السبت، 8 أكتوبر 2016

اغرب من الخيال

حكاوى الزمن الجميل.....(46 )......اغرب من الخيال
يوم 10 من شهر 10 سنة 1962 لايمكن يغيب من ذاكرتى ابدا ....تاريخ تعينى ( واستلام العمل مدرسة العاب بالاسماعيليه
كان وقتها عمرى مابين 19 و20 سنه.... وصلتنى عائلتى الى محطة القطار فى القاهره.... وفى يدى جواب التعيين وبعض الجنيهات وحقيبة ملابسى ...
لااحد كان يعرف المسافه او ما تستغرقه الرحله( كانت البنات زمان مبيتخفش عليها الدنيا كانت امان )
ركبت قطار الاسماعيليه وانا اقفز من الفرح ..احب السفر بالقطار
كان زمان مفيش زحام وكانت العربات دواواين ولها ابواب .... الوقت مر بطىء جدا وكل شويه اسال الكمسارى وافوله : من فضلك يا عم لما تيجى الاسماعليه ابقى قولى ؟!
الاول كنت باتسلى بالنظر من الشباك على البلاد اللى بنمر عليها.... وفجاه اتملا الجو بالرمال.. ولقيت القطار بيجرى بين معسكرات بالاسلاك الشائكه
بصراحه انا خوفت وقلت فى نفسى ايه ده ؟ هيا دى معسكرات الانجليز اللى بيقولوا عليها... وقلت يمكن جواب التعيين مكتوب فيه ( فدائيه ) ...
واخيرا وصلت قبل الساعه 2 ضهرا...ركبت الحنطور ورحت المحافظه قالوا لى : لا..روحى رعاية الشباب ..
ولما رحت لهم اخدوا منى خطاب التعيين وادونى خطابين واحد للمدرسه وواحد للداخليه رحت المدرسه استلم العمل الاول ... وكانت المفاجاه ( اغرب من الخيال )
لقيت مدرستى فى الثانويه بكفر الدوار هيا اللى حستلم منها لانها اتنقلت الى الاسكندريه وان عائلتها مقيمه بالاسماعيليه من فتره طويله وكانت تربطنا بهم صداقه حميمه
رحت مع معلمتى للسلام عليهم قابلونى بالفرح والكرم والترحاب واستغربوا جدا ازاى حروح الداخليه بدون معدات....
الزمن كان جميل جدا والناس قلبهم كان صافى ومتهونش عليهم العشره
قامت الاخت الكبرى وملات شنطه كبيره بالمعدات : وابور جاز براد شاى حله للبن وحله للطبخ ....صفيحة ماء ( لزوم الحمام ) وكوز وعلب شاى وسكر ..........الخ
وقامو بدعوتى على الغداء كل يوم جمعه مع تجمع العائله
وبعد الغداء كنا نذهب الى سينما الجلاء فى معسكر الجاء الاتوبيس مجانا وتذكرة السينما بنص فرنك....قرشين .....
دوام الحال من المحال
مرت الايام والليالى وهذا اليوم لايغيب عن بالى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل:( ماما عطيات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق