السبت، 10 ديسمبر 2016

لن نزرع الشوك

حكاوى الزمن الجميل.......83............لن نزرع الشوك
سنة 1969 استلمت العمل فى احدى المدارس الثانويه التى تبعد عن مدينة الخرطوم 24 ساعه بالقطار
كانت المدرسه وسط الصحراءتحيط بنا الرمال من كل جانب
فى يوم من الايام هبطت طائره صغيره بجوار سور المدرسه ولم يصاب احدا بسوء وفضلت الطياره سنوات مقدمتها على سور المدرسه امام حجرتى
كانت المدرسه مساحتها كبيره جدا وتبعد الداخليه عن الفصول مسافه كبيره
وكانت كل مدرسه مسؤله عن عنبر للطالبات
كنت المشرفه على عنبر ل 90 طالبه من منطقه ( دنجله ) وكانو يتحدثون مع بعض ( بالرطانه ) ولم اكن افهمها
كانت بلدهم مشهوره باجود انواع التمور وكنت اثناء مرورى اجد اكوام من النوى اسفل النوافذ فى الفناء الخلفى ؟!فكنت اتمنى لو تصبح غابات من النخيل
كنت افتقد الحقول والزهور... حتى كل الطعام كان بلا خضار( لبن-لحم- فاصوليا بيضاء )
فى الزمن الجميل الخير كان كتير والناس الخير اللى كان فى قلوبهم اكتر
كان ملحق بجدول الحصص جدول مسائى للمذاكره وكان جميع اسرة التدريس تحرص على افادة البنات وتعليمهم
كنت قد استلمت ماكينة خياطه من المدرسه ووضعتها امام حجرتى وكانت تاتى البنات فى اوقات الراحه وتخيط ملابس لها ولاسرتها
فى الحقيقه من كتر جلوسى معهم اتعلمت فن التفصيل ( لا بترون ...ولا سنتى متر ) المقاش بالشبر ؟! وقضيت معهم اجمل الاوقات
لم يكن هناك اى وسيله من وسائل الترويح فكنت اوصل سلك طوله 10 متر بالراديو حتى استمع الى صوت العرب الوحيده التى كانت تصل
وكان ساعى البريد يحضر لى المجلات المصريه كنت وقتها اتابع قصة ( تحن لا نزرع الشوك ) ليوسف السباعى رحمه الله
فكنت متاثره جدا وابكى كل حلقه وانتظر الحلقه القادمه بفارغ الصبر
مره كنت متاثره جدا ومستغرقه فى القراءه فجاه لقيت وجه بينظر اليا من خلف الزجاج العالى ...اترعبت وطلعت اجرى وقلت ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لقيتها احد المدرسات طالعه على الكرسى علشان تطول الشباك؟!
وكانت لى زميله مدرسه انجليزيه لم نجد صعوبه ابدا فى التغاهم ..(انا بالانجلش المكسر وهيا بالعربى النص نص )
فى يوم الجو كان بارد جدا وكانت تجلس عندى وبجانبها البطانيه ولما قلت لها من فضلك ادينى ( الكربنتر بدل ما اقول بلانكت ) يعنى النجار بدل البطانيه فضلت تضحك ضحك متواصل وتسالنى ( ار يو شور.....انتى متاكده ؟ )مسكت البطانيه وفضلت اشرح لها انا قصدى ايه
ومن يومها وانا بذاكر الانجلش علشان معملش الغلطه دى تانى
والى لقاء اخر ان شاء الله فى
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق