الأربعاء، 30 مارس 2016

لماذا لايفرقون بين الطيبه والعبط

يوم ...يعد يوم.....( 31 ) ... لماذا لا يفرقون بين الطيبه والعبط
سنة 60 ماتت امى رحمها الله و وراحت من الدنيا كل الحب و المعانى الجميله
تركت لى ميراث رائع من القيم والمبادىء والمثل العليا
ربيت بها اولادى وعلمتهم مهما تعصف بهم الحياه لايتخلوا عن الاخلاق والقيم وعلمتهم ان لايعاملوا الناس باخلاقهم ولكن باخلاقهم هم
لم اكن اعلم ان الزمن سيتغير والاخلاق ستتبدل بالغش والنفاق وتصبح الفهلوه هى سمة العصر
اعترف الان انى ندمت على ادبهم اللى مخلى بعض الاشخاص لا يفرق بين الطيبه والاستعباط
عندما ماتت امى كان اخى الصغير عمره 5 سنوات فكان يتفق مع باقى الاخوات على ان يجعلنى ابكى فكان يجلس على حجرى ويضع يده على خدى وينظر الى السماء ويقول : ماما فين يا ابله عطا ؟!
كنت ابكى على الفور وبينما يضحك الباقين من المقلب
طول عمرى كنت اعانى ممن ياخدوا اشيائى بحد الحياء حتى الشغالات كانت تطلب ملابسى ولا اقول لا
كانت لى جاره تطلب نفس الحاجه عدة مرات الاول تقول : اعطينى مخده ؟ ..وبعد فتره تقول حاطلب منك طلب ومتقوليش لا ...( اعطينى مخده ) وصل بى الحال الى الشقه التى استاجرتها لقضاء الاجازه عند حضورنا من السودان ظلت 10 سنوات تتنقل بين الاقارب والاصدقاء
طبعا بحد الحياء
ياترى ايه الفرق بين الطيبه والعبط؟!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع يومياتى : ماما عطيات

الأحد، 13 مارس 2016

ماء بارد

حكاوى الزمن الجميل........( 55 )..............ماء بارد
سنه 1969 كنت مقيمه بالسودان واصابنى الحنين للوطن فقررت الحضور فى الاجازه الصيفيه
لا يشعر بهذا الحنين الا من تغرب عن وطنه مهما كانت وظيفته او مكانته.....
كنت اعمل فى احد المدارس الثانويه للبنات فى احد البلاد الصحراويه ( رغم قربها من النيل ) كانت الصحراء حولى فى كل مكان اصابتنى بالرتابه والملل وحتى اتخلص من ذلك وضعت على النوافذ ستائر خضراء
فى هذه البلده الهادئه هبطت طائره هبوط اضطرارى على سور المدرسه واتغرزت فى الرمال ولم يصاب احد بسوء
فى الزمن الجميل كانت مهنة التدريس مقدره من الجميع....كانت الوزاره تصرف للمعلمه تذكرتين بالطائره واحده لها وواحده للمرافقه اى ست كبيره تكون من الاسره
وينتظرها وفد من المدرسه بعد ان يكون قد اعدوا لها مكان المبيت والعشاء بالداخليه
فى الحقيقه كنت اقابل بكل الترحاب والكرم ولم ينقصنى شيئا غير الماء .....؟! لم تكن هناك تلاجه....
كانت المياه من الابار الارتوازيه توضع فى زير نظيف ولكن الماء مالح... وكانت تتراكم الاملاح على السطح الخارجى للزير وكنت اتخلص منها بواسطة ( الشقفه ) قطعة زير مكسور
مرت ايام قليله ثم اصابنى العطش وتمنيت ان اشرب من النيل
اشترت لى احدى صديقاتى ماء يباع فى القربه المصنوعه من جلد الماعز والمدهونه بالقطران ....الماء بارد ولكن رائحة القطران تغلب عليه
قلت مفيش فايده اروح بنفسى اشرب من النيل وتعلمت طريقه جديده لاحضار الماء اخدت معى كوب ومنديل نظيف وضعت المنديل على الكوب واخذت الماء من الاعماق وليس من على السطح
وبعد كل هذه المعاناه مع المياه تعودت عليها حتى انتهت السنه بسلام وسافرت لقضاء الاجازه مع اسرتى فى الاسكندريه
ولا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتى بوجودى بين اخوتى....
وفى يوم من الايام قرات فى الجرنال دعاء بمعنى : اللهم اجعل حبى لك مثل الماء البارد. الحقيقه كنت اشعر فى نفسى ان حبى لله اعظم من ان يقاس باى شىء ثم استغرقت فى النوم فاصابتنى شرقه قويه جاء اخى الصغير بكل لهفه وبكل خوف وبكل حب واحضر لى كوب ماء بارد........لم انسى هذه اللحظه طوال حياتى وتعلمت منها معنى الحب الحقيقى وارتباطه بالماء البارد
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الاثنين، 7 مارس 2016

الامير طماطم

حكاوى الزمن الجميل ..... (12).... الامير طماطم
عندما بنى ( طلعت حرب ) شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار زودها بكل اسباب الراحه والرفاهيه..حمام عمومى- مطعم عمومى- سينما صيفى
نادى لكل الالعاب الرياضيه-
-تعاونيات لبيع كافة المستلزمات واذكر ان القماش كان يباع بالكيلو بدل المتر
وكان للاطفال اهميه خاصه حدائق عامره بكل الازهار- وومراجيح على احسن طراز وكانت لنا مدرسه فى سن الحضانه لم يكن اسمها حضانه ولا روضه ولا كتاب كان اسمها( مدرسة الاستاذ سلطان )....... اى حد عاش فى نفس الزمن اللى عشت فيه
يعرف ان هذا الانسان كان يحمل اخلاق الفرسان
كان الناظر والمعلم فى نفس الوقت...لم يكن فيه كتب ولا كراسات ولا اقلام فى الحضانه كنا نتعلم عن طريق المقارنه مثلا ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري الدجاجه تبيض- الديك لايبيض )
علمنا الاستئذان قبل الكلام وان نحبس لسانا وراء قضبان من الاسنان----علمنا الرفق بالحيوان وعلمنا التواضع حكى لنا جكاية ( الامير طماطم ) اذاى كان فيه بنت متكبره تقدم لها شاب وجهه احمر سخرت منه وسمته الامير طماطم--- الى اخر القصه
مره اخدنا رحله لمعرض فى القاهره وقالت لى امى اوعى تسيبى ايد الاستاذ ..ففضلت متبته فى ايده طول الرحله وكل متقع الشرائط من ضفائرى كان يعيدها الى
وفى المعرض كانت مراجيح من بينها واحدها طلع عليها وبمجرد ما ارتفعت به الى اعلى خوفنا عليه وفضلنا نبكى ونصرخ لغاية ما اوقفوا المرجيحه واعادوه لنا
الله يرحمك يا استاذ سلطان...
علمتنا التواضع فى الزمن الجميل ولم تكن تعلم اننا سنعيش فى زمن الاستهبال ) )
حضرت لى احدى النساء لغسيل السجاده قالت لى : ما تديهانى ياست.. وقبل ان انطق كانت قد حملتها على راسها وجرت وفى رجلها حذائى الجديد
والى لقاء اخر ان شاء الله
مع حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل ( ىماما عطيات )