الجمعة، 31 يناير 2014

الشاويش عطيه

حكاوى الزمن الجميل.......(22).......الشاويش عطيه
بعد ثورة الضباط الاحرار سنة 52 بدا الاهتمام بالتدريب العسكرى للشباب من الجنسين
التحقت بمعسكر الحرس الوطنى المقام عندنا فى شركة كفر الدوار وعمرى كان وقتها حوالى 13 سنه.....كنت احب الحياه العسكريه بما فيها من طاعه والتزام واحترام الاخرين
كانت العربه الجيب المفتوحه من اعلى تاتى كل يوم لتاخذنا الى المعسكر. انا واخواتى الاتنين الكبرى والصغرى...كانت اخواتى بتركب العربه من امام المنزل...اما انا كنت اركب العربه من اعلى ( كنت اقفز من البلكونه على العربه التى كانت تقف تحت البلكونه وكنا فى الدور الاول ) .....
كنت اطبق احد التدريبات العمليه كنا نزحف على سلم من الحبال حتى نصل    الى الاعلى        فى وسط   العارضه  ونقفز منها الى الارض
 فى حفره من الرمال طبعا.....
الحقيقه من طفولتى وانا احب القفز ..كانت فى الزمن الجميل    البيوت واسعه ومع الحجرات الواسعه  كان فى كل بيت توجد ( سندره ) الطلوع اليها بسلم خشبى والنزول عليه طبعا ..الا انا
كنت انزل قفز.....؟!( على اى حد موجود تحت السلم) حتى اننى قفزت يوما على  عمى العزيز رحمه الله اثناء زيارته لنا من المنصوره بعد ان فوجىء بى وانا بقوله : فيك نفس ؟ وقبل الاجابه كنت انا وهو  واقعين على الارض....؟!)
نفعتنى هذه الجراه فى التدريبات فكنت اول واحده تبدا الطابور....وتفوقت فى الرمايه وكنا فى الزمن الجميل نجد التشجيع من الجميع ولم يبخل علينا وزير التعليم وقتها لم انسى اسمه( كمال الدين حسبن ) لم يبخل علينا بوقته ولا بارشاداته المفيده ولن انسى يوم ان اشترك معنا فى مسابفه للرمايه بالذخيره الحيه ...وكنا متجاورين فى
(تبت ضرب نار واحده ).....زمن جميل فعلا تعلمنا منه كل جميل
كنا نقسم الى مجموعات فى حلقات التدريب....كنت فى مجموعة الشاويش عطيه وكانت الى جوارنا مجموعة الشاويش تو فيق رحمه الله... مات اثناء الشرح على احد الرشاشات....خرجت منه رصاصه كانت محشوره قتلته فى الحال..( الله يرحمه كان رجل طيب  )......
حزنا عليه حزن شديد...وامتنعنا عن مواصلة التدريب لولا حضرة الصاغ مدير المعسكر الذى اقنعنا بالعوده ....واقنعنا بازالة الشرائط السوداء التى كنا نضعها حدادا فوق ( الافرول) العسكرى
رحم الله الجميع والى اللقاء فى حكايه اخرى
( ماما عطيات )

الخميس، 23 يناير 2014

بياع المجاشيش

               ‏
حكاوى الزمن الجميل.......32......( بياع المجاشيش ) )
بعد إلحاح من الاطباء بعمل ( الدايت ) اللى كان بالنسبه لى مش بالباء وانما بالميم ؟! ( موت )... وبعد ان نقص وزنى وفرحت بذلك فبمجرد اننى احتفلت بهذا عاد الوزن كما كان وكان شىء لم يكن
 واحترت ماذا افعل اكتر من الرجيم  ...فى هذه الاثناء انتبهت على صوت بائع المقشات....
كان رجل كبير فى السن من احد البلاد الافريقيه ينادى بصوت حاد وبصيغة الامر ( مجاشيش ) يعنى مقشات ...كل يوم فى السابعه صباحا يمر من امام منزلى فى ام درمان وكان يمشى مسافات بعيده ويقضى اليوم سيرا على الاقدام.....
قلت فى نفسى بدل الدايت اذهب الى عملى مشى على الاقدام...مدام مفيش تراك امشى فيه وقلت امشى زى عم الحاج ده ...بس بدل ما حشيل مقشات..حشيل كراسات...
كنت عندما اسمع النداء ( مجاشيش ) كنت انطلق فى سباق المارثون حتى اوصل الى عملى بعد ساعه او اكثر
طبعا كان بيسبقنى بمسافات طويله ...لكن دايما كان عندى امل انى حوصل فى يوم من الايام لهذه المهاره فى المشى
كانت زوجته ( الحاجه حليمه ) تعمل عندى لبعض الوقت... وتمر على بيوت الحى فى اثناء عودتها لبيتها تجمع القمامه
لم تكن انتشرت اكياس النايلون بهذه الصوره..وكانت الاكياس الورقيه هى المستعمله فى كل شىء
بصراحه كان صوت خشخشة الورق عند عودة الزوج الى البيت تسعد الاطفال...بمعنى ان الوالد حضر واحضر معه بعض الاشياء ؟!.
كانت الحاجه حليمه وزوجها قدما من احد البلاد الافريقيه .....كل هدفهم فى الحياه تادية فريضة الحج بنفقه حلال ( من عرق الجبين)...وقالت لى ان زوجها بائع المقشات يصنعها بنفسه وانه فى بلدهم كان يعمل مدرس اطفال
لم ارى فى حياتى خشوع فى الصلاه مثل خشوع هذه الانسانه البسيطه التى تقضى الصلاه كلها بسورة الفاتحه  وكان يسعدنى  حرصها على الصلاه فى منزلى اكتر من  بيوت الحى .
والى لقاء اخر ان شاء الله فى :حكايه من حكاوى الزمن الجميل.... ماما عطيات )

الجمعة، 17 يناير 2014

بحبك يا مصر

حكاوى الزمن الجميل.... 21....... ..... بحبك يامصر
ايام من عمرى عزيزه على :منها يوم اثناء العدوان الثلاثى على مصر سنه 56 كنا فى المدرسه .... احضرت مدرسة الالعاب غلم مصر وضعته فى جراب وربطته على وسطى .. اخرجت البنات من المدرسه فى طابور ووقفتنى امامه ومشت قبل ان تقول لى اروح بالبنات فين .... او اهتف بايه
كانت المدرسه صغيره فى ( عزبة محفوظ ) المجاوره لمساكن شركة كفر الدوار
فضلت ماشيه بالطابور اهتف والبنات تقول ورايا... بس بدل ما ادخل الجذء الخاص بالشركه مشيت بالبنات لحد السوق؟!
كانت وفتها فريه صغيره والحياه تختلف فيها عن الحياه المتطوره لمجتمع الشركه
فوجىء الناس فى السوق بنا ولم يكن تعليم البنات مرغوب فيه وقتها ولم نكن عدد كبير فى المدرسه
كنت سعيده جدا لانى كنت بعبر عن حبى لمصر ولم اهتم لكلمات السخريه التى كان يقوله بعض الناس مثل : ماعدش الا البنات  كمان اللى تشيل العلم....؟!
وبعد ما مريت على السوق ورجعت البيت كان فيه مفاجاه غير ساره فى انتظارى ......غضب شديد من  اولياء الامور ..اذاى امشى بالطالبات داخل السوق؟

يا حبيبتى يامصر... حبك فى قلبى من يوم ما اتولدت وفتحت عنيا على الدنيا فى الحرب العالميه التانيه... وكبرت واتربيت واتعلمت على الرغم
 من صوت الغارات والغدر
ومن صغرى كنت انا اللى بحى العلم  فى طابور الصباح والمدرسه كلها تقول ورايات تحيا مصر ..   تحيا مصر ... تحيا مصر...كنا فى الزمن الجميل نقضى اجمل الاوقات فى المدرسه وتعلمنا من الانشطه الكثير من المهارات وكنا نشترك فى المسابفات بين المدارس فى كثير من المجالات
مره من المرات وصلنا للتصفيه النهائيه فى مدينة دمنهور بعد تقديم احد المسرحيات العالميه... وكنا على وشك الفوز.. لولا عرض رائع قدمته طفله بفستان عروسه ابيض وبمصاحبة فرقه موسيقيه باغنية ( توب الفرح يا توب) لاحلام ابهرت الجميع وحصلت على المركز الاول.
والى اللقاء فى حكايه جديده     ان شاء الله  ( ماما عطيات )

الجمعة، 10 يناير 2014

باب شاروا ( 2 )


حكاوى الزمنالجميل)....( 10) بابا شارو     (2 )    .....
(الايام الجميله الهادئه مرت بسرعه.....كان بابا شاروا ( سواق اتوبيس المدرسه) رجل طيب كان بيعمل لنا رحلات الى حديقة الشلالات نلعب ونفرح ونستمتع بالشمس المشرقه فى ليالى الشتاء الدافئه
كانت تركب معنا تلميذات من مدرسة نبويه موسى وكان لهم زى مميز مريله سوداء وعليها ياقه عريضه بيضاءويوم وفاة السيده نبويه موسى بكى عمو السواق وكلنا بكينا معه.... ويوم ولادت الامير احمد فؤاد من ناريمان ابن الملك فاروق كان عموالسواق فرحان وفرحنا معه
فى الزمن الجميل كان التواصل مع البرامج الاذاعيه شىء ممكن وسهل...اذكر اننى يوماما ارسلت خطاب الى بابا شاروا اشتكى له من احدى قريباتنا انها بتضرب اخواتها الصغار ورد على رسالتى وقال كلمتين لقريبتى بطلت بعدها تضرب اخواتها
وفى يوم من الايام لقيت احدى قريباتى بتبكى لانها رسبت فى شهادة الثقافه) تانيه ثانوى زمان  فارسلت خطاب الى برنامج مايطلب المستمعون واهديت اليها اغنية ( انسى الدنيا وريح بالك... واوعى تفكر فى اللى جرالك) لعبد الوهاب... واتزاع الاهداء والاغنيه.... و  اماالخطاب الذى مازلت محتفظه به فهو
 من برنامج القوات المسلحه ( سعد زغلول) رحمه الله بيعتذر ان خطابى وصل البرنامج متاخر وان اجابتى كانت صحيحه بس ضاعت عليا الجائزه بسبب التاخير
والى لقاء اخر فى حكايه اخرى من :
حكاوى الزمن الجميل: ماما عطيات

بابا شاروا ( 1 )

(حكاوى الزمن الجميل).....(10)..........بابا شاروا.......(1)
نغيرت الحياه فى بيتنا بعد دخول هذا الصندوق العجيب المتكلم  الراديو) كنت وقتها طفله صغيره ولم يكن فى البلده عدد كبير من المذياع .. كانت كل الاسره تجتمع حوله كل مساء.. اول حاجه سمعتها : ( حديث الاطفال يقدمه لكم بابا شاروا )
كان بابا شاروا بصوته الجميل الهادىء المقنع المعبر الحنون يغرس فى نفوسنا كل الاخلاق الحميده
اول درس اتعلمناه ان : الاتحاد قوه عن طريق قصة الحمامه المطوقه عندما وقع سرب من الحمام تحت شبكة الصياد وارادت كل واحده ان تنجوا بنفسها.. وكيف انهم عن طريق الاتحاد والتعاون قدروا يتخلصوا من الاسر
وعرفنا ايضا ايه هو الجلاء والاستعمار
كنا نقلد هذه الحكايات فى العابنا وخصوصا ( عيد ميلاد ابو الفصاد ) ومن شدة تعلقنا به سمينا سواق اتوبيس المدرسه بابا شاروا.. كان راجل طيب بكى بالدموع يوم وفاة السيده ( نبويه موسى )
الايام الجميله الهادئه مرت سريعا كان التواصل فيها مع البرامج الازاعيه متاح فى كل. برنامج......؟!
للحديث بقيه ان شاء الله
 مع حكاوى الزمن الجميل ( بابا شاروا ( 2 )
 ماما عطيات

الأحد، 5 يناير 2014

يوم اتناشر ربيع الاول

حكاوى الزمن الجميل.......27.......( يوم اتناشر ربيع الاول )
(يوم 12 ربيع الاول الدنيا اتخلقت من الاول.)....كنا نغنى هذه الكلمات فى الحفله المدرسيه بمناسبة المولد النبوى الشريف...
كانت المدرسه زمان الزمن الجميل تهتم بالتعليم كما تهتم بالانشطه وتعلمنا عن طريق الانشطه معلومات وتواريخ نقشت فى اعماقنا... وكما كان الزمن جميل كنا من جيل يسمى ( جيل الجميلات )....؟! كانت التلميذات تهتم بالنشاط كما تهتم بمذاكرة الدروس ...وكان هذا العصر يمتاز بالاصوات الجميله ايضا ....
فى يوم من الايام احتفلت المدرسه بالمولد النبوى الشريف فى ملعب شركة كفر الدوار حيث كانت المدرسه مجاوره للشركه...اقاموا لنا مسرح كبير ودعوا كل اولياء الامر للحفله ..وكانت اعمارنا وقتها ما بين 8 و12 سنه ....احدى البنات كان تغنى بصوت جميل اغانى ( ام كلثوم ) قبل ان نعرف نحن من هى ام كلثوم
وقفت تغنى على المسرح ( مصر التى فى خاطرى وفى فمى ) وكانت تلبس علم مصر الاخضر وبه هلال ابيض ونجمه واحده وكنت اقف خلفها مع ( الكورس ) كنت صغيره جدا ولم استوعب الكلمات   وكنت اردد  مع البنات وفى يوم من الايام ...وفى احدى الحفلات شاركتنا الفنانه ( لبلبه ) وكانت فى سننا تقريبا كانت تلبس فستان ابيض قصير وبكرانيش متل باليه بحيرة البجع....قدمت وعرضت وغنت ورقصت.....وبكيت انا ؟!
كان على الدور فى تقديم فترتى ..وكنت البس ملابس ولد وطربوش..... واقول (هيله..هله.... على المدرسه يله ....على الغلب يله ) ورغم ان اولياء الامور صقفت وعجبها الا انى بعد نهاية العرض ذهبت وراء الكواليس وبكيت لمعلمتى؟! لماذا لم البس مثل لبلبه.... ولماذا البس لبس ولد .....اخبرتنى المعلمه انه علشان انا شاطره خافت عليا من الحسد ؟!
وعلشان الشطاره دى وقعت فى ماذق لن انساه طوال حياتى.......؟!
فى اول حفله لعيد الام ( لم يكن مر علينا عيد ام قبله ) وقفت على خشبة مسرح المدرسه اقدم ام التلميذه المتفوقه لتصافح ابنتها...وفوجئت بان كل تلميده احضرت هديه لوالدتها...كانت الهدايا تلف زمان فى الورق العادى واحيانا لا تلف وكانت عباره عن زجاجات ريحه او مناديل قماش ....
ولما جاء الدور على امى ولم اكن احضرت لها هديه احترت ماذا افعل ؟!تقمصت دور يوسف بك وهبى ) ومددت يدى لامى من بعيد وقلت : واما انتى يا اماه فلكى حبى وحنانى ) )
وبكت امى فى المنزل امامى .....
يا حبيبتى يا امى صدقين حبى وحنانى اغلى من كل كنز فانى ......
والى اللقاء فى حكايه اخرى انشاء الله
ان كان لنا عمر تانى ( ماما عطيات)