الثلاثاء، 17 فبراير 2015

مصر التى فى خاطرى وفى فمى

حكاوى الزمن الجميل........( 86 ) مصر التى فى خاطرى وفى فمى
مصر التى فى خاطرى وفى فمى هى مصر الحلوه ام المصريين
اللى بتحب عيالها ومبتفرقش بينهم مسلمين او مسيحين
مصر الحلوه عشتها اجمل ايام الزمن الجميل لما كان عمرى 9 سنين
كنا نلعب مع كل الاطفال المتجاورين واهالينا كانوا موافقين
فى رمضان كنا نلعب جميعا حتى السحور وكلنا معانا الفوانيس والشمع ولما واحده فانوسها يطاطا وتنطفى الشمعه كانت تنور من شمعة زميلتها
وكنا نغنى بصوت عالى ونذهب للجيران (ونقول : لولا فلان ماجينا ولا تعبنا رجلينا ) وكانوا يقابلونا بالابتسام ويملوا جيوبنا بالبندق والزبيب
كنا نجلس على الارض نتقاسم الحاجه ونكسر البندق وناكله بالزبيب
اتعلمنا فى طفولتنا ان نكون وحده واحده وقالوا لنا ان الذئب حياكل اللى
حتبعد لوحدها وتروح بعيد
كانت لنا حديقه مخصصه للاطفال فى شركة كفر الدوارمليانه باشجار الجوافه والخوخ وبها مراجيح وزهور رائعه
كنا نخترع بعض الاشياء ..عملنا صفاره من نوى المشمش وعدة صفارات من عيدان البرسيم
ولعبنا بالطين( الطين فى الزمن الجميل كان نظيف ولامع وله رائحه طيبه ) كنا نعمل منه اطباق واكواب وقلل وحلل ونتركها تجف فى الشمس
مره قرصنى دبور اسرعت احدى الدادات ووضعت لى طين على زراعى مكان القرصه راح الالم فى الحال
كانت لنا جاره مسيحيه ارسلت دسة شمع مع ابنتها للكنيسه ذهبنا كلنا معها وكانت ايامها ع
ند محطة القطار
وعلمنا ان شقيفتها الكبرى اتخطبت ...واستعدت البنات بالزغاريت وكنت اشعر بالحذن لانى ( لادغه فى حرف الراء ؟!
احدى الشغالات احضرت لى ضفدع وقالت لى : الحسى بطنه علشان تعرفى تزرغطى ؟! ذى باقى البنات
الحقيقه انا لحست لحسه ضغيره لانى قرفت لما لقيته ساقع جدا
امى رحمها الله فضلت تمرنى كل يو لاصلاح حرف اراء اقول عدة مرات : امر امير الامراء بحفر بئر فى الصحراء ليشرب منه الفقراء
وفى يوم الفرح اكتشفت ان الزراغيت بحرف لام وليس بحرف الراء ( لو لو لو لى
والى لقاء اخر مع حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الأربعاء، 11 فبراير 2015

جارنا الوزير

حكاوى الزمن الجميل.....(85 )........ جارنا الوزير
حدث فى الزمن الجميل  عندما كان يسكن الى جوارنا وزير


كانت تجمعنى مع زوجته صداقه وجوار فى مدينة الخرطوم منذ سنوات بعيده
كنت اذهب لزيارتها لا من اجل الاستئناس بالحديث  فقط ولكن لمساعدتها فى تقديم واجب الضيافه للزائرين
كنت اجلس معها الساعه او الساعتين لا تفارق يدى ( الفتاحه )كنت افتح عدد من صناديق المشروبات الغازيه البارده ويحملها الخادم الى

اى حد يدخل المنزل ... كان يسرع  (عفريت   اسم الخادم الجنوبى عندهم  ) بتقديم الحاجه الساقعه
لازم  الضيف يشرب... ولازم يفطر... ولازم يشرب الشاى والقهوه قبل ان يقدم حاجته بنفسه او مكتوبه......
كان رحمه الله وزيرا لعدة وزارات لفترات طويله ولم يخلوا بيته من اصحاب الحاجات ابدا
لم اسمع ابدا  ان احدا  قصده فى اى وقت ولم يلبى حاجته...كان سيدا بتواضعه وكرمه وطيبته
كنت اراه فى الصباح الباكر وانا فى طريقى للمدرسه يدخل منزل جارتهم العجوز.... مات اهلها كلهم ولم يبقى منهم احد... كان يتفقد احوالها بنفسه ويفوز بدعائها له كل صباح....
وكان يحضر كل المناسبات التى تجمع الاهل والجيران....وكانت زوجته رحمها الله تقوم بذلك فى حالة غيابه عن الحى لسبب من الاسباب
ومرت الايام وتغيرت الحكومه... وجاءت حكومه جديده قدمت كل الوزراء السابقين لمحاكمه علنيه نقلها التلفزيون كل الوزراء اتحاكموا الاهو ؟...!! على اى شىء سيسالوه..؟ فبالرغم من السنوات الطويله التى قضاها فى اكتر من وزاره الا ان بيته المبنى من الطين لم يذد  عليه شبرا واحدا
المهم حددوا اقامته داخل المنزل ووضعوا حارس على الباب الخارجى ..
وفى يوم من الايام خرجت الشغاله لقضاء امر ما ولم تجد الحارس على الباب... جلست على الرصيف تنتظر عودته... عاد بعد  فتره قالت له وهى تمزح : انت رحت فين ؟ افرض الوزير كان هرب ؟ وانت سايب الباب ؟
رد عليها وقال :(انا رحت الدكان اشترى سجاير.. وانا  مكلف بحراسة الباب؟!انا حارس للباب مش للوزير؟!والباب اهو سليم قدامك ؟
ومرت الايام وكل المحكمه ماتحدد ميعاد للمحاكمه   تحصل حاجه تاجل الميعاد....شهر ورا شهرحتى مرت الايام وتزوج وهو تحت الاقامه الجبريه وكان الفرح رائع رغم انه لم يحضره
 والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل ...( ماما عطيات )