الأحد، 22 مارس 2015

هوا بيقولك

هو بيقولك
حكاوى الزمن الجميل.......31............(هو بيقول لك )
سنة 58 تقريبا تم تجهيز حمام للسباحه فى المهد العالى للتربيه الرياضيه وكان تانى حمام سباحه بالاسكندريه....وكان على ايامنا الحمام مكشوف..وحصص السباحه فى عز البرد وتحت المطر فى طوبه وامشير
استعانت الاداره بمدرب سباحه من المجر كانت على ايامنا معظم المدربات من الروس...وكل منهم يستعين بمترجم .....
كله كوم ومترجم السباحه كوم .....كان بطيىء جدا وكل فقره يقوللنا ( هوا بيقولك ) يعنى المدرب بيقول....لم نكن فهم منه شىء وخصوصا مع بروده الماء والهواء ؟!
وفى يوم من الايام قال لنا ( هو بيقولك فتح عينك وانت ماشى احس تتصدم فى شجره )
عرفنا على طول انه مترجم فقط .....وليس سباح ؟ّ
فى الزمن الجميل كانت الحشمه فى كل شىء حتى فى مايوهات السباحه...( ممنوع اى لون غير الاسود ).....وغطاء الراس ابيض ( البونيه )
انتهت السنه الدراسيه ولم نتعلم الكثير....وجاء يوم الامتحان العملى :
عندما جاء عليا الدور وسمعت الصفاره قفزت الى الماء بكل شجاعه....وتصورت اننى قمت باحسن قفزه ......وجدتنى امشى على اربع على بلاط الحمام وانا كاتمه نفسى طبعا...
وعندما خرجت من الماء قمت بالتحيه بمنتى الرشاقه ولا احسن سباحه .....وفوجئت بمعلمتى تصرخ وتقول :اطلعى...اطلعى....نجحتى....نجحتى....) ولم اقدم باقى انواع القفز الذى لااعرفها طبعا كانوا خايفين عليا وافتكروا انى غرقت وخصوصا لما لقو ا البونيه ممزق على سطح الميه.....ولم يهمهم الامتحان مثل اهتمامهم بسلامتى
كانت الرحمه ....والعطف ....والمحبه تملا كل القلوب......
ومرت الايام واستلمت العمل بالمدرسه الاعداديه بالاسماعيليه وطلبت منى الاداره تكوين فريق للسباحه....اقول لكم الحق انا كنت خايفه فى الاول لغاية لما شوفت صغيراتى بتعوم وعلمت انهم من اسر رياضيه تشجعهم على الرياضه...
كنت اجلس على شاطىء بحيرة التمساح واحسب لهم الزمن واعد لهم مرات الذهاب والعوده .....وكنت اقسوا عليهم احيانا فى التدريب حتى تكونت عندهم قوة التحمل ..وا لصبر...والمثابره حتى حصلنا على مراكز مميزه فى مسابقة الجمهوريه.....وعلمت بعد سنوان ان تلميذتى ( ساميه مندور ) حاولت تحقق حلمى وحلمها بتعدية المانش
فى ايام الدراسه فى الزمن الجميل كانت التلميذات تتقبل النصائح وتعتبر المعلمه اخت كبيره لهم
والى لقاء اخر ان شاء الله فى :
حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

الاثنين، 16 مارس 2015

عمرة البر

حكاوى الزمن الجميل....( 89 ).....عمرة البر
حكايه غير كل الحكايات ...ورحله غير كل الرحﻻت
من حوالى 16 سنه قررت الذهاب بالبر حتى اكون مع ابنتى وحفيدتى
ورغم انى كنت فى شبابى قائدة جواله ومنظمه لرحﻻت المدرسه اﻻ انى هذه المره كان شغلى الشاغل هو ان اكون مع حفيدتى 6شهور
لم استعد جيدا هذه المره واعمل خريطه لخط سير الرحله والوقفات المعروفه ودراسة السلبيات واﻻيجابيات
وكل معلوماتى كانت من مصدر واحد بالغ فى وصف الرحله بالراحه والمتعه؟!
كان السفر بالبر مريح لخفيفات الوزن وسريعات الحركه ومن ليس لديهم مشكله فى طلوع السﻻلم والنزول وخصوصا عند اﻻستراحات فى الطريق
كانت تتسابق النساء فى النزول وكنت اجد نفسى اخر واحده تنزل من العربه وعلى ما ابحث عن الحمام او اﻻستراحه فين يكون فات الميعاد
لم يكن اﻻوتوبيس سياحى فاخر كان عادى وبﻻ تكييف اتحركنا من اﻻسكندريه فى اتوبيسين وبعد مسافه طويله اكتشفنا غياب اﻻخر
انزولونا فى استراحه على الطريق وعاد اﻻوتوبيس يبحت عن اخيه
كان الرجال يحتلون المقاعد اﻻماميه والنساء فى الخلف ووجدت نفسى فى المنتصف ( امام الحمام )
وبسبب المجامﻻت تواجد عدد كبير من اﻻطفال ليس لهم مقاعد قضوا الوقت فى الذهاب والعوده فى اللمر بين الكراسى وفى اللعب فى الحمام
كنت كلما اردت النوم استيقظ على صوت احدى النساء من المقعد الخلفى : يا بو فﻻن بنتك جايه لك...قعدها معاك شويه
ومره اخرى اقوم من النوم مفزوعه على صوت احد الرجال : يا ام فﻻن خدى ابنك اناعايز انام
بعد معاناه وصلنا ميناء نويبع كانت هناك رحله قادمه من احد القرى جلسوا على اﻻرض فى شكل دائره واحد الرجال امامه وابور جاز ويقدم الشاى للجميع ويتسامرون ويضحكون ...بصراحه انا اتمنيت لو اجلس معهم امام الوابور
فى نويبع قابلنا ضابط الجوازات المصريه بابتسامه ودوده وداعب حفيدتى ببعض الكلمات
وعلى بعد خطوات كانت الجوازات اﻻردنيه داخل العباره قبل وصولنا الى ميناء العقبه اﻻردنى
تحركنا بالعربات وعبرنا اﻻراضى اﻻردنيه الى اﻻراضى السعوديه
عند وصولنا مدينة تبوك استقبلنا اﻻهالى استقبال حافل وكنا فى رمضان ساعة اﻻفطار كان كل شىء جاهز ومعد والصوانى مرصوص عليها اﻻرز والدجاج ( الكبسه ) ركميات كبيره
وﻻنى وصلت اخر واحده قالوا لى : كان يوجد هنا دجاج
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الجمعة، 13 مارس 2015

هو بيقولك

حكاوى الزمن الجميل.......31............(هو بيقول لك )
سنة 58 تقريبا تم تجهيز حمام للسباحه فى المهد العالى للتربيه الرياضيه وكان تانى حمام سباحه بالاسكندريه....وكان على ايامنا الحمام مكشوف..وحصص السباحه فى عز البرد وتحت المطر فى طوبه وامشير
استعانت الاداره بمدرب سباحه من المجر كانت على ايامنا معظم المدربات من الروس...وكل منهم يستعين بمترجم .....
كله كوم ومترجم السباحه كوم .....كان بطيىء جدا وكل فقره يقوللنا ( هوا بيقولك ) يعنى المدرب بيقول....لم نكن فهم منه شىء وخصوصا مع بروده الماء والهواء ؟!
وفى يوم من الايام قال لنا ( هو بيقولك فتح عينك وانت ماشى احس تتصدم فى شجره )
عرفنا على طول انه مترجم فقط .....وليس سباح ؟ّ
فى الزمن الجميل كانت الحشمه فى كل شىء حتى فى مايوهات السباحه...( ممنوع اى لون غير الاسود ).....وغطاء الراس ابيض ( البونيه )
انتهت السنه الدراسيه ولم نتعلم الكثير....وجاء يوم الامتحان العملى :
عندما جاء عليا الدور وسمعت الصفاره قفزت الى الماء بكل شجاعه....وتصورت اننى قمت باحسن قفزه ......وجدتنى امشى على اربع على بلاط الحمام وانا كاتمه نفسى طبعا...
وعندما خرجت من الماء قمت بالتحيه بمنتى الرشاقه ولا احسن سباحه .....وفوجئت بمعلمتى تصرخ وتقول :اطلعى...اطلعى....نجحتى....نجحتى....) ولم اقدم باقى انواع القفز الذى لااعرفها طبعا كانوا خايفين عليا وافتكروا انى غرقت وخصوصا لما لقو ا  البونيه ممزق على سطح الميه.....ولم يهمهم الامتحان مثل اهتمامهم بسلامتى
كانت الرحمه ....والعطف ....والمحبه تملا كل القلوب......
ومرت الايام واستلمت العمل بالمدرسه الاعداديه بالاسماعيليه وطلبت منى الاداره تكوين فريق للسباحه....اقول لكم الحق انا كنت خايفه فى الاول لغاية لما شوفت صغيراتى بتعوم وعلمت انهم من اسر رياضيه تشجعهم على الرياضه...
كنت اجلس على شاطىء بحيرة التمساح واحسب لهم الزمن واعد لهم مرات الذهاب والعوده .....وكنت اقسوا عليهم احيانا فى التدريب حتى تكونت عندهم قوة التحمل ..وا لصبر...والمثابره حتى حصلنا على مراكز مميزه فى مسابقة الجمهوريه.....وعلمت بعد سنوان ان تلميذتى ( ساميه مندور ) حاولت تحقق حلمى وحلمها بتعدية المانش
فى ايام الدراسه فى الزمن الجميل كانت التلميذات تتقبل النصائح وتعتبر المعلمه اخت كبيره لهم
والى لقاء اخر ان شاء الله فى :
حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

السبت، 7 مارس 2015

خشم القربه

حكاوى الزمن الجميل.......( 87 ).........خشم القربه
خشم يعنى فم باللهجه السودانيه وقربه يعنى وعاء يصنع من جلد الماعز ويحمل عليه الماء فى االسفر
قالوا ان النهر وانحنائاته تعطى شكلا اشبه بشكل فم القربه
كان لزوجى رحمه الله ابنه جميله طيبه وحنونه ( سودانيه ) وكانت تحبنى وتحب اخواتها جميعا لا تفرق بين اخواتها من الام المصريه او السودانيه
كنت احبها جدا وقضينا معا على المقوله التى تقول : مرات الاب خدها يارب
مرت الايام وكبرت والتحقت بالمدرسه الثانويه فى خشم القربه واقامت عند خالتها
وعندما اخذنا اجازة نص السنه اخذت معى ابنتى الصغرى وذهبنا اليها
خشم القربه تبعد عن الخركوم 560 كيلوا وسميت حلفا الجديده
انشئت حلفا الجديده عام 1964 لتوطين النوبيين الذين تضرروا من بناء السد العالى
قضيت معهم بعض الوقت وشاهدت الفتره الحاسمه فى حياتهم
البلد جميله جدا وامطارها غزيره وارضها زراعيه خصبه
كانت لنا فسحه يوميه الذهاب الى النهر وكان لهم يوم معين كل سنه عند تنظيف السد ( سد خشم القربه ) عندما يمتلىء بكميات كبيره من الطمى وقطع الخشب
فكان عند فتح ابواب الخزان تظهر كميه كبيره من الاسماك يتجمهر السكان من الصباح الباكر على الضفتين لصيد ها بدون شباك او صنارات
ويسمى هذا اليوم ( دق السمك )
من الاشياء الغريبه التى شاهدتها لاول مره ( القنفد ) كان يتمشى بين البيوت واذا شعر باحد اخرج اشواك كثيره ويسمى ( ابو الشوك )
قضينا ايام جميله جدا مع صحبه طيبه انستى الكثير من المتاعب وخصوصا تعب السفر
كانت الوسيله الوحيده هى عربات من الحديد الكراسى كانت مؤلمه واستغرقت الرحله 7 ساعات فى طريق ضيق تتعرض فيه العربه للاعطال عدة مرات
الان اصبح هناك طريق سريع ..وقطار ..ومطار حلفا الجديده
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الرحله الى الشمال


حكاوى الزمن الجميل......( 88 ).. الرحله الى الشمال
الرحله الى الشمال او العوده الى الوطن سنة 1967 اثناء تواجدى بالسودان وصلنى نبا استشهاد عدد من اقاربى المقربون وكان علينا العوده للوطن لتقديم واجب العزاء
كان الطيران ممنوع وكان علينا السفر بالطريق البرى وقتها كان فقط قطار حلفا القديمه يمشى فى اتجاه واحد يدهب ثم يعود على نفس القضبان
لم يكن القطار مزدحم ولفت نظرى اتناء توقف القطار فى بعض محطات القرى الصغيره ان البيوت بعيده جدا عن المحطه وكنت اسال نفسى الناس هنا عايشه ازاى
وفى كل محطه كنت اجد اطفال فى نفس العمر يبيعون لنا القهوه والشاى وكنت دائما احمل مع ترمس للشاى وليمون لﻻسعافات وكتاب للتسليه حتى ﻻ اشعر برتابة الوقت
ﻻحطت نداء اﻻطفال فى بعض اﻻماكن التى ﻻيقف عندها القطار frown رمز تعبيري جرايد...جرايد اوعيش او كراسات ) كنت اتخيل انهم بيقولو بدل كراسات ( كرواسون ) وكانت الناس معتاده على ذلك فتلقى اليهم بواقى العيش ولجرائد
عند وصولنا الى ميناء حلفا وفى انتظار تاشيرة الجمارك ﻻحظت وجود معنا فريق كرة القدم المنتخب عائد من مباره له فى (نيروبى )وﻻن مفيش طيران كان عليه العوده الى مصر بالطريق البرى عن طريق السودان
كان غفر السواحل لهم زى حاص ويركبون الجمال ويضعون عدد من الريش فوق غطاء الراس
قضينا فى الباخره ( الرفاص ) 3 ايام قبل ان تغرق كل اثار النوبه
شاهدت بنفسى الجامع الكبير وهو يغرق كامل لم تسقط منه طوبه واحده وكانت الماذنه عاليه فى وسط البحيره
وفى اسوان كان علينا ان نتحرك فى عربات خاصه تنقلنا الى محطة قطار اسوان كانت العربات تسير فى طريق ضيق وسط الجبال وكنت اعجب جدا كيف استطاع اوﻻد بلدى شق الجبال بهذه الدقه والمهاره
عندما ركبنا قطار اسوان الفاخر نسينا كل متاعب الرحله واردت المطالعه فى كتابى العزيز ( كليله ودمنه ) الطبعه اﻻصليه سنة 1924
كنت قد نسيت ان احد اﻻعبين قد استعاره منى ولم يرجعه وكنت ايضا ﻻاعرف اسمه وﻻ اعرف ان كان اهﻻوى او زملكاوى
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل
ماما عطيات