره وقالت لى :اصل انتى على نياتك ومتعرفيش الحجات دى
كان بيت الساحره فى الخلاء خارج البلده وكان بيت صغير مبنى من الطين ومكتوب على الباب ممنوع للرجال
لقيت عدد كبير من النساء الشابات والعجائز وكل واحده معاها رقم وفيه واحده مخصوص للحجز والنظام
كان عندى فضول كبير جدا لرؤية الساحره ....قالوا لى انظرى من النافذه...
ولما بصيت عليها لقيتا شابه صغيره حوالى 16 او17 سنه قالوا انه بعدوفاة والديها فى حادث حزنت حزن شديد واحتارت من اين تاتى بالنقود وليس لهم عائل ؟! ولها 7 اخوات
قالوا : طلع لها من البحر رجل كبير السن وعنده لحيه بيضاء وعلمها السحر
وعندما نطرت اليها من النافذه كانت تعد الطعام لاخواتها ثم غسلت المواعين وبعد ذلك دخلت حجرة الكشف
لما جه الدور عليا احضرو لها كوب ماء قرات عليه كلمات لم افهم منها شىء ثم شهقت شهقه عاليه جدا ولا اعرف لماذا كانت تبكى ....ثم وجدت امامى ملابسى كانت قد سرقت منى من زمن بعيد وعليها تراب ناعم جدا كالحرير قالت انها كانت مدفونه فى المقابر
اخدتها منها وشكرتها ودفعت مبلغ بسيط من المال فى حجز التذكره طبعا
وقبل انصرافى سالتها : مش عايزه حاجه يا بنتى
قالت :عايزه كراسات لاخواتى
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده
من حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الاثنين، 17 مارس 2014

اغرب من الخيال

حكاوى الزمن الجميل.....(46 )......اغرب من الخيال
يوم 10 من شهر 10 سنة 1962 لايمكن يغيب من ذاكرتى ابدا ....تاريخ تعينى ( واستلام العمل مدرسة العاب بالاسماعيليه
كان وقتها عمرى مابين 19 و20 سنه.... وصلتنى عائلتى الى محطة القطار فى القاهره.... وفى يدى جواب التعيين وبعض الجنيهات وحقيبة ملابسى ...
لااحد كان يعرف المسافه او ما تستغرقه الرحله( كانت البنات زمان مبيتخفش عليها الدنيا كانت امان )
ركبت قطار الاسماعيليه وانا اقفز من الفرح ..احب السفر بالقطار
كان زمان مفيش زحام وكانت العربات دواواين ولها ابواب .... الوقت مر بطىء جدا وكل شويه اسال الكمسارى وافوله : من فضلك يا عم لما تيجى الاسماعليه ابقى قولى ؟!
الاول كنت باتسلى بالنظر من الشباك على البلاد اللى بنمر عليها.... وفجاه اتملا الجو بالرمال.. ولقيت القطار بيجرى بين معسكرات بالاسلاك الشائكه
بصراحه انا خوفت وقلت فى نفسى ايه ده ؟ هيا دى معسكرات الانجليز اللى بيقولوا عليها... وقلت يمكن جواب التعيين مكتوب فيه ( فدائيه ) ...
واخيرا وصلت قبل الساعه 2 ضهرا...ركبت الحنطور ورحت المحافظه قالوا لى : لا..روحى رعاية الشباب ..
ولما رحت لهم اخدوا منى خطاب التعيين وادونى خطابين واحد للمدرسه وواحد للداخليه رحت المدرسه استلم العمل الاول ... وكانت المفاجاه ( اغرب من الخيال )
لقيت مدرستى فى الثانويه بكفر الدوار هيا اللى حستلم منها لانها اتنقلت الى الاسكندريه وان عائلتها مقيمه بالاسماعيليه من فتره طويله وكانت تربطنا بهم صداقه حميمه
رحت مع معلمتى للسلام عليهم قابلونى بالفرح والكرم والترحاب واستغربوا جدا ازاى حروح الداخليه بدون معدات....
الزمن كان جميل جدا والناس قلبهم كان صافى ومتهونش عليهم العشره
قامت الاخت الكبرى وملات شنطه كبيره بالمعدات : وابور جاز براد شاى حله للبن وحله للطبخ ....صفيحة ماء ( لزوم الحمام ) وكوز وعلب شاى وسكر ..........الخ
وقامو بدعوتى على الغداء كل يوم جمعه مع تجمع العائله
وبعد الغداء كنا نذهب الى سينما الجلاء فى معسكر الجاء الاتوبيس مجانا وتذكرة السينما بنص فرنك....قرشين .....
دوام الحال من المحال
مرت الايام والليالى وهذا اليوم لايغيب عن بالى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل:( ماما عطيات )
صورة: ‏حكاوى الزمن الجميل.....(46 )......اغرب من الخيال
يوم 10 من شهر 10 سنة 1962 لايمكن يغيب من ذاكرتى ابدا ....تاريخ تعينى ( واستلام العمل مدرسة العاب بالاسماعيليه
كان وقتها عمرى مابين 19 و20 سنه.... وصلتنى عائلتى الى محطة القطار فى القاهره.... وفى يدى جواب التعيين وبعض الجنيهات وحقيبة ملابسى ...
لااحد كان يعرف المسافه او ما تستغرقه الرحله( كانت البنات زمان مبيتخفش عليها الدنيا كانت امان )
ركبت قطار الاسماعيليه وانا اقفز من الفرح ..احب السفر بالقطار
كان زمان مفيش زحام وكانت العربات دواواين ولها ابواب .... الوقت مر بطىء جدا وكل شويه اسال الكمسارى وافوله : من فضلك يا عم لما تيجى الاسماعليه ابقى قولى ؟!
الاول كنت باتسلى بالنظر من الشباك على البلاد اللى بنمر عليها.... وفجاه اتملا الجو بالرمال.. ولقيت القطار بيجرى بين معسكرات بالاسلاك الشائكه
بصراحه انا خوفت وقلت فى نفسى ايه ده ؟ هيا دى معسكرات الانجليز اللى بيقولوا عليها... وقلت يمكن جواب التعيين مكتوب فيه ( فدائيه ) ...
واخيرا وصلت قبل الساعه 2 ضهرا...ركبت الحنطور ورحت المحافظه قالوا لى : لا..روحى رعاية الشباب ..
ولما رحت لهم اخدوا منى خطاب التعيين وادونى خطابين واحد للمدرسه وواحد للداخليه رحت المدرسه استلم العمل الاول ... وكانت المفاجاه ( اغرب من الخيال )
لقيت مدرستى فى الثانويه بكفر الدوار هيا اللى حستلم منها لانها اتنقلت الى الاسكندريه وان عائلتها مقيمه بالاسماعيليه من فتره طويله وكانت تربطنا بهم صداقه حميمه
رحت مع معلمتى للسلام عليهم قابلونى بالفرح والكرم والترحاب واستغربوا جدا ازاى حروح الداخليه بدون معدات....
الزمن كان جميل جدا والناس قلبهم كان صافى ومتهونش عليهم العشره
قامت الاخت الكبرى وملات شنطه كبيره بالمعدات : وابور جاز براد شاى حله للبن وحله للطبخ ....صفيحة ماء ( لزوم الحمام ) وكوز وعلب شاى وسكر ..........الخ
وقامو بدعوتى على الغداء كل يوم جمعه مع تجمع العائله
وبعد الغداء كنا نذهب الى سينما الجلاء فى معسكر الجاء الاتوبيس مجانا وتذكرة السينما بنص فرنك....قرشين .....
دوام الحال من المحال
مرت الايام والليالى وهذا اليوم لايغيب عن بالى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل:( ماما عطيات )‏

الجمعة، 14 مارس 2014

فين التورته

حكاوى الزمن الجميل......( 50 )........فين التورته ؟!
جائتنى رساله من خديجه بنت ساره ابنتى ( من محبسها ) قالت: متخلوش تيته تعيط ....وقولولها تعملى حفله لما اخرج ان شاء الله
حاضر ...بس كده ....
دا انا طول عمرى اخترع لهم مناسبات علشان نتجمع كلنا ونقوى التواصل بينا مهما كان بينا خلافات
فى الزمن الجميل وايام الشباب اللى راح بسرعه وساب لى الزكريات الجميله
كنت ماهره جدا فى العنايه بالاطفال ..ورغم ان الله رزقنى بثلاثة اطفال فقط غير انى رضع معاهم واحد وفطمت 4....وكانت عندى مهاره خاصه فى حمام الطفل المولود....طبعا انا كنت واخده كورس فى ذلك قبل ولادتى لايمن ابنى البكرى
وكنت كل طفل اشيله وادلعه وعلشان ينام اغنى له بعض الكلمات مثل كثير من الجدات
وكنا فى كل مناسبه نجتمع فيها يفكرونى بيها تانى ...
كنت احمل خديجه على كتفى واطبطب مع كلمات يابنت بيقول لك ابوكى متطلعيش فى الجياله.....كل العيون لما شافوكى بتم وراكى الخياله )... زى ميكون قلبى كان حاسس..؟! محمد اخوها سبحان الله كان ينام على صوتى مع كلمات ( حبيبى وعنيا لو فى وسط ميا ميخفاش عليا( سبحان الله بيلعب كرة قدم ..وطبعا لو وسط الملعب حاعرفه
اما يمنى فانا باعتذر لها ...كانت تسمع منى كل يوم ( الحلوه دى قامت تعجن فى الفجريه ) ..اهى من يوم ما كبرت وهيا ماشيه على العجين متلخبطوش ؟!اما العصابه الصغيره ( احمد وهاله )
احمد تعب الهوى قلبى والحلو مش دارى.....الحقيقه الهوى هو اللى تعب من بعترةورقه
هاله انا الفت لها كلام يارب يتحقق
ياهاله ..يا هاله ..انا وياك...كترت عناقيد الزينه
ياهاله...ياهاله...انا وياك....بكره العرسان حتجينا
واخيرا فى كل حفله النشيد الختامى:
انا : اااااااااااااه
هم اااااااااااااااهين
انا اه من الايام اه
هم ااااااااااهين
ونظل هكذا حتى اسمع صوت مسرسع يقول : ( فين التورته )
والى لقاء اخر فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات)

الأربعاء، 12 مارس 2014

ماء بارد

حكاوى الزمن الجميل........( 55 )..............ماء بارد
سنه 1969 كنت مقيمه بالسودان  واصابنى الحنين للوطن فقررت الحضور فى الاجازه الصيفيه
 لا يشعر بهذا الحنين الا من تغرب عن وطنه مهما كانت وظيفته او مكانته.....
 كنت اعمل فى احد المدارس الثانويه للبنات فى احد البلاد الصحراويه ( رغم قربها من النيل ) كانت الصحراء حولى فى كل مكان اصابتنى بالرتابه والملل وحتى  اتخلص من ذلك وضعت على  النوافذ ستائر خضراء
فى هذه البلده الهادئه  هبطت طائره هبوط اضطرارى على سور المدرسه واتغرزت فى الرمال ولم يصاب احد بسوء
فى الزمن الجميل كانت مهنة التدريس  مقدره من الجميع....كانت الوزاره تصرف للمعلمه تذكرتين بالطائره واحده لها وواحده للمرافقه  اى ست كبيره تكون من الاسره
 وينتظرها وفد من المدرسه  بعد ان يكون قد اعدوا لها مكان المبيت والعشاء بالداخليه
 فى الحقيقه كنت اقابل بكل الترحاب والكرم ولم ينقصنى شيئا غير الماء .....؟! لم تكن هناك تلاجه....

كانت المياه من الابار الارتوازيه توضع فى زير نظيف  ولكن الماء مالح... وكانت تتراكم الاملاح على السطح الخارجى للزير وكنت اتخلص منها بواسطة ( الشقفه ) قطعة زير مكسور
مرت ايام قليله ثم اصابنى العطش وتمنيت ان اشرب من النيل
 اشترت لى احدى صديقاتى ماء يباع فى القربه المصنوعه من جلد الماعز والمدهونه بالقطران ....الماء بارد ولكن رائحة القطران تغلب عليه
قلت مفيش فايده اروح بنفسى اشرب من النيل وتعلمت طريقه جديده لاحضار الماء اخدت معى كوب ومنديل نظيف وضعت المنديل على الكوب واخذت الماء من الاعماق وليس من على السطح
 وبعد كل  هذه المعاناه مع المياه تعودت عليها حتى انتهت السنه بسلام وسافرت لقضاء الاجازه مع اسرتى فى الاسكندريه
 ولا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتى بوجودى بين اخوتى....
 وفى يوم من الايام قرات فى الجرنال دعاء  بمعنى : اللهم اجعل حبى لك مثل الماء البارد. الحقيقه كنت اشعر فى نفسى ان حبى لله اعظم من ان يقاس باى شىء ثم استغرقت فى النوم  فاصابتنى شرقه قويه جاء اخى الصغير   بكل لهفه وبكل خوف وبكل حب واحضر لى كوب ماء بارد........لم انسى هذه اللحظه طوال حياتى  وتعلمت  منها معنى الحب الحقيقى  وارتباطه بالماء البارد
 والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )