الجمعة، 30 يونيو 2017

ماء بارد

كاوى الزمن الجميل........( 55 )..............ماء بارد
سنه 1969 كنت مقيمه بالسودان واصابنى الحنين للوطن فقررت الحضور فى الاجازه الصيفيه
لا يشعر بهذا الحنين الا من تغرب عن وطنه مهما كانت وظيفته او مكانته.....
كنت اعمل فى احد المدارس الثانويه للبنات فى احد البلاد الصحراويه ( رغم قربها من النيل ) كانت الصحراء حولى فى كل مكان اصابتنى بالرتابه والملل وحتى اتخلص من ذلك وضعت على النوافذ ستائر خضراء
فى هذه البلده الهادئه هبطت طائره هبوط اضطرارى على سور المدرسه واتغرزت فى الرمال ولم يصاب احد بسوء
فى الزمن الجميل كانت مهنة التدريس مقدره من الجميع....كانت الوزاره تصرف للمعلمه تذكرتين بالطائره واحده لها وواحده للمرافقه اى ست كبيره تكون من الاسره
وينتظرها وفد من المدرسه بعد ان يكون قد اعدوا لها مكان المبيت والعشاء بالداخليه
فى الحقيقه كنت اقابل بكل الترحاب والكرم ولم ينقصنى شيئا غير الماء .....؟! لم تكن هناك تلاجه....

كانت المياه من الابار الارتوازيه توضع فى زير نظيف ولكن الماء مالح... وكانت تتراكم الاملاح على السطح الخارجى للزير وكنت اتخلص منها بواسطة ( الشقفه ) قطعة زير مكسور
مرت ايام قليله ثم اصابنى العطش وتمنيت ان اشرب من النيل
اشترت لى احدى صديقاتى ماء يباع فى القربه المصنوعه من جلد الماعز والمدهونه بالقطران ....الماء بارد ولكن رائحة القطران تغلب عليه
قلت مفيش فايده اروح بنفسى اشرب من النيل وتعلمت طريقه جديده لاحضار الماء اخدت معى كوب ومنديل نظيف وضعت المنديل على الكوب واخذت الماء من الاعماق وليس من على السطح
وبعد كل هذه المعاناه مع المياه تعودت عليها حتى انتهت السنه بسلام وسافرت لقضاء الاجازه مع اسرتى فى الاسكندريه
ولا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتى بوجودى بين اخوتى....
وفى يوم من الايام قرات فى الجرنال دعاء بمعنى : اللهم اجعل حبى لك مثل الماء البارد. الحقيقه كنت اشعر فى نفسى ان حبى لله اعظم من ان يقاس باى شىء ثم استغرقت فى النوم فاصابتنى شرقه قويه جاء اخى الصغير(سامى ) بكل لهفه وبكل خوف وبكل حب واحضر لى كوب ماء بارد........لم انسى هذه اللحظه طوال حياتى وتعلمت منها معنى الحب الحقيقى وارتباطه بالماء البارد
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الأربعاء، 28 يونيو 2017

وداع ايتها الملوخيه

يوم ...بعد يوم.......45....جود باى ماى لف جود باى
وداعا ايتها الملوخيه ..وداعا ودى اخرت اللى يحب حاجه وياخد منها كتير ...؟!
امبارح على الفطار اول ماشوفت سلطانية الملوخيه نست عمرى ..ونسيت انى كنت صائمه ..ونسيت اخد البلح الاول ومقدرتش اقاوم شكلها ولا رائحتها التى كانت تتارجح فى البيت مع ضرب المدفع
ومش عارفه ايه اللى فكرنى باليابانيين انهم بيشربواها وبيسمها الشربه الخضراء
على طول وبدون مقدمات سحبت السلطانيه امامى وفضلت اتغزل فيها مره واعمل بالعيش الطرى ( ودن القطه ) مره واشرب منها مره تانيه زى اليابانيين
والحقيقه انا كنت فى قمة السعاده ( وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم ) بعد صلاة الفجر بدا المغص الملك غاضب ( القولون ) وليس بيدى ما اعمله حتى يهدا ويستكين ...كنت ىصائمه
قلت اصبر ...وبعد مرور ساعه بعد ساعه لم تهدا الثوره وذاد فى تمرده وعناده حاولت النسيان بلا فائده
وعند الافطار تناولت الدواء قرصين ثم اخرين ورفض ايضا الاستجابه
تركت كل شىء وجلست فى السرير ربما يهدا او يرضى
شعرت اليوم بشعور المرضى والجوعى والمحرومين
الان ميعاد السحور ومازال غاضبا .
والى لقاء اخر ان شاء الله فى يوم ..بعد يوم من يومياتى
ماما عطيات

ضى الاناديل ...تكملة ماسبق

حكاوى الزمن الجميل....ضى القناديل....تكملة ماسبق
قالوا: ( اللى يعيش يامه يشوف واللى يمشى يشوف اكتر) هذا ماحدث لى ؟!لو كنت فضلت عايشه فى بيت والدى طول عمرى ما كنتش حتعرف على كل هذه الانواع من البشر..ولكنتش عرفت معنى الحكمه اللى بتقول : اذا انت اكرمت الكريم ملكته...وان انت اكرمت اللئيم تمرد
عندما تغربت وواجهت الحياه كان عمرى 20 سنه( لانى اسرعت بالنجاح من صغرى وبتعدية سنتين فى السنه حسب نطام التعليم زمان)
وعندما وجدت نفسى مع اكتر من 20 معلمه وحكيمتين فى مكان واحد كنت اقضى معظم الاوقات فى تامل حالهم ودراسة شخصياتهم وبالاستعانه بما درسته فى علم النفس اثناء دراستى للتربيه الرياضيه
اول حاجه قلت لنفسى لوعرفت نوع الشخصيه يبقه حاعرف نوع التعامل معها
طبعا كان فيهم شخصيات مختلفه وممكن تتكرر الصفات فى اكتر من واحده
كان فيهم الشخصيه المضحكه والشخصيه السمجه
اكتر شخصيه مكنتش عارفه اتعامل معاها خالص( الشخصيه الهستيريه )كانت لاتبالى باحد لابعد الحدود..حادة المزاج
اول يوم لى ...وضعت براد صغير على وابور الجاز الخاص بى وكنت واقفه امامه ولكنى نظرت من الشباك الى السماء نظره واحده وعندما رجعت بصرى شعرت بالرعب كيف تحول البراد الى حلة ملوخيه
وكنت اصحو من احلى نومه غلى الزراغيط واغانى الافراح بدون اى مناسبه ولم اعرف لها تحليل
احدى الشخصيات كنت اخاف منها ( الشخصيه السيكوباتيه )
الكذب والاستهتار وتميل الى التشاجر مع الاخرين وتتلذذبالاذيه ..دى كنت كل مره انظف الحمام واغسل الصفيحه اللى بنسخن فيها الماء للاستحمام وصفيحتى الخاصه وبخليها زى الفل وفجاه وبدون استاذان الاقيها بتستعملها وبجد كنت ابكى وهى لاتهتم
كان السرير فى الصف التانى ورائى وكانت صاحبته مدرسة علوم ( الشخصيه الانطوائيه ) حاولت التواصل معها بدون فائده تعيش فى عالمها الخاص مشغوله بنفسها فقط
كانت لى زميله... شديدة الاعجاب بنفسها وشديدة الاحتقار للاخرين ( الشحصيه النرجيسيه ) تبالغ فى الاناقه والاهتمام بالمظهر كنت اعرف ان صداقتها قائمه على الاستغلال والانتهازيه ..ولكنها كانت احدى الزميلات؟!
وكنت اتعذب من وسوسة احداهم كانت تتاخر فى الوضوء وتشعر انها لم تتوضى.... هذا قليل من كتير من انواع الشخصيات وطباعهم وكما قالوا : ( الطبع يغلب التطبع )
والى لقاء اخر ان شاء الله( ماما عطيات )

الأحد، 25 يونيو 2017

انا والكحك

حكاوى الزمن الجميل.....انا والكحك ؟
اقصد انا وكحك العيد ومش انا والكحك اللى كان بيشرف كل فتره فى الشهاده فى مادة الرسم ؟ ..معرفش ليه انا مبعرفش ارسم ومبقدرش احصل على 4 من 20
اما حكايتى مع كحك العيد فهى حكايه جميله...كان بقالى 8 سنين مشغوله فى المذاكره والامتحانات ومكنش عندى وقت فراغ افكر فيه ..السنه دى بعد مخلصت دراسه كل ما افتح برنامج طهى الاقى عمل كحك العيد
مره لقيت المقدمه ست لطيفه جدا وتجمع حولها الاطفال والجيران وتجلس على الارض بينهم وتعطى كل واحد منقاش وقطعة عجين
بصراحه انا حنبت للزمن الجميل ايام بيت العائله ..وكنت فاكره ان الاولاد فى الزمن دا يسعدهم اللى كان بيسعدنا زمان ؟
وكان قرار خاطىء منى ..احضرت المناقيش وجهزت كل شىء لزوم الشىء وللاسف اعتذرت نصف العائله والنصف اللى حضر كان مشغول بالانترنت والشات ؟
الله يرحمك يا امى كنت دائما باحب اساعدها واتعلم منها
مره كان رمضان فى الشتا والدنيا كانت برد وكل البيت نامو معادا انا وامى والعجينه بردت وتجمدت وكل شويه امى تعطينى قطعه وتقول : طرى يا تيتى ...وفضلت اطرى والعجينه تبرد واطرى تانى لغاية امى منعست وسابتنى ونامت
انا بكل اصرار وصبر فضلت قاعده لوحدى حتى الصباح
فى الزمن الجميل كان الفران يرسل الخباز على عربيه كارلو يحمل الصوانى ( الصاجات ) وكان الفرن وقتها بيولع بالخشب ..سيقان الاشجار الضخمه
مره لما رجت الصوانى من الفرن اكتشفنا ان الكحك اتسرق ولم يبقى سو القليل
كانت النساء تتبارى فى انواع النقش: زعف النخيل- المروحه - الورده .....الخ ) وكان البسكويت له شكل واحد يفرد بالنشابه ويقطع شرائط بعجله لها اسنان حاده
اما قمة التميز فكان فى الغريبه ويغنو لها : ( اه يا ناعمه يا غريبه )
لم اكتسب مهاره فى المخبوزات ولكنى بكرر المحاولات
النهارده بعد ما اتخبز الكحك وعاد من الفرن وجدت انه اتفرش فى الصينيه وتحول الى بيتى فور على هيئة كحك ...
والى لقاء اخر ان شاء اله
ماما عطيات

السبت، 24 يونيو 2017

صبر القمر

حكاوى الزمن الجميل........(91 )..........صبر القمر
قالوا زمان : ايه اللى رماك على المر ؟ قال : اللى امر منه...كانت لى جاره فى السودان اسمها ( الصبر الامر ) وكان زوجها بيناديها بصبر القمر ؟!
كانت لها حكايه شبيهه بحكايات مسلسل ( رودز ..الجزور )شاهدته ضقائق معدوده وفضلت ابكى ايام ولم اكن اعرف ان هناك قصص واقعيه اكتر منه ايلام
قالت : ان والدتها كانت طفله صغيره بترعى البقر مع القبيله بجنوب السودان هجمت عليهم ( الجلابه ) تجار الرقيق واخدوا كل السكان
قالت اشتراها رجل مصرى غنى جدا ومن عائله مشهوره واحسن معاملته وعرفها على اسرته فكانت تقضى معهم يوم الجمع وكان لها اشقاء من اماء ايضا كانت تقابلهم
كانت مشكلة تجارة الرقيق فى الزمن الماضى من اهم النقاط الساخنه فى تاريخ السودان
مره حضرت لزيارتنا امراه كبيره فى السن وعندما دخلت الحجره خلعت الشبشب ودخلت حافيه وعندما شاهدت زوجى القت بالحجاب من على راسها بسرعه وبحركه ملحوظه ؟!
عرفت فيما بعد انها كانت من اماء الجد الكبير فى العائله وكانوا فى الزمن الجميل يفرقوا بين الامه والحره بتغطية الراس
كانت بعض اسماء البنات فى المدرسه غريبه عنى وكنت اجد ان الاسم ليس ثلاثى ولا رباعى فقط ( فلانه ادم ) قالوا يعنى الاب غير معروف وكانت عندى كابتن فريق الطائره اسمها ( غلاسه ) وكان يناديها الحكم عادى جدا ...الكره مع غلاسه..اوت يا غلاسه. ....اخ
وقالوا ان من اسباب تجارة الرق فى الماضى البعيد هو زيادة الطلب على الحمالين لحمل البضائع وكان استخدام الابل مكلف لارتفاع ثمنها وتكاليف رعايتها بينما كانت تكاليف المسروقين وتغديتهم وحراستهم اقل بكثير
كان الطلب شديد على الصبيه اعمار من 12 الى 15 سنه كان تمن الواحد خمسه جنيه مصرى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه من
حكاوى الزمن الجميل
ماما عطيات

الخميس، 22 يونيو 2017

لا اصدق

. يوم بعد .....يوم ........... ( 43 )......... لااصدق ؟!

.هل انتم مثلى لاتصدقون
لا اعرف كيف يمر الوقت بسرعه
رفعت عينى لارى الساعه كام الان وجدتها تقترب من الثانيه بعد منتصف الليل
ماذا حدث ..لم اقم من مكانى ...اشعر بالشبع فكيف اتناول السحور ؟!
اولادى يتسابقون فى احضار العصير والفاكهه والزبادى وانا لا اعرف متى اتناول منها اى حاجه ...الوقت يمر بسرعه ووجبت الافطار تشبعنى حتى اليوم التالى
انها من علامات الساعه : قرب الزمان ..وانتفاخ الاهله ..لا حظت هلال رمضان فى اليوم الاول كانه ولد من ثلاثة ايام
تقارب الاسواق ايضا فى السوبر ماركت كل الاسواق الصغيره متجمعه فى مكان واحد
انا كرهت الاخبار كلها اخبار عن قتل وقتلى ومقتولين ..وهى ايضا من علامات الساعه كثرة القتل
واهم من هذا ضياع الحياء حتى اعتادت معظم الناس على قلة الحياء ومن قلة الحياء انى كنت ابحث عن شىء فى جوجل واذا بى اقع فى مستنقع للصور الغير مناسبه اقول لكم الحق انا فضلت اتفرج من باب حب الاستطلاع وكل شويه ااقول ...ايه دا ...هما بيعملوا ايه ..؟ ولما حضر الاولاد اعترفت لهم انى كنت بتفرج على الحجات دى
ابنى الله يكرمه عنده برنامج لغى كل هذه الاشياء من جوجل واليوتيب
سالت بناتى : هل اولادكم فى سن المراهقه بشوفوا الحجات دى ؟!
والى لقاء اخر فى يوم من يومياتى
ماما عطيات

السبت، 17 يونيو 2017

تمام يا افندم

حكاوى الزمن الجميل.....( ..) ...تمام يا افندم؟!
من ضباط الزمن الجميل الصاغ : يوسف مندور والصاغ حسن رسمى والصاغ رفعت ...كانوا مقيمين فى مساكن الشركه ومشرفين على معسكر تدريب الحرس الوطنى بشركة الغزل والنسيج بكفر الدوار
كان عمرى وقتها13 سنه ومازلت اذكرهم واكن لهم كل التقدير والاحترام..كانت التدريبات عسكريه وعلى اسلحه وذخيره حيه وكنا بنلبس الافارول ونقف فى طابور التدريب تحت اشراف الشاويش وكانت المتفوقه تمنح شريط كانت رتبتى مساعد عريف ( شريط واحد )
تفوقت فى الرمايه رغم ان البندقيه كانت ثقيله عليا ( لي انفلب ) وتعمر طلقه ..طلقه وبعد الاطلاق لها خبطه جامده على الكتف بس مكنتش بقول اه وكنا نتعلم التنشين من وضع الرقود ومازلت افتكر الاوامر وصوت الشويش وطريقته الحازمه : 1-ارقد ....2- عمر ....3- اضرب
ومازلت اذكر قاعدة التنشين التى تبدا ( تغلق العين الخاليه من التنشين ومحازات الهدف مع سن نملة الدبانه .....الخ
كنت احب جدا تسلق الحبال والقفذ على حفرة الرمال
مره كان عندنا تدريب على القنابل اليدويه وكانت حقيقيه وكان عندنا مكان للتدريب بعيد عن المساكن وفى يوم لم تنفجر القنبله وابعدونا عن المكان وحضر ضابط المفرقعات وهو راكب موتيسكل ويلبس خوذه ونضاره وكان يشبه محسن سرحان فى احد الافلام
لما فجر القنبله قعدنا نسقف ونقول هييه وهو ركب الموتسكل ومشى والبنات كانت هتتهبل عليه
كان المعسكر هو كل اهتماماتنا وسعادتنا وشغل فراغنا والجميع الكل متعاون ولم تحدث اى مخالفات او طابور ذنب لاحد
صحيح احنا لم نشارك فى اى معركه ولكن استفدنا منها فى معركة الحياه
اتعلمنا قوة التحمل والصبر والالتزام واحترام من هم اكبر منا
والى لقاء اخر ان شاء الله
ما ما عطيات

بركة رمضان

يوم بعد.... يوم ....( 42 ).........بركة رمضان
اكتر حاجه بحبها فى رمضان هى لمة العيله على الفطار واحب قوى اتاملهم ساعة المدفع ميضرب ...كل واحده بتجرى فى ناحيه ...اللى بتحضر الكبيات للعصير ..واللى بطلع الصينيه من الفرن ...واللى بتضع اللمسات الاخيره على سلطة الزباذى اليوميه
واانتظر موزع البلح الذى يمر على الجميع فى البت كله
حقيقى انها لحظات رائعه
عندما اشاهد هذه اللقطات فى احد الافلام فى غير رمضان اشعر بنفس الاحساس الجميل بالايام السعيده التى تمر سريعا
ايام كلها بركه فى كل شىء واى حد يلاحظ بعد الفطار كمية الطعام التى تبقى فى الاوانى والحلل
قالوا البركه فى الاكل الجماعى يعنى لو كل واحد وصل فى ميعاد مختلف واكل لوحده تقل البركه
من اول يوم فى رمضان حتى الان كل يوم اسئل نفس السؤال : تحبوا تفطروا ايه بكره ان شاء الله ؟
كانت الاجابات سريعه ومتنوعه وكانت مائدة الافطار بترضى الجميع ..اما اليوم 11 رمضان سالت نفس السؤال فلم اجذ حماس فى الرد بل وجدت حماس من نوع اخر...؟!
لاحظت حركة نشاط غير عاديه فى المطبخ وبعض الاسئله عن بعد :
- فين المفرمه اللى بنعمل بيها البسكويت ؟
وفين مناقيش الكحك ؟
- مضرب البيض دا شغال ولا لا؟
- صوانى الفرن اللى كانت هنا راحت فين ؟
انتبهت بعد ماشربت الشاى والقهوه وفوقت قلت فى ايه ؟
قالت احداهن كل سنه وانت طيبه يا تيته ... احنا دخلنا فى العشره بتاعة (الحلق )
قلت يعنى ايه
قالت العشره الاوائل للعزومات والانواع المختلفه من الطعام والشراب سموها عشرة ( المرء ) الشوربه
والعشره التانيه لعمل البسكوت والكحك والغريبه ( الحلق )
اما العشره الاخيره لخياطة ملابس العيد ومفروشات ليلة العيد سموها ( خرق )
قلت : مين اللى قالكم الكلام دا ؟!
رمضان اوله رحمه ...واوسطه مغفره ...واخره عتق من النار
والى اللقاء ان شاء الله فى يوم اخر من يومياتى
يوم ...بعد يوم ....( ماما عطيات )

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

عايزه حاجه ؟

حكاوى الزمن الجميل....(...) ...عايزه حاجه ؟
من سنين طويله و وانا فى طريقى للمدرسه شاهدت منظر لفت نظرى وعلق بخاطرى طوال اليوم
كانت امراه من الصعيد تجر عربة خضار بصعوبه شديده ويبدو على مظهرها انها اول مره فى هذا العمل ..كانت ترتدى ملابس نظيفه ومرتبه ويمشى بجانبها رجل ضعيف
وعند عودتى للمنزل وجدتها تجلس بجانبه على الارض وتساعده فى عمل ضفائر من الثوم وهو اخضر
كنا فى الزمن الجميل فى موسم الثوم والبصل نقوم بخزنه ونحتفظ به طوال العام وكانت تتبارى السيدات فى فى ذلك وكنا نرى طرق مختلفه فى الحفاظ به معلق على البلكونات
تعلمنا فى الزمن الجميل ان الاقتصاد نصف المعيشه وقالوا لنا : اى قرش مش بيتصرف فى محله يبقى تبذير ) فكنا نشترى هم اول الموسم بسعر بسيط وكان يكون متوفر عندنا فى اى وقت نحتاجه
حكت لى ابنتى ان صديقتها فى الثانوى كانت والدتها طوال فترة الحمل تضع جانبها كروانة بصل وتفضل تقشر وتقرقش ؟!
وكان عم حسان جارنا يتناول العسل الاسود بالبصل وعمره ماشتكى من ازكام
اما انا فاحب البصل الصعيدى مع الطماطم والشطه واليمون علاج وفاتح للشهيه
فى يوم من الايام وانا بشترى منها الخضار سالتها عن حالها واخبرتنى ان زوجها كان يعمل فى المقاولات حتى مرض وعجز عن العمل وهى تساعده ولما سالتها عن الاولاد قالت بناتها متزوجين فى الصعيد وعندها ولد واحد فى المدرسه الابتدائيه
قلت لها : لازم تخليه يتعلم ويكمل تعليمه علشان لما تكبرى ترتاحى
ومرت السنين سنه ورا سنه ولم اعد اراها وفى يوم وانا ماشيه لقيت حد بيطبطب عليا وعندما التفت وجدتها وقد ظهرت عليها اثار النعمه ونادت على ابنها وقالت : تعالى سلم على الحاجه ؟!وقالت عملت بنصيحتك وتركته يتعلم وكمل تعليمه والان هو بيعمل فى ابو ظبى مش عايزه حاجه ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله
ماا عطيات

الأربعاء، 7 يونيو 2017

ام الدكتور

حكاوى الزمن الجميل...( ... ) ...ام الدكتور
النهارده قبل اذان الفجر بدقائق وانا باخد الدواء وقفت كبسوله فى زورى بالعرض وكنت على وشك الاختناق ... وفضلت اكح واشرب وخايفه الفجر يدن ومكنش معايا حد فى البيت ؟!
قلت يا ترى مين اللى كان بيجيب فى سيرتى ؟ كانوا زمان يقولوا ( اللى يجيب سيرتك يحتار حيرتك ) وانا اقول لا شكرا لكل الناس اللى فكرانى بس ياريت متنساش تدعى لى
لما شعرت انه كان ممكن تكون دى اخر لحظه ليا فى الدنيا اتمنيت انى مكنش مزعله حد وتمنيت ان اكتب اعلان : اللى زعلان منى يقول زعلان من ايه وانا اعتذر له
طول عمرى ىاتمنى ان تكون نهايتى فى الدنيا مثل نهاية صديقتى ( ام الدكتور حسن )
كانت انسانه بمعنى الكلمه لم تغيرها الايام ولم تتكبر او يطغيها المال
كانت صديقتى من الطفوله لم تكمل تعليمها وتزوجت فى سن صغيره ولم تنقطع صداقتنا رغم بعد المسافات وكنت ازورها عند حضورى فى الاجازه ...كنت كل عام اجد طفل جديد فى 12 سنه رزقت ب13 طفل واحد فقط بالقيصريه
كانت النساء فى الزمن الجميل لايعانون من مشاكل الولاده مثل الان قالوا ان قيام المراه بالاعمال المنزليه من مسح البلاط بالخيشه وليس المساحه وغسيل الملابس على الطشت وليس الغسالةكان يفيدها جدا
لم تشتكى يوما من اعمال البيت اومن رعاية اولادها وزوجها وكان ابنها البكرى يضرب به المثل فى الكرم وسماحة النفس ومساعدت الفقراء
ماتت صديقتى وامامها كوب الشاى تنتظر ان يبرد قليلا ؟!
رحمها الله عند عودتهم من المقابر كان كوب الشاى مازال ساخنا
والى لقاء اخر ان شاء الله
ماما عطيات