الخميس، 28 سبتمبر 2017

ام السعد

حكاوى الزمن الجميل..... ( ام السعد )
عندما ياتى المساء فى الليالى القمريه وقت الخريف وتهب على نسائم الصباح المنعشه احن الى ايام طفولتى المبكره ايام الطفوله البريئه .. ايام الطفوله السعيده
سنة 1944 كنا نسكن فى كفر الدوار امام ترعة المحموديه فى منزل على النظام االعربى دور واحد وله حوش كبير وبالكونه على الشارع بها حائط يوضع عليه المراتب والسجاجيد فى الايام المشمسه
ورغم انى كنت طفله تحملنى الداده الا انى كنت احب مشاهدة المراكب الشراعيه التى تسير ببطىء فى ترعة المحموديه وكنت اراقب الاسماك وهى تجرى وتقفز فوق الماء
كانت لنا جاره طيبه جدا تسمى ام السعد
كانت دائما تقول ( الله كريم ) وكانت تخبز العيش لكل الجيران وتشوى البصل والبطاطا والسمك كانت تحبنى وتفضلنى عن باقى الاطفال وتعمل لى عروسه بعجين الخبز وتسويها لى وكنا نجرى ونلعب حولها
مره وانا طفله كان عندى حصاله كلها تعربفات مخرومه وبكيت وزنيت لامى حتى تجعلهم عقد وفعلا احضرت الخيط وعملت لى العقد ولبسته
وفى يوم من الايام حملتنى الداده للفرجه على المراكب مثل كل يوم واقنعتنى ان ازرع شجرة فلوس ...قطعت العقد وجعلتنى ارمى واحد واحد تحن شجرة بوص صغيره
وعند عودتنا الى البيت اختفت الشغاله كما اختفى عقدى ؟!
ايام الزمن الجميل وبرائة الاطفال كنا نلعب بالطين لم يكن قذر او به ميكروبا ت كان لونه اسود لامع وناعم جدا قالوا انه الغرين الذى ياتى به النيل مع الفيضان كل عام
كنا نشكل منه اشكال لادوات المائده وكنا نتركها لتجف فى الشمس لم يمنعنا اهلنا من اللعب فى الطين ؟!
فقط مره واحده ضربتنى امى لاننى كحلت عيونى منه .....؟!
اه يا طين بلدى كم احبك واشتاق اليك
والى لقاء اخر ان شاء الله
ماما عطيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق