الخميس، 23 يناير 2014

بياع المجاشيش

               ‏
حكاوى الزمن الجميل.......32......( بياع المجاشيش ) )
بعد إلحاح من الاطباء بعمل ( الدايت ) اللى كان بالنسبه لى مش بالباء وانما بالميم ؟! ( موت )... وبعد ان نقص وزنى وفرحت بذلك فبمجرد اننى احتفلت بهذا عاد الوزن كما كان وكان شىء لم يكن
 واحترت ماذا افعل اكتر من الرجيم  ...فى هذه الاثناء انتبهت على صوت بائع المقشات....
كان رجل كبير فى السن من احد البلاد الافريقيه ينادى بصوت حاد وبصيغة الامر ( مجاشيش ) يعنى مقشات ...كل يوم فى السابعه صباحا يمر من امام منزلى فى ام درمان وكان يمشى مسافات بعيده ويقضى اليوم سيرا على الاقدام.....
قلت فى نفسى بدل الدايت اذهب الى عملى مشى على الاقدام...مدام مفيش تراك امشى فيه وقلت امشى زى عم الحاج ده ...بس بدل ما حشيل مقشات..حشيل كراسات...
كنت عندما اسمع النداء ( مجاشيش ) كنت انطلق فى سباق المارثون حتى اوصل الى عملى بعد ساعه او اكثر
طبعا كان بيسبقنى بمسافات طويله ...لكن دايما كان عندى امل انى حوصل فى يوم من الايام لهذه المهاره فى المشى
كانت زوجته ( الحاجه حليمه ) تعمل عندى لبعض الوقت... وتمر على بيوت الحى فى اثناء عودتها لبيتها تجمع القمامه
لم تكن انتشرت اكياس النايلون بهذه الصوره..وكانت الاكياس الورقيه هى المستعمله فى كل شىء
بصراحه كان صوت خشخشة الورق عند عودة الزوج الى البيت تسعد الاطفال...بمعنى ان الوالد حضر واحضر معه بعض الاشياء ؟!.
كانت الحاجه حليمه وزوجها قدما من احد البلاد الافريقيه .....كل هدفهم فى الحياه تادية فريضة الحج بنفقه حلال ( من عرق الجبين)...وقالت لى ان زوجها بائع المقشات يصنعها بنفسه وانه فى بلدهم كان يعمل مدرس اطفال
لم ارى فى حياتى خشوع فى الصلاه مثل خشوع هذه الانسانه البسيطه التى تقضى الصلاه كلها بسورة الفاتحه  وكان يسعدنى  حرصها على الصلاه فى منزلى اكتر من  بيوت الحى .
والى لقاء اخر ان شاء الله فى :حكايه من حكاوى الزمن الجميل.... ماما عطيات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق