الجمعة، 21 نوفمبر 2014

انا والورده

حكاوى الزمن الجميل........( 82)......... انا والورده
فى الزمن الجميل كانت الزهور تملا حياتنا وتتواجد معنا وتشاركنا فى كل المناسبات...وكانت لها لغه يعرفها الجميع... الكبير والصغير والمريض والسليم
قضيت ايام طفولتى المبكره فى بيت له حديقه جميله ومنظمه رغم انها كانت صغيره عرفت فيها اسماء الزهور زى معرفت فيها كل الاسامى :
البسله بالوانها الفسفوريه الرائعه.... وحنك السبع بطريقته الفلكوريه... وعرف الديك بالوانه الحمره الجذابه ...والبانسيه برومانسيته ورقته...والقرنفل بقوته...الخ
ولما انتقلنا الى منزل بلا حديقه كنت اشترى بوكيه الورد بعشر صاغ من مصروفى واضعه فى الزهريه واغير له الماء كل يوم ...كانت الزهور بتفضل عايشه ومتفتحه وجميله ومحتفظه برائحتها الطيبه مده طويله
فى الزمن الجميل لم نعرف الزهور الاصطناعيه تماما كما لم
نعرف المشاعر الغير حقيقيه
كانت محلات الزهور فى كل شارع تبعث البهجه فى النفس والتفاؤل...ولم تكن غالية الثمن
ولانى بحب الورد كنت باخد معايا المدرسه ورده واضعها داخل الكتاب حتى اكتشفت انها بتدوب الورق وتمسح الكلمات
وانا فى المدرسه الابتدائيه كنت بخاف من الضرب بسبب جدول الضرب فاحضرت لمدرسة الحساب ورده...؟! لم تمنعها من الصراخ فى وجهى: السبعه فى سته بكام ...؟!قلت : ايه ؟....ايه؟..لغايت متلسوعت بالخرزانه.......
ومرت الايام واصبحت مدرسة ثانوى وكان عليا المراقبه على لجنة منازل فى الثانويه العامه بالاسماعيليه وكانت كلها لمجندين بالجيش
كنا فى سنة1966 قبل النكسه كنت الروح المعنويه مرتفعه جدا وكانت قلوبنا ترفرف مع نشيد ( الله اكبر فوق كيد المعتدى )
وعندما نظرت الى الممتحنين فى اللجنه وجدتهم كلهم بملابس الجيش وكانو اكبر منى فى السن ... شعرت بالفخر والاعتزاز بابناء وطنى ومنعنى حيائى من استخدام الكلمات المعتاده فى الامتحانات مثل ( بص قدامك... بص فى ورقتك..متكلمش مع اللى جنبك ....الخ )
وكان زميلى فى المراقبه متعاطف معهم ايضا ...
مره واحد منهم انتظرنى على باب اللجنه واعطانى ورده حمراء وقال لى : صباح الخير يا ابله....اثناء الامتحان لاحظت انه يضع اوراق تحت ورقة الاجابه
توجهت اليه ببطىء...واخذتها منه ورميتها من الشباك حسب التعليمات زمان فى حالات الغش
ورميت معها الورده وقلت له : ( زعلانه منك )
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الخميس، 13 نوفمبر 2014

كبسه.....كبسه

حكاوى الزمن الجميل....( 81 )..............كبسه
اول عمره لى فى رمضان كانت سنة 85 وكانت فى العشره الاواخر وكنت ناويه الاعتكاف واثناء ماكنت جالسه خارج الحرم الشريف ناحية باب اجياد اتناول السحور ( لبن رايب وعيش ) سمعت صوت بينادى : كبسه....كبسه ؟!ولقيت الناس بنجرى كنت فاكره انها كبسة البوليس على اللصوص......!!!لكن لقيت انها كبسه سعوديه ( رز باسمتى ودجاج ) معده فى اكياس وتقدم بالمجان
كلمة كبسه فكرتنى بالكبسه الحقيقيه اللى مرت عليا
فى اول سنه لى فى ام درمان كنت اعمل فى تدريب المعلمات وكنت احب المشى جدا وكنت بحاول اكتشف المنطقه وحاولت التعرف على اقصر الطرق للعوده للمنزل
احينا كنت امشى فى متاهه شارع بالطول وشارع العرض
فى يوم من الايام اثناء عودتى من العمل كانت الشمس عموديه على الرصيف وكنت وصلت حى بيت المال وفجاه لقيت حاجه فضيه بتلمع لمعان شديد اخدتها من الارض ووضعتها فى يدى وقبل ان اتاكد منها اقبلت بسرعه عربه ( حافله مليانه ضباط شرطه )ووقفت بجانبى وتجمعوا كل الضباط ناحيه النوافذ المطله علىىا
ونزل من العربه اكبرهم سنا واعلاهم رتبه...وقبل ان يتكلم قلت له وانا فى قمة الحرج والخوف : لقيت شلن ؟!قال : ايه اللى جابك هنا ؟
وبعد ما وصفت له طريق عودتى اليومى .. دلنى على طريق مختصر جدا
واخذنى من يدى ..واركبنى العربه...واجلسنى الى جواره امام دهشة الجميع
( اصله كان زوجى رحمه الله )
وكان معروف عن حى بيت المال انه كان المكان الذى توضع فيه اموال الزكاه فى زمن المهديه
وحكوا لى عن اسره فقيرهجدا كانت تحصل على فضلات الحمام بالمجان من الناس اللى عندهم غية حمام ويعبوه فى صفائح صغيره ويباع كاحسن سماد للناس اللى عندهم حدائق
وفى يوم مرضت لهم احدى الفتيات بمرض نفسى ..زمان كان الجهل شديد بالعلاج النفسى
كانو يغلقون عليها باب الحجره حتى لا يراها احد..وفى اثناء لعبها على الارض عثرت على صفيحه مليانه بالعملات
الخبر انتشر وبقى سكان حى بيت المال كل واحد يحفر فى بيته على امل الحصول على الكنز
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

بتبص لى كده ليه

حكاوى الزمن الجميل....... ( 80 )........... بتبص لى كده ليه
سنة 62 تخرجت اختى الصغرى من التربيه الرياضيه واستلمت التعين الاجبارى زمان فى احد مدارس ايتاى البارود الابتدائيه وذهبت معها الى الداخليه للاطمئنان على احوالها
كانت اروعاللحظات اللى عشتها مع اجمل المناظر ساعة الغروب... كان يمر امامى فى شريط ضيق الحيوانات وهى عائده فى المساء .. كانت كل بفره او جاموسه معها طفله ضغيره لم تصل الى سن التعليم
وكان منظر الشمس الذهبيه وهى تلقى باحضانها على حقول البرسيم الاخضر اكترمن رائع
فى طابور الصباح المنظر يختلف ( لا رومانسيه )
كان الاطفال فى الطابور اللى ماسك ارنب واللى شايل حزمة برسيم كان التعليم وقتها بطريقة ( العشه ) وكانت اول كلمات يتعلمها الطفا : شرشر نط عند البط واول نشيد : مين شاف ارنيتى سونيا اجمل ارنبه فى الدنيا
كان عدد المدرسات فليل وكانو من بلاد مختلفه ويعيشون كاسره واحده جمعتهم ظروف الغربه
كانت فسحتهم الوحيده الذهاب الى المحطه فى نهاية الاسبوع لاستلام بعض الاشياء المرسله لهم مع احد المسافرين
مره احدى الاقارب احضرت لهم قرص فى قفه غير محكمة الغلق وكانت طول الطريق تشعر بيد تعبث فى القفه تحت المقعد ؟! ولما وصلت الى المحطه كانت معظم القرص قد اتسحبت
مرت الايام وانشات محافظة البحيره فرقه للفنون الشعبيه واختارت معظم البنات خريجات تربيه رياضيه
ذهبت فى الاجازه مع شقيقتى الى دمنهور لمشاهدت هذا الحدث على الطبيعه...كان المسرح والسينما وسكن البنات كله فى مبنى واحد... اخذتنا احدى الصديقات الى مكان خلف ستاره شاهدنا منها فيلم رابعه العدويه اول عرض
قبل ان نلقى عليهم السلام وننصرف الحوا علينا ان نحضر بروفة العرض قبل الافتتاح بايام وقبل ان اقوم من مكانى سمعت صريخ وصويت احدىالبنات كانت بتستعمل مكوى الشعر على السبرتايه فاشتعلت النار فى ستارة الشباك العالى... جمعت كل قوتى وشديت الستاره على الارض ( البلاط ) وفضلت اطفيها حتى انتهت تماما
البنات فضلت تدعى لى ويقولوا انقذتى السينما والمسرح وانقذتينا الا شخص واحد لا اعرفه كان يلبس بدله وجرافته وفضل يبص لى بغيظ من فوق لتحت كانه بيقول لى :وانت مالك طفتيها ليه ....؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله فى
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )