الخميس، 27 أغسطس 2015

رحلة الهنا

حكاوى الزمن الجميل.......(35 ).......رحلة الهنا
من حوالى 35 سنه جائتنا دعوه كريمه من ادارة تعليم البنات بالمملكه العربيه السعوديه..كنا 25 معلمه من السودان
كانت دعوه كريمه بكل ما يعنيه الكرم ..تركت اثار طيبه فى نفوسنا لايمحيها الزمن ....عشت فيها معانى جميله وتعلمت منها انه مهما كان التعب لابد من انه ستاتى الراحه.....تعلمت الانتظار والا افقد الامل...تعلمت ان احافظ على اخر شمعه تضىء بالامل فى داخلى ....
كانت المسافه من الخرطوم حتى بور سودان بالقطار عن طريق الصحراء الشرقيه......كنت اشعر احيانا ان الوقت لايمر ...وان عقارب الساعه لا تتحرك ....
الصحراء الشرقيه قاسيه جدا ...رمال ثم رمال....فكان القطار مزود بخزان للمياه ويقف فى كل محطه لتزويد الرعاة بالمياه الكافيه لشرب الابل
كانت رعاة الابل تقف صف طويل بمحازات القطار وتحتفظ بالمياه فى خزانات من المعدن متساويه بالارض ...وكانت الابل تشرب بنظام كان كل واحد عارف مكان شربه ..
فى الزمن الجميل كل واحد عارف ان رزقه عارف عنوانه ...وحيوصل له حتى لو كان كوب ماء ......سبحان الله ....؟!
مر علينا يومين فى القطار حتى وصلنا الى اول مكان فى الرحله قضينا يومين من اجمل ايام العمر بداخلية كلية المعلمات ببور سودان استقبلونا بكل الترحاب واعدوا لنا رحله الى مدينة سواكن كانت سواكن الميناء القديمه هجرها اهلها عندما انشات ميناء بور سودان...البلد نظيفه جدا ومنظمه جدا
الوقفه الثانيه كانت فى مدينة جده تحت اشراف ادارة تعليم البنات
كانت ايام رائعه ذهبنا بصحبةمشرفات الى مكه والمدينه وزرنا كليات البنات فى كل البلاد
لن انسى فندق مكه امام الحرم قالوا انه ازيل فى التوسعات الجديده وبنى اخر اجمل منه
الذكريات الجميله تظل فى داخلى لا تمحوها الايام
( ماما عطيات )

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

يوم بعد يوم

يوم ...بعد يوم.........(2 )....شارعنا نظيف
يسكن فى شارعنا منذ سنوات طويله مدير عام فى احدى الشركات ...كان مثال طيب للجار الصالح لم يكن يتاخر فى قضاء حوائج الناس واشتهر فى المنطقه بعد ان انقذ سيده فاجاها الوضع على السلم
وبسبب شهرته وتواصله مع الجيران كنا نقول عنه انه يصلح (شيخ حاره )
منذ ان اتحال على المعاش وهو مهتم بنظافة الشارع ...؟ّ
استعان باحد الكناسين وكل يوم فى الصباح الباكر ينزل الى الشارع ويشرف عليه بنفسه
كنا نسمع بعض العبارات متكرره كان يقول بصوت عالى ( ارجع ) اذا شاف حد بيترك كيس القمامه على جنب
ونسمعه يقول اتناء خروج الاولاد من المدرسه المجاوره ( شايفك ياللى بترمى كيس الشبسى على الارض ) وينده عليه باسمه واسم العيله
ومره سمعناه بيتحاور مع احدى الجارات كانت بتقشر التوم والبصل فى البلكونه ويطير القشر على الجيران
حتى الباعه الجائلين يعملوا له الف حساب وممنوع اى حمار ان يقضى حاجته فى الشارع
كل يوم يتاكد من نظافة الرصيف ايضا حتى اذا حدثت لاحد اى مناسبه يجد الرصيف زى الفل
قلت لنفسى فين اولادك يامصر اللى بيحافظوا عليكى ..ياريت كل شارع فيه حد على المعاش يتطوع بالاشراف على النظافه
لو كل واحد نضف ادام بيته حينضف الشارع كله
ولو كل الشوارع نضفت البلد كلها حتبقى زى الفل
والى اللقاء فى يوم بعد يوم
( ماما عطيات )

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

بحبك يامصر

حكاوى الزمن الجميل.... 21....... ..... بحبك يامصر
ايام من عمرى عزيزه على :منها  فى اثناء العدوان الثلاثى على مصر سنه 56 كنا فى المدرسه .... احضرت مدرسة الالعاب غلم مصر وضعته فى جراب وربطته على وسطى .. اخرجت البنات من المدرسه فى طابور ووقفتنى امامه ومشت قبل ان تقول لى اروح بالبنات فين .... او اهتف بايه
كانت المدرسه صغيره فى ( عزبة محفوظ ) المجاوره لمساكن شركة كفر الدوار
فضلت ماشيه بالطابور اهتف والبنات تقول ورايا... بس بدل ما ادخل الجذء الخاص بالشركه مشيت بالبنات لحد السوق؟!...وكان يومها سوق التلات المخصص لبيع المواشى.....؟!
كانت  البلد وفتها فريه صغيره والحياه تختلف فيها عن الحياه المتطوره لمجتمع الشركه
فوجىء الناس فى السوق بنا ولم يكن تعليم البنات مرغوب فيه وقتها ولم نكن عدد كبير فى المدرسه
كنت سعيده جدا لانى كنت بعبر عن حبى لمصر ولم اهتم لكلمات السخريه التى كان يقولها بعض الناس مثل : ماعدش الا البنات  كمان اللى تشيل العلم....؟!
وبعد ما مريت على السوق كله  ورجعت البيت كان فيه مفاجاه غير ساره فى انتظارى ......غضب شديد من  , والدى..اذاى امشى بالطالبات داخل السوق؟

يا حبيبتى يامصر... حبك فى قلبى من يوم ما اتولدت وفتحت عنيا على الدنيا  سنة 41 19فى الحرب العالميه التانيه... وكبرت واتربيت واتعلمت
على صوت الغارات  وصفارات الانذار
ومن صغرى كنت انا اللى بحى العلم  فى طابور الصباح والمدرسه كلها تقول ورايا تحيا مصر ..   تحيا مصر ... تحيا مصر...كنا فى الزمن الجميل نقضى اجمل الاوقات فى المدرسه وتعلمنا من الانشطه الكثير من المهارات وكنا نشترك فى المسابفات بين المدارس فى كثير من المجالات
مره من المرات وصلنا للتصفيه النهائيه فى مدينة دمنهور بعد تقديم احد المسرحيات العالميه... وكنا على وشك الفوز.. لولا عرض رائع قدمته طفله بفستان عروسه ابيض وبمصاحبة فرقه موسيقيه باغنية ( توب الفرح يا توب) لاحلام ابهرت الجميع وحصلت على المركز الاول.
والى اللقاء فى حكايه جديده     ان شاء الله   من حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )