الخميس، 29 مايو 2014

فرط الرمان

حكايات قبل النوم.......(4 )......فرط الرمان
( ما اصعب ان تعيش كى تنتظر الموت ... وتعاقب على ذنب لا تعرفه )
كان ياما كان يا سعد يا اكرام ميحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
..........
صلو على النبى
كان فيه زمان فى سالف العصر والاوان..قصر كبير بين المزارع والحقول حواليه جنينه مليانه ورد وزهور...كان فى القصر راجل طيب ومراته كانت ست الستات
فى يوم من الايام شافو يمامه بتاكل اولادها فى الجنينه ...اتمنوا ان ربنا يرزقهم طفله جميله
رفعوا ايديهم للسما وقالوا يارب ....قالت الزوجه : يارب ياربيا يا ...ياسامع الدعى والدعايا.. ترزقنا بنت جميله لونها ابيض لون التلج وخدودهاحمرا لون الرمان وعيونها خضرا لون الزرع وشعرها اسود لون الليل
ربنا استجاب لدعائهم ورزقهم طفله جميله سموها ( فرط الرمان
مرت الايام ..ماتت الام ..و.تزوج الاب بساحره .... وبعد ايام مات الاب كمان
الساحره كان عندها مرايه مسحوره ..كل يوم تسالها يا مرايتى..يا مرايتى فى حد اجمل منى؟!وفى يوم من الايام
ردت المرايه : فرط الرمان اجمل واحده فى المكان
غارت الساحره وامرت السياف يموت البنت ويجيب قلبها فى زجاجه ...!!!
السياف اخد البنت الغابه وقال لها : اهربى... وشرح لها الحكايه..
جريت المسكينه فى الغابه لغاية موصلت بيت الحطاب. ..كان الحطاب وزوجته واولاده الاقزام السبعه : ( سهران - نعسان - فرحان - زعلان - سرحان- غضبان- بسام-. الصغير (دقدق )
حكت لهم حكايتها وقالت لهم : مش عايزه غير فرشه تدفينى ..ولقمه تكفينى.. وعاشت معاهم ايام وايام ...وكل يوم يخرج الحطاب ومراته وعياله لجمع الحطب من الغابه وتفضل فرط الرمان وحدها فى البيت ....لغاية الساحره معرفت مكانها وفضلت تتودد اليها بالكلام المعسول...( ا العسل المخلوط بالطين ..اصل العسل من القصب واصل القصب من الطين.... والبنت كانت صغيره متادرش تفرق بين العسل والطين )
قدرت الساحره تاكلها تفاحه مسمومه .....ومن اول قطمه وقعت على الارض...ولما وصل الحطاب وزوجته والاولاد شالوها وهما بيبكوا عليها فاتحركت ووقعت من زورها قطعة التفاح المسحوره ..
ولما حكت لهم الحكايه وحكوا الحكايه للقاضى قال القاضى: اللى يحب النبى المختار يجيب حطب ونار ويحرق كل كلام السحار.....
وتوته ..توته ..فرغت الحدوته حلوه ولا ملتوته
اللى يقول حلوه عليه غنوه....واللى يقول ملتوته عليه حدوته
تيته عطيات

السبت، 24 مايو 2014

رحلة الاقصر واسوان

حكاوى الزمن الجميل........( 65 )....رحلة الاقصر واسوان
كل الرحلات اللى رحتها كوم ورحلة الاقصر واسوان كوم تانى
كانت رحله قمه فى الروعه والاثاره والابهارتركت بصماتها على ابناء كل هذا الجيل
فى الخمسينات كانت رحلة الاقصر واسوان رحله اجباريه ومجانيه لطلبة الثانويه العامه بالقطار من الاسكندريه حتى اسوان
قطار مخصوص لنقل الطلبه والطالبات طبعا البنات فى عربات والبنين فى عربات تانيه تحت حراسة عساكر من الشرطه
كان العسكرى يحمل بندقيه ولا يبتسم ابدا ويغلق الابواب بعد صعود الطلبه من المحطات
كان يقف القطار فى كل محطه ولا يسمح لاحد بالصعود الا الطلبه والمشرفين فقط
استغرقت الرحله ثلاثة ايام فى الطريق قضيناها فى عربات القطار درجه تالته والكراسى خشب و مع ذلك لم نشعر بمرور الوقت كانت البنات بتغنى وتضحك وتقدم بعض الالعاب المسليه
كنا نغلق النوافذ فى كل محطه حتى لايدخل علينا منها احد وفى احد المحطات كان فيه قطار محمل بالقصب الاحمر اخذت البنات تغنى ( خد الجميل يا قصب سكر ) الصبيان قفذوا من النافذه واحضروا لنا منه ؟!
وعند وصولنا الى اسوان كان فى انتظارنا فوج من المرشدين من ابناء البلد زرنا خزان اسوان قبل بناء السد العالى ...البلد كانت جميله جدا ونظيفه وهادئه
وعند زيارتنا لمدينة الاقصر قسمونا الى مجموعات صغيره حرصا على الاثار ومع كل مجموعه مرشد يشرح لنا ويعلمنا تاريخ الاجداد
قابلنا كتير من السياح ودائما نسال :يو اسبيك انجلش ؟ نقول : يس!! وبس ؟!
ومنفهمش ولا كلمه بعد كده واكتشفنا ان الانجلش اللى بندرسه فى المدرسه لايصلح للتواصل او الحوار
كانت رحله رائعه اكتسبنا فيها الكثير من المعلومات والفوائد والكثير من الاصدقاء
تعرفنا على احدى الزميلات من الريف كانت تحكى لنا طوال الطريق على جهاز العروسه فى الريف وتصف لنا من اول طشت الحمام وطشت الغسيل والابريق والطاسه للوضوء......الخ ..وتصف لنا ليلة الحنه والهودج الذى تزف عليه العروس
قضينا اجمل الاوقات ولم نشعر بمرور الوقت حتى دق جرس المحطه يعلن سلامة الوصول والى لقاء اخر انشاء الله
فى حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات

الثلاثاء، 20 مايو 2014

( المجرن )

حكاوى الزمن الجميل......64.........( المجرن )....
من اجمل الحكاوى حكاياتى فى الخرطوم وام درمان...
حديقة المجرن بالخرطوم سنة1967 كانت المكان المفضل لى... وكان ياتى اليها السياح من كل بلاد العالم...بصراحه كانت قمه فى الشاعريه والرومانسيه كفايه انك كل يوم تشاهد النيل الازرق وهو يعانق النيل الابيض ويسيران فى طريق واحد بين ضفاف نهر النيل
فى هذا المكان الوحيد الذى يتقابلان فيه بعد سفر طويل النيل الازرق القادم من الحبشه بلونه الرمادى
والنيل الابيض القادم من الجنوب بلونه الوردى كنت بسهوله تفرق بين النيليين
حتى انواع الاسماك كانت تختلف بينهما ؟!
قالوا ان سمك النيل الازرق اطعم ومع انى من عشاق السمك لم اكن اجد فرق بينهما
الكل يعد ويحمر بنفس الطريقه ...كنت اشاهد السماك يجلس غى شاطىء النيل ينظف السمك ويقطعه ويغسله بماء النيل طبعا ويرسله الى مكان القلى
فى الزمن الجميل لم يكن السمك وجبة غداء كان يقدم الى جانب الافطارمحمر ومقرمش بدل الشبسى بمرور الايام اضفت لهم طريقه جديده الشوى على الفحم بالطريقه الافرنجيه
كا اللحوم هى المكون الاساسى لكل الوجبات.. الكبده الى جانب طبق الفول مع الافطار.. واللحم الضانى المحمر الى جانب الكفته والمحشى بالعصاج حتى طبق الخضار فيه كمية لحوم احيانا بتكون اكتر من الخضار نفسه
كان زميلى فى المدرسه خريج الفنون الجميله مدرس الرسم وشيخا ايضا كان رجل طيب كنت اوصسه ببعض الاشياء يقولها فى دروسه فى الراديو والتلفزون
من بينها ما كنت اراه من صور التبذير فكان يقول( تخوشنوا فان النعمه لاتدوم )
من اغرب الحكاوى انه فى احد البلاد لاحظت كل يوم ظاهره غريبه فى نفس الميعاد السابعه مساء تجمع الامهات اولادها من الطرقات وكل الناس تسرع الى بيوتها ويظل الطريق خالى تماما
ولما سالت قالوا دا ميعاد عربة الفسحه ؟! انا كنت فاكرها ذى الطفطف اللى فى مرسى مطروح وحبيت اشوفها بنفسى
لقيتها عربه كاروا كبيره يجرها اربع بغال وعليها اتنين غلاظ شداد ومع كل واحد كرباج سودانى من جلد وحيد القرن...مش علشان يضرب بيه البغل ؟!
دا علشان اى حد يقول ( افى ) او يضع يده على انفه قرفان من الرائحه
لم يكن هناك صرف صحى وكانت الجرادل هى البديل ينقلها عمال الصحه كل يوم ويوضع بدلها جرادل نظيفه
كلمة الفسحه معروفه هناك مثل كلمة بيت الراحه ...وبيت الادب..والمستراح...
والادبخانه
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من:
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الجمعة، 9 مايو 2014

اسمى فين

حكاوى الزمن الجميل......(63)..... اسمى فين
عندما كنت فى الثانويه العامه كانت اختى فى الاعداديه..وايامها كان الاستاذ
انيس منصور بيكتب عن تحضير الارواح
كان نفسنا نتعلم الحكايه دى بس كنا خايفين حد من الوالدين يقفشنا وخصوصا الوالده رحمها الله ..كنا دائما تحت مراقبتها .. فى المساء تاتى الى حجرة نومنا وتتاكد من وجودنا فى الفراش ومع الفجر تكون عندنا للصلاه وحتى اوقات المذاكره لاتغادر حجرة الاستذكار
وفى يوم من الايام وكنا فى شهر مضان والوقت فبل السحور والبيت كله كان نائم ...
اتسحبنا على اطراف اصابعنا وقلنا لبعض دى فرصه لن تعوض لتحضير الارواح ؟!
كتبنا الحروف الهجائه على ورق وخلينا كل حرف لوحده ...وكتبنا كلمة السلام عليكم فى ورقه منفصله وتجمعنا حولهم واتفقنا اننا نحضر روح المرحوم بيرم التونسى مش عارفه ليه ..وقلبنا فنجان قهوه فاضى ووضعناه فى الوسط ..وقلنا فى نفس واحد : اذا حضرت الروح تدخل على السلام يعنى على الورقه اللى مكتوب عليا السلام عليكم
طبعا امى هى اللى صحت من النوم وهزقتنا وحرمنا نفكر فى الحاجه دى تانى
ومرت الايام...وانا فى الكليه ذهبت مع اختى لزيارة احدى الصديقات المغربيات وبعد قضاء وقت جميل تعرفنا فيه على عاداتهم وتقاليدهم وقبل ان ننصرف ارادت احدى قريباتها ان تكرمنا بقراءة الفنجان
نظرت فى فنجانى والخوف بعينيها قالت : انى مكتوبه على جناح طائر
قلت لها : يعنى ايه ؟!
قالت : يعنى كل الطائر ميسافر بلد انا حتسافرى وراه واذا مات فى بلد تبقى هيا دى البلد اللى حتموتى فيها ايضا
قلت لها : انا الحمد لله مليش اعداء واحنا ناس مؤمنين نؤمن بالقضاء والقدر ....والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين
انا فعلا سافرت كتير وزرت معظم بلاد وادى النيل وده من حبى للرحلات والجواله وليس لشىء اخر واحيانا كنت اتذكر هذا الكلام وانظر الى الطيور المهاجره واسال نفسى .....ياترى اسمى فين ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ما ما عطيات )

الأحد، 4 مايو 2014

فدادين خمسه

حكاوى الزمن الجميل.......( 62 )......فدادين خمسه
وانا صغيره كنت باسمع شاديه فى الراديو بتقول : سبع سواقى كانت بتنعى ..على اللى نابها من المظالم ..قضت حياتها تدور وتدعى ...الله اكبر عليك يا ظالم
كنت اتنهد واسرح واقول ياترى ايه اللى حصل للسواقى
مرت الايام وفى سنة 1962كان عندنا معسكر اعداد القاده فى الفيوم وشوفت بعينى السبع سواقى وسمعت صوتهم الحزين؟
كانت الفيوم هى اجمل بلد من 16 بلد اللى زرتها فى مصر ...ومازالت صورتها الجميله مرسومه فى خيالى حتى اليوم ...قالوا لنا ان مدرجاتها الخضراء اجمل من المدرجات بسويسرا.
ولم انسى الهدوء النفسى الذى كنت اشعر به وانا جالسه على شاطىء بحيرة قارون
كان المعسكر فى ( عين السليين ) يضم معلمات التربيه الرياضيه والموجهات كنا نعتبر الموجهه اخت كبيره لنا او ام ونكن لها كل التقدير والاحترام وتعلمنا منهم الكثير من المعانى والقيم ولم تكن حصص التربيه الرياضيه بالنسبه لنا مجرد ملا فراغ الجدول المدرس بل كنا نطبق علم النفس اللى درسناه
الله يرحمه الدكتور عبد العزيز القوصى لم احزن فى حياتى على كتاب فقدته الا كتاب علم النفس التربوى
لم يكن الاهتمام بتدريبنا فى المعسكر على تنمية المهارات عند الطالبات فقط ولكن ايضا بتكوين القدوه الصالحه والاهتمام بسلوكنا فى كل الاحوال حتى فى اداب الطعام
فى احد الايام اتفاجئنا بمشاركة الموجهات لنا على نقس مائدة الغداء ...وكان سمك ..وكانت الدرجات على الاطباق بعد الانتهاء من الطعام ..طبعا اعلى درجه على اللى لم تترك فتفوته فى الطبف وطريقة استخدام الشوكه والسكين...
واخر ليله لنا كان امتحان فى : ماذا تقدمى فى حفلات السمر ؟!
كنت اصغر الموجودات ...فغشيت من بعض الزميلات خطوات ( فدادين خمسه...خمس فدادين) لفرقة رضا
طبعا حصلت على نص الدرجه علشان كنت مكسوفه من الموجهات وعلى طول باصه فى الارض
ومن اجمل الزكريات اننا اشتركنا فى رسم النوافذ الزجاج....ياترى الرسم لسه باقى ؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )