حكاوى الزمن الجميل....( ... ) ...بيت ستى
عندما كنت صغيره كنا نقضى الاجازات عند جدتى فى المنصوره
كان بيت ستى بالنسبه لى كمدينة الاحلام كنت اتامل الابواب القديمه المرسومه والمنقوش عليها رسومات كانها لوحات تشكيليه رائعه كانت حجرة المسافرين ( الصالون ) مغطاه بالبياضات البيضاء ناصعة البياض وبها ستائر دانتيل على شكل ملائكه باجنحه كانت تتبارى فى عملها الفتيات قبل الزواج
كانت كل مره تخلينا نزور دار ابن لقمان بيت القاضى اللى حبس فيه لويس التاسع اثناء الحرب الصليبيه وكنا ايضا ننقضى اوقات سعيده فى اللعب والمرح فى حدائق شجرة الدر
حاجات بسيطه كونت عندنا منذ الصغر الولاء والحب للمنصوره حتى انى دائما افخر عند التعارف واقول : انا جزورى من المنصوره
وكل ما اسمع ( احسن ناس بيقولوا على كبرى بنهى ) اقول ليه كمان ميقولوش على كبرى طلخا يانور عينى ...منديل حبيبى طرف عينى )
يامه مشينا عليه ذهاب وعوده
المنصوره لها جو خاص وخصوصا فى رمضان ...مره كنا عند ستى فى رمضان وكنا ننام فى الدور العلوى وكانت الشبابيك عليها قضبان من الحديد صحيت من النوم على صوت جميل تحت الشباك بيقول : قومى يا تيتى اتوضى بابريقك الفضى .....قومى يا تيتى اتسحرى وصلى وصومى وكبرى
بصيت من وراء القضبان لم اجد سوى ضل على الارض لرجل بجلابيه ومعه قذم ؟! خوفت وجريت على السرير واستخبيت وراء اختى وقلت : شبح وعارف اسمى ؟!
فى اليوم التالى صحيت لقيت شقيقتى واقفه فى الشباك وبتقول : ياعم حسنين قول اسمى ...اسمى كذا وفضلت تمليه اسم واحد واحد من العيله وهو ينظم كلمات موزونه ويصابها الطبله بصوت جميل
وقفت جنبها فى الشباك وتاكدت انه رجل بحق وحقيق وليس شبح ومعاه طفل يحمل له المصباح ( الكلوب )
والى لقاء اخر ان شاء الله
ماما عطيات