الأحد، 30 مارس 2014

ولا قدك ميه...يا ابو العين العسليه

حكاوى الزمن الجميل...... (11)..... ولا قدك ميه يابو العين العسليه
فى الستينيات كان الاهتمام كبير بالتربيه الرياضيه والمرشدات فكان فى كل مدرسه فريق لكل لعبه الى جانب فريق المرشدات.. ومن حبى لحياة الكشافه انشات فرقة جواله اهليه من النساء.. كنا يوم الجمعه نذهب الى حدائق نمره ( 6) فى الاسماعيليه سيرا على الاقدام او بالدراجات
سكان الاسماعيليه يعرفون هذه الحدائق كم هى جميله وهادئه ونظيفه  و اقرب مكان تطل  به على قناة السويس....كانت تمر امامنا السفن بقيادة المرشدين والملاحين المصريين... كنا نسمع اغنية محلاك يا مصرى وانت على الدفه .. والمركب عامله فى القنال زفه شاورلهم.....الخ) المهم اننا كنا بنصقف لهم ونشاور لهم... وفى احدى المرات سمعنا المكرفون بوضوح ( ولا فدك ميه يابو العين العسليه )... برده صقفنا لهم وحيناهم... كنا فاكرينها اغنيه وطنيه...؟حتى علمت من سنوات قريبه ان احد المرشدين على السفينه كان يقصدنى انا ..واكتشفت  ان عيونى كانت عسليه !
لم يكن من السهل فى ذلك الزمان تعين قائدات للمرشدات ..كانت تجرى لنا عدة اختبارات فبل استلام الشاره والدبوس
احد هذه الاختبارات كان فى معسكر بالهرم و حضرت لاختبارنا مفتشه من سويسرا كنا نخاف من امتحاناتها وكانها :
ليدى بادن باول )مؤسسه  المرشدات والجواله   )
كانت تعمل تفتيش مفاجىء على كل شىء وتعطى الدرجات حتى ترتيب حقيبة الملابس الخاصه وتبحث عن الابره والخيط هل لون الخيط مناسب مع هدومنا او لا...
ودرجات على تسوية السرير لازم نشد الملايه من جميع النواحى ترمى القرش ينط لفوق..مره ادتنا علبه صفيح صغيره بها قليل من الماء .. وبيضه نيه.. وقليل من الدقيق فى قرطاس ... وعود كبريت واحد ؟ وفى وزمن محدد علينا اعداد افطار فى الخلا... وكل واحده كانت فى مكان لاترى الاخرى
الحقيقه انا لخبط الدنيا سلقت البيضه فى الميه والمفروض انى كنت احافظ على الميه للشرب ولعجن الدقيق وكنت اشوى البيضه فى الرماد المتبفى من النار
كنا عشرين قائده منجحش منهم غير (7) وكان ترتبيى السابعه....
( مع تحيات: ماما عطيات)

الثلاثاء، 25 مارس 2014

تى تايم.....

حكاوى الزمن الجميل........(57 ).........(تى تايم )........
سنة 1967 قلت اجرب مهنه تانيه غير مهنة التدريس.. قدمت فى وزارة الصحه فى الخرطوم للعمل فى جمنيزيم للعلاج الطبيعى رحبوا بى جدا بعد اختبار بسيط فى الانجلش وبعض المعلومات العامه فى العلاج الطبيعى
كانت دراستنا زمان فى المعهد العالى للتربيه الرياضيه دراسه قويه جدا ومفيده رغم التعب والارهاق اللى كنا فيه
كنا ندرس من ضمن المواد مادة التشريح --وعلم وظائف الاعضاء-- والمساج والعلاج الطبيعى...وكان الامتحان عملى ونظرى فى كل المواد
كان دكتور التشريح رحمه الله ياتى لنا من كلية الطب ويحضر معه هيكل عظمى لانسان حقيقى ...وبعض العظام والفقرات
الحقيقه انا كنت بخاف وافضل طول المحاضره اقرا الفاتحه فى سرى على روح المرحوم اللى منبهدل معانا فى المحاضرات ...وافضل اسرح وافكر واقول ياترى هو كان ايه وعاش ازاى ومات ازاى الى ان جاء يوم الامتحان العملى
كانت العظام مرصوصه على المائده وطلب من كل واحده بالدور ان تبحث بين العظام وتخرج العظم اللى يقول عليه
كل ما يقرب عليا الدور واشعر انى حمسك المرحوم بايدى ادوخ وايديا تترعش ولونى يبقى اصفر زى الليمونه
لاحظ الطبيب بخبرته الطويله
انى خائفه من الهيكل العظمى فسالنى سؤال خارج القرر:
س: ايه اخر فيلم رحتيه وفى اى سينما ؟
ج: سينما امير...فيلم ( سيكو لهتش كوك ) بس والله يافندم مشوفتش حاجه...اصل اختى كانت خايفه عليا ففضلت مغميا عنيا طول الفيلم وكل شويه اقولها خلاص تقولى لسه لغايه كلمة النهايه
طبعا انا اعتمدت على درجات النظرى علشان تعوض الامتحان العملى ولما استلمت العمل فى الجمينزيو كان كل مهمتى ان املا الاستماره للمريض ( بالانجلش ) واضعه على الجهاز الذى يقرره الطبيب وبالزمن المحدد له وكان رئسى دكتور اسكتلندى وزوجته ...كانا قمه فى الاخلاق والزوق والادب
العمل كان مريح جدا من السابعه صباحا حتى الثالته ظهرا وكان لنا فيه ثلات اوقات للراحه
تى تايم: لشرب الشاى - كوفى تايم : لشرب القهوه - بيبسى تايم : لشرب البيبسى مجانا طبعا
وكل شىء كان رائع الا حاجه واحده مقدرتش استحملها ( شلل الاطفال ) ومقدرتش اخبى دموعى عن امهات الاطفال
قلبى الصغير لم يتحمل اكتر من ثلاثه شهور ورجعت الى مهنة التدريس ...تانى ...تانى....تانى ..
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الأربعاء، 19 مارس 2014

الساحره

حكاوى الزمن الجميل.....( 56 ).............( الساحره )
قالوا اللى يعيش يامه يشوف ..واللى يمشى يشوف اكتر....ودا الى حصل بالفعل
كنت قد قضيت فتره طويله جدا من عمرى لااعرف فيها شىء عن السحره غير ( نونا المجنونه ) ساحرة مجلة ميكى التى تبحث عن قرش عم ذهب الى ان اكتشفت ان معلوماتى بسيطه عن الحياه ننفسها
سنة 1977 اصابنى مرض غريب تسبب فى تاخرى عن عملى فى الصباح الباكر حيث كنت اعمل مدرسة تربيه رياضيه وطبعا مسؤله عن طابور الصباح و ( صفا ...وانتباه )
ولما اتاخر يبقى مفيش ولا صفا ولا انتباه......؟!
كانت مديرة المدرسه انسانه رقيقه طيبة القلب طلبت من احدى الزميلات واحدى العاملات وسائقها الخاص الذهاب بى الى منزل الساحره وقالت لى :اصل انتى على نياتك ومتعرفيش الحجات دى
كان بيت الساحره فى الخلاء خارج البلده وكان بيت صغير مبنى من الطين ومكتوب على الباب ممنوع للرجال
لقيت عدد كبير من النساء الشابات والعجائز وكل واحده معاها رقم وفيه واحده مخصوص للحجز والنظام
كان عندى فضول كبير جدا لرؤية الساحره ....قالوا لى انظرى من النافذه...
ولما بصيت عليها لقيتا شابه صغيره حوالى 16 او17 سنه قالوا انه بعدوفاة والديها فى حادث حزنت حزن شديد واحتارت من اين تاتى بالنقود وليس لهم عائل ؟! ولها 7 اخوات
قالوا : طلع لها من البحر رجل كبير السن وعنده لحيه بيضاء وعلمها السحر
وعندما نطرت اليها من النافذه كانت تعد الطعام لاخواتها ثم غسلت المواعين وبعد ذلك دخلت حجرة الكشف
لما جه الدور عليا احضرو لها كوب ماء قرات عليه كلمات لم افهم منها شىء ثم شهقت شهقه عاليه جدا ولا اعرف لماذا كانت تبكى ....ثم وجدت امامى ملابسى كانت قد سرقت منى من زمن بعيد وعليها تراب ناعم جدا كالحرير قالت انها كانت مدفونه فى المقابر
اخدتها منها وشكرتها ودفعت مبلغ بسيط من المال فى حجز التذكره طبعا
وقبل انصرافى سالتها : مش عايزه حاجه يا بنتى
قالت :عايزه كراسات لاخواتى
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده
من حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الاثنين، 17 مارس 2014

اغرب من الخيال

حكاوى الزمن الجميل.....(46 )......اغرب من الخيال
يوم 10 من شهر 10 سنة 1962 لايمكن يغيب من ذاكرتى ابدا ....تاريخ تعينى ( واستلام العمل مدرسة العاب بالاسماعيليه
كان وقتها عمرى مابين 19 و20 سنه.... وصلتنى عائلتى الى محطة القطار فى القاهره.... وفى يدى جواب التعيين وبعض الجنيهات وحقيبة ملابسى ...
لااحد كان يعرف المسافه او ما تستغرقه الرحله( كانت البنات زمان مبيتخفش عليها الدنيا كانت امان )
ركبت قطار الاسماعيليه وانا اقفز من الفرح ..احب السفر بالقطار
كان زمان مفيش زحام وكانت العربات دواواين ولها ابواب .... الوقت مر بطىء جدا وكل شويه اسال الكمسارى وافوله : من فضلك يا عم لما تيجى الاسماعليه ابقى قولى ؟!
الاول كنت باتسلى بالنظر من الشباك على البلاد اللى بنمر عليها.... وفجاه اتملا الجو بالرمال.. ولقيت القطار بيجرى بين معسكرات بالاسلاك الشائكه
بصراحه انا خوفت وقلت فى نفسى ايه ده ؟ هيا دى معسكرات الانجليز اللى بيقولوا عليها... وقلت يمكن جواب التعيين مكتوب فيه ( فدائيه ) ...
واخيرا وصلت قبل الساعه 2 ضهرا...ركبت الحنطور ورحت المحافظه قالوا لى : لا..روحى رعاية الشباب ..
ولما رحت لهم اخدوا منى خطاب التعيين وادونى خطابين واحد للمدرسه وواحد للداخليه رحت المدرسه استلم العمل الاول ... وكانت المفاجاه ( اغرب من الخيال )
لقيت مدرستى فى الثانويه بكفر الدوار هيا اللى حستلم منها لانها اتنقلت الى الاسكندريه وان عائلتها مقيمه بالاسماعيليه من فتره طويله وكانت تربطنا بهم صداقه حميمه
رحت مع معلمتى للسلام عليهم قابلونى بالفرح والكرم والترحاب واستغربوا جدا ازاى حروح الداخليه بدون معدات....
الزمن كان جميل جدا والناس قلبهم كان صافى ومتهونش عليهم العشره
قامت الاخت الكبرى وملات شنطه كبيره بالمعدات : وابور جاز براد شاى حله للبن وحله للطبخ ....صفيحة ماء ( لزوم الحمام ) وكوز وعلب شاى وسكر ..........الخ
وقامو بدعوتى على الغداء كل يوم جمعه مع تجمع العائله
وبعد الغداء كنا نذهب الى سينما الجلاء فى معسكر الجاء الاتوبيس مجانا وتذكرة السينما بنص فرنك....قرشين .....
دوام الحال من المحال
مرت الايام والليالى وهذا اليوم لايغيب عن بالى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل:( ماما عطيات )
صورة: ‏حكاوى الزمن الجميل.....(46 )......اغرب من الخيال
يوم 10 من شهر 10 سنة 1962 لايمكن يغيب من ذاكرتى ابدا ....تاريخ تعينى ( واستلام العمل مدرسة العاب بالاسماعيليه
كان وقتها عمرى مابين 19 و20 سنه.... وصلتنى عائلتى الى محطة القطار فى القاهره.... وفى يدى جواب التعيين وبعض الجنيهات وحقيبة ملابسى ...
لااحد كان يعرف المسافه او ما تستغرقه الرحله( كانت البنات زمان مبيتخفش عليها الدنيا كانت امان )
ركبت قطار الاسماعيليه وانا اقفز من الفرح ..احب السفر بالقطار
كان زمان مفيش زحام وكانت العربات دواواين ولها ابواب .... الوقت مر بطىء جدا وكل شويه اسال الكمسارى وافوله : من فضلك يا عم لما تيجى الاسماعليه ابقى قولى ؟!
الاول كنت باتسلى بالنظر من الشباك على البلاد اللى بنمر عليها.... وفجاه اتملا الجو بالرمال.. ولقيت القطار بيجرى بين معسكرات بالاسلاك الشائكه
بصراحه انا خوفت وقلت فى نفسى ايه ده ؟ هيا دى معسكرات الانجليز اللى بيقولوا عليها... وقلت يمكن جواب التعيين مكتوب فيه ( فدائيه ) ...
واخيرا وصلت قبل الساعه 2 ضهرا...ركبت الحنطور ورحت المحافظه قالوا لى : لا..روحى رعاية الشباب ..
ولما رحت لهم اخدوا منى خطاب التعيين وادونى خطابين واحد للمدرسه وواحد للداخليه رحت المدرسه استلم العمل الاول ... وكانت المفاجاه ( اغرب من الخيال )
لقيت مدرستى فى الثانويه بكفر الدوار هيا اللى حستلم منها لانها اتنقلت الى الاسكندريه وان عائلتها مقيمه بالاسماعيليه من فتره طويله وكانت تربطنا بهم صداقه حميمه
رحت مع معلمتى للسلام عليهم قابلونى بالفرح والكرم والترحاب واستغربوا جدا ازاى حروح الداخليه بدون معدات....
الزمن كان جميل جدا والناس قلبهم كان صافى ومتهونش عليهم العشره
قامت الاخت الكبرى وملات شنطه كبيره بالمعدات : وابور جاز براد شاى حله للبن وحله للطبخ ....صفيحة ماء ( لزوم الحمام ) وكوز وعلب شاى وسكر ..........الخ
وقامو بدعوتى على الغداء كل يوم جمعه مع تجمع العائله
وبعد الغداء كنا نذهب الى سينما الجلاء فى معسكر الجاء الاتوبيس مجانا وتذكرة السينما بنص فرنك....قرشين .....
دوام الحال من المحال
مرت الايام والليالى وهذا اليوم لايغيب عن بالى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل:( ماما عطيات )‏

الجمعة، 14 مارس 2014

فين التورته

حكاوى الزمن الجميل......( 50 )........فين التورته ؟!
جائتنى رساله من خديجه بنت ساره ابنتى ( من محبسها ) قالت: متخلوش تيته تعيط ....وقولولها تعملى حفله لما اخرج ان شاء الله
حاضر ...بس كده ....
دا انا طول عمرى اخترع لهم مناسبات علشان نتجمع كلنا ونقوى التواصل بينا مهما كان بينا خلافات
فى الزمن الجميل وايام الشباب اللى راح بسرعه وساب لى الزكريات الجميله
كنت ماهره جدا فى العنايه بالاطفال ..ورغم ان الله رزقنى بثلاثة اطفال فقط غير انى رضع معاهم واحد وفطمت 4....وكانت عندى مهاره خاصه فى حمام الطفل المولود....طبعا انا كنت واخده كورس فى ذلك قبل ولادتى لايمن ابنى البكرى
وكنت كل طفل اشيله وادلعه وعلشان ينام اغنى له بعض الكلمات مثل كثير من الجدات
وكنا فى كل مناسبه نجتمع فيها يفكرونى بيها تانى ...
كنت احمل خديجه على كتفى واطبطب مع كلمات يابنت بيقول لك ابوكى متطلعيش فى الجياله.....كل العيون لما شافوكى بتم وراكى الخياله )... زى ميكون قلبى كان حاسس..؟! محمد اخوها سبحان الله كان ينام على صوتى مع كلمات ( حبيبى وعنيا لو فى وسط ميا ميخفاش عليا( سبحان الله بيلعب كرة قدم ..وطبعا لو وسط الملعب حاعرفه
اما يمنى فانا باعتذر لها ...كانت تسمع منى كل يوم ( الحلوه دى قامت تعجن فى الفجريه ) ..اهى من يوم ما كبرت وهيا ماشيه على العجين متلخبطوش ؟!اما العصابه الصغيره ( احمد وهاله )
احمد تعب الهوى قلبى والحلو مش دارى.....الحقيقه الهوى هو اللى تعب من بعترةورقه
هاله انا الفت لها كلام يارب يتحقق
ياهاله ..يا هاله ..انا وياك...كترت عناقيد الزينه
ياهاله...ياهاله...انا وياك....بكره العرسان حتجينا
واخيرا فى كل حفله النشيد الختامى:
انا : اااااااااااااه
هم اااااااااااااااهين
انا اه من الايام اه
هم ااااااااااهين
ونظل هكذا حتى اسمع صوت مسرسع يقول : ( فين التورته )
والى لقاء اخر فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات)

الأربعاء، 12 مارس 2014

ماء بارد

حكاوى الزمن الجميل........( 55 )..............ماء بارد
سنه 1969 كنت مقيمه بالسودان  واصابنى الحنين للوطن فقررت الحضور فى الاجازه الصيفيه
 لا يشعر بهذا الحنين الا من تغرب عن وطنه مهما كانت وظيفته او مكانته.....
 كنت اعمل فى احد المدارس الثانويه للبنات فى احد البلاد الصحراويه ( رغم قربها من النيل ) كانت الصحراء حولى فى كل مكان اصابتنى بالرتابه والملل وحتى  اتخلص من ذلك وضعت على  النوافذ ستائر خضراء
فى هذه البلده الهادئه  هبطت طائره هبوط اضطرارى على سور المدرسه واتغرزت فى الرمال ولم يصاب احد بسوء
فى الزمن الجميل كانت مهنة التدريس  مقدره من الجميع....كانت الوزاره تصرف للمعلمه تذكرتين بالطائره واحده لها وواحده للمرافقه  اى ست كبيره تكون من الاسره
 وينتظرها وفد من المدرسه  بعد ان يكون قد اعدوا لها مكان المبيت والعشاء بالداخليه
 فى الحقيقه كنت اقابل بكل الترحاب والكرم ولم ينقصنى شيئا غير الماء .....؟! لم تكن هناك تلاجه....

كانت المياه من الابار الارتوازيه توضع فى زير نظيف  ولكن الماء مالح... وكانت تتراكم الاملاح على السطح الخارجى للزير وكنت اتخلص منها بواسطة ( الشقفه ) قطعة زير مكسور
مرت ايام قليله ثم اصابنى العطش وتمنيت ان اشرب من النيل
 اشترت لى احدى صديقاتى ماء يباع فى القربه المصنوعه من جلد الماعز والمدهونه بالقطران ....الماء بارد ولكن رائحة القطران تغلب عليه
قلت مفيش فايده اروح بنفسى اشرب من النيل وتعلمت طريقه جديده لاحضار الماء اخدت معى كوب ومنديل نظيف وضعت المنديل على الكوب واخذت الماء من الاعماق وليس من على السطح
 وبعد كل  هذه المعاناه مع المياه تعودت عليها حتى انتهت السنه بسلام وسافرت لقضاء الاجازه مع اسرتى فى الاسكندريه
 ولا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتى بوجودى بين اخوتى....
 وفى يوم من الايام قرات فى الجرنال دعاء  بمعنى : اللهم اجعل حبى لك مثل الماء البارد. الحقيقه كنت اشعر فى نفسى ان حبى لله اعظم من ان يقاس باى شىء ثم استغرقت فى النوم  فاصابتنى شرقه قويه جاء اخى الصغير   بكل لهفه وبكل خوف وبكل حب واحضر لى كوب ماء بارد........لم انسى هذه اللحظه طوال حياتى  وتعلمت  منها معنى الحب الحقيقى  وارتباطه بالماء البارد
 والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الأحد، 9 مارس 2014

انا والحمام

حكاوى الزمن الجميل.....(30)......... ………… انا والحمام
زمان قالوا فى الامثال : اللى معاه فلوس تحيره......يجيب حمام ويطيره فى الحقيقه انا لم اشترى الحمام ولكنه احبنى واحببته....واصر ان يجلس معى فى نفس المكان....اذا جلست فى حجرة المجلس وقف صفا على الباب ....واذا ذهبت الى المطبخ وقف تحت اقدامى.....واذا وجد دولاب المطبخ موارب دخل ونقر الاكياس واكل ما يشاء......؟!
لااعرف متى ولا كيف بدات الالفه والسلام والمحبه بيننا.....
تكاثر الحمام سريعا كل اسبوع يفقس فرخين..تاملت سلوكه مع اولاده..وجدت الطفله الانثى مدلله.... ويجبر الفرخ. االذكر على تعلم الطيران قبل الانثى والاعتماد على النفس فى تناول الطعام
انثى الحمام مدلله جدا والذكر هو الذى يتعب ويشقى فى اعداد العش....يحضر القش ويضعه لفتره فى الماء ثم يناولها واحده..واحده....وهى جالسه تغزل القش والتى لا تعجبها تحدفها عليه وتزعق له كانها بتقول له ( ايه اللى انت جايبه ده ؟ !) سبحان الله...الانثى انثى.. حتى ولو كانت عصفوره ......!
فى يوم من الايام سقطت من يدى احدى الغوايش الخفيفه فاخذها ذكر الحمام والبسها للانثى فى رقبتها وهى راقده على البيض ونحن ننظر اليهم ونضحك
العلاقه بين الانسان والمخلوقات علاقة حب صادقه ليس فيها رياءولاخداع....
كان الحمام يتكاثر سريعا وكنا لاناكل منه وحاول احد الاصدقاء ان يربيه عنده فى مكان بعيد.....بعد فتره عاد الينا من جديد....
فى الزمن الجميل كانت الطيور تشعر بالامن والامان ......كنا نصحى من النوم على صوت اليمام ( وحدوا ربكوا )....( احمدوا ربكوا ) )....
وكنا ننام بالليل على صوت الكروان ( الملك لك ..لك ..ياصاحب الملك) )
كانت السعاده والقناعه والرضىى فى كل حياتنا
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الجمعة، 7 مارس 2014

الامير طماطم

حكاوى الزمن الجميل ..... (12).... الامير طماطم
عندما بنى ( طلعت حرب ) شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار زودها بكل اسباب الراحه والرفاهيه..حمام عمومى- مطعم عمومى- سينما صيفى
  نادى لكل الالعاب الرياضيه-
-تعاونيات لبيع كافة المستلزمات واذكر ان القماش كان يباع بالكيلو بدل المتر
وكان للاطفال اهميه خاصه حدائق عامره بكل الازهار- وومراجيح على احسن طراز وكانت لنا مدرسه فى سن الحضانه لم يكن اسمها حضانه ولا روضه ولا كتاب كان اسمها( مدرسة الاستاذ سلطان )....... اى حد عاش فى نفس الزمن اللى عشت فيه
يعرف ان هذا الانسان كان يحمل اخلاق الفرسان
كان الناظر والمعلم فى نفس الوقت...لم يكن فيه كتب ولا كراسات ولا اقلام فى الحضانه كنا نتعلم عن طريق المقارنه مثلا :( الدجاجه تبيض- الديك لايبيض )
علمنا الاستئذان قبل الكلام وان نحبس لسانا وراء قضبان من الاسنان----علمنا الرفق بالحيوان وعلمنا التواضع حكى لنا جكاية ( الامير طماطم ) اذاى كان فيه بنت متكبره تقدم لها شاب وجهه احمر سخرت منه وسمته الامير طماطم--- الى اخر القصه
مره اخدنا رحله لمعرض فى القاهره وقالت لى امى اوعى تسيبى ايد الاستاذ ..ففضلت متبته فى ايده طول الرحله وكل متقع الشرائط من ضفائرى كان يعيدها الى
وفى المعرض كانت مراجيح من بينها واحدها طلع عليها وبمجرد ما ارتفعت به الى اعلى خوفنا عليه وفضلنا نبكى ونصرخ لغاية ما اوقفوا المرجيحه واعادوه لنا
الله يرحمك يا استاذ سلطان...
علمتنا التواضع فى الزمن الجميل ولم تكن تعلم اننا سنعيش فى زمن  الاستهبال ) )
حضرت لى احدى النساء لغسيل السجاده قالت لى : ما تديهانى ياست.. وقبل ان انطق كانت قد حملتها على راسها وجرت وفى رجلها حذائى الجديد
 والى لقاء اخر  ان شاء الله
مع حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل ( ىماما عطيات )

الأربعاء، 5 مارس 2014

كيس ارز...

حكاوى الزمن الجميل......( 48 ).....كيس رز......
فى يوم من الايام واناجالسه مع اسرتى امام التلفاز فى ام درمان لقيت الرئيس ( نميرى ) وقتها بيكرم الملحق العسكرى المصرى فى احتفال كبير على الهواء مباشر ه
اول ماشفته صرخت من الفرحه وقلت لزوجى من فضلك
ودينى اسلم عليه
وكانت مفاجاه عندما دخلنا مكتبه انه نادانى بنفس الاسم الذى كان ينادينى به فى حصص التربيه العسكريه اثناء دراستى بكلية التربيه الرياضيه اخر الخمسينات واول الستينات
قال : عامله ايه يامجر مبسوطه فى السودان ؟!
لم اصدق ان هذا الرجل النبيل مازال يذكر احد تلميذاته
رغم فوات عشرات السنين
والمفاجاه الاخرى انه احضر اسرته وجاء لزيارتنا فى ام درمان
لن انسى ماحيت هذا اليوم الذى شرفنى فيه ولن انسى علم مصر الحبيبه يرفرف على عربة السفاره المصريه
وسيادة الملحق العسكرى الحاصل على ( وسام النيل من الطبقه الاولى ) يزورنا فى منزلى .......
هو ده الزمن الجميل.......
مرت الايام وذهبت لوداعهم قبل سفرهم للاجازه ......
سالتنى زوجته رحمها الله : مش عايزه حاجه من مصر اجيبها لك وانا جايه...؟!
كنت بخاف اتكلم قدامه ...فى الحقيقه هو ربانا تربيه عسكريه صح وكنا من كتر الخوف يتهيا لنا انه واقف وراء الشجر
لاحظ انى مازلت خايفه او محرجه ....؟!
فال لى : ( متخفيش.....قولى لو عايزه اى حاجه... انا معايا الحقيبه الدبلوماسيه )
الحقيقه... انا مفهمش يعنى ايه.....بلعت ريقى بصعوبه... واستجمعت كل شجاعتى
وقلت : عايزه رز مصرى
سكت ....ولم يعلق......وقبل ان اصل الى المنزل كانت شكارة الرز قد سبقتنى......
والى لقاء اخرانشاء الله مع حكايه جديده من حكاوى الومن الجميل
( ماما عطيات)

السبت، 1 مارس 2014

كرتونة بيض..........(2)

حكاوى الزمن الجميل.........42.......( كرتونه بيض ) ............ ( 2 )
احدى الصديقات تسالنى عن اسعد يوم فى حياتى؟!
اسعد يوم فى حياتى كان  من اكتر من تلاتين سنه ومازلت اذكره بكل تفاصيله الدقيقه  حتى الان ....؟!.
عندما اضطرتنا الظروف لمغادرة السودان والعوده للوطن الحبيب...
اول الطياره ما وصلت مطار القاهره سجدت شكر لله وقبلت الارض... بجد صدقونى قبلت الارض امام العسكرى اللى واقف عند الباب القزاز
ربما شاهدنا ضابط الجوازات..... فجعلنا نقف امامه مده طويله فى الصف حتى يبحث عنا فى الكمبيوتر.... وكما هو حال االمصرى الاصيل اخد الضابط يحاول طمئنتنا ويزيل الهم الظاهر على وجوهنا انا واطفالى الثلاثه
اخذ ينظر الينا ويرددكلمات ( اوبريت الدندرمه )
كان المطار فاضى كنا فى عيد .....؟!
قال لى  امبارح قامت خناقه بين الواد توفيق العياقه :
قلت له وانا سرحانه : فين ؟ هنا ؟!
ضحك..... وكمل الحكايه
فهمت انها اوبريت الدندرمه
قلت له : ياسلام ... دى وحشانى قوى!!
قال لى : مين ؟ الدندرمه ؟!
قلت له :... لا... مصر
وعند موقف اتوبيس المطار - الاسكندريه كان فيه عدد قليل من الركاب والعاملين فى شركة النقل
تشاركنا الافطار  والتهنئه بالعيد ..و كنت  دائما احمل معى فى رحلاتى  كرتونة بيض مسلوق خوفا من ان نتاخر فى الطريق ولا نجد محلات تبيع الطعام  ..( اسهل حاجه للاطفال.  وللتوزيع على. رفقاء الطريق )
فى الزمن الجميل عادى جدا ان تشارك الاخرين زادهم  ويتشاركوا معا ك فى طعامك
كنا فى الصباح الباكر.. الجو كان بارد جدا وكنا بالملابس الصيفيه ( طبعا كنا جايين من الحر )
بمجرد ركوبنا الاوتوبيس اخدت اولادى فى حضنى علشان ادفيهم ونمنا احلى نوم على صوت الراديو ...بالسلامه يا حبيبى بالسلامه...
وكانت دى احلى لحظه عشتها فى حياتى ولا يمكن نسيانها ابدا
والى لقاء  اخر ان شاء الله
مع حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )