الخميس، 31 يوليو 2014

للرجال فقط

حكاوى الزمن الجميل.....(18) ........ للرجال فقط
هزنى الشوق الى بيت الله الحرام منذ سنوات بعيده.. جهزت نفسى وحملت معى الزاد والزواد وتوجهت الى بابه الكريم
عندما دخلت الحرم الشريف كان قد مر على زيارتى الاولى له حواى 30 سنه وجدت كل شىء قدتغير الصور الخارجى اصبح بالسراميك .. والمسجد بالرخام الفاخر .. ولم يعد فى صحن الكعبه الظلت ولا الحصى ....ولا الاكفان زى زمان ..كان كبار السن يحضرون معهم اكفانهم ويغسلوها بماء زمزم ويفردها على الارض لتجف تحن الشمس......الشوق الى بيت الله الحرام ليس كمثل اى شوق
.. لا يستطيع الانسان مقاومته مهما كانت المعوقات.... فى الزمن الجميل مكنش فيه زحام وكان لسه عندى بقيه من الشباب.. اذكر اننى فى يوم من الايام وقفت مع الرجال فى مكان الملتزم وكنت البس ملابس بيضاء.. ورفعت زراعى لاعلى ووقفت على اطراف اصابعى وحضنت الكعبه... وفجاه وجدت احد الشيوخ يضحك بصوت عالى وسحبنى بعصاته وافهمنى بوجه الباسم ان هذا المكان للرجال فقط...كان هذا فى الزمن الجميل طبعا....؟!
مرت اعوم وراء اعوم وذهب الشباب ولم يذهب الشوق والحنين لبيت الله العتيق...ذهبت هذه المره على كرسى متحرك... وبمجرد وصولنا وضعنى ابنى فى مكان ظاهر بين الجالسين على الكراسى المتحركه الى ان ينتهى من طوافه ويتفرغ لى.... وبينما كنت انظر الى الكعبه وترفرف روحى بعيدا عن الزمان والمكان... اذ باحد ( رجال الامربالمعروف ) يصرخ فيا :( ياحرمه لا تجلسين مع الرجال ؟! ) انا اتفزعت وقلت له فين الحرمه ؟ وفين الرجال ؟....ثار اكتر وقال : لا تجادلين الرجال !!!!

لم اشعر فى حياتى بحرج مثل هذا اليوم وعندما حضر ابنى ليحركنى بالكرسى المتحرك وجدنى ابكى فقال له امى حجت قبل انا وانت مانتولد وفكرنى بايام الشباب... وباجمل عمره فى حياتى. كنت احب الجلوس فى فناء الكعبه ولم يكن فيه مثل هذا الزحام ...مره عدى من جنبى حامل البخور وكنا فى صلاة التهجد بعد منتصف الليل .. كانت رائحه البخور جميله جدا فاخذت نفس عميق وتنهدت.. وكان الى جوارى سيده كشرت وغطت وجهها وجنبها سيده اخرى غمزتنى وقالت متكلميش مع حد غريب اصل الجن بيطوفوا ويعملوا عمره زينا...سالت جارتى المكشره عن اسمها ؟ قالت بشخط : ( لظى )

طبعا لظى من اسماء النار اخدت شبشبى فى ايدى وطلعت اجرى....
بعد صلاة الفجر طلعت الى الدور العلوى قالت لى ام صديقتى رحمها الله :تعالى حفرجك حاجه غريبه : نظرت من فوق على اسراب الحمام وهى تذهب الى الكعبه وتعود ولها صوت جميل ..قالت لى عارفه ايه ده ؟ ده الجن بيطوف على شكل حمام
وده صوته وهو بيلبى....المره دى سبت الشبشب وطلعت اجرى ......؟!
والى لقاء اخر انشاء الله مع :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الجمعة، 25 يوليو 2014

يا رايحين للنبى الغالى


حكاوى الزمن الجميل........( 5 )........يارايحين للنبى الغالى ......
اجمل الحكاوى هى التى يحملها الحاج معه بعد عودته من الاراضى المقدسه
ذهبت لاداء فريضة الحج عام 1970كانت الدنيا لسه بخير... سافرت بالطياره وقضيت 21 يوم فى الحج وعند عودتى اشتريت هدايا لكل اقاربى وجيرانى ن الجميل)........(5)........ يارايحين للنبى الغالى حتى جامع سيدى بشر لم انساه واشتريت له قماشه قطيفه خضراء وكل ده كلفنى 200جنيه  فقط على الرغم بانى ضاعت منى تحويشة العمر فى اول لحظه وصلت فيها مطار جده وكنت قد اخفيت النقود داخل المصحف   وفى اعتقادى انه مش ممكن جد حيسرق  مصحف

وصل  الخبر الى اقارب زوجى فى الطائف فما كان منهم الا  الا الاسراع فى البحث عنها  والاستعانه بكل ابناء العائله  العاملون بجده
عثرت على حقيبتى بس بدون المصحف والنقود ... لم تكن المصاحف متواجده فى الحرم بهذه الكثره واذكر اننى اشتريت عدد من المصاحف واوقفتها لروح امى رحمها الله.. ولم يكن ماء زمزم بهذه الكثره كنا نشترى ماء زمزم للشرب داخل الحرم...
كان يمر علينا السقا ومعه قله كبيره ويبيع لنا الماء فى ا طباق صغيره من النحاس
كنا نشترى ماء الشرب وكان بيتباع فى زجاجات ويسمى (ثلاجه)
فى يوم من الايام وانا فى طريقى الى السكن شاهدت بعينى ( الملك فيصل  رحمه الله كنت قريبه جدا من سيارته ولم يرفع نظره الينا رحمه الله كان قمه فى التواضع خرج من الحرم دون زفه ولا هتاف ولا تكبر
لم يكن هناك زحام فى المناسك وكانت ايام ( منى) لجمع الماء من مكان بعيد  وكانت الخيام  صغيره   وفرصه لتتعارف النساء فيها ولتناول القهوه التى احضروها معهم مخصوص لهذا اليوم كانت تسمى ( قهوة منى  بكسر الميم )
ا
كان الماء هو اغلى شىء اذكر انه اصابتى الحمى وشعرت بعطش شديد جدا وانا فى طريقى لرمى الجمار واردت ان امد يدى على احد الاباريق المعده للوضوء وكان يحرسهااحد الزنوج زمجر وارعد ( ورعبنى ) ولم يفهم ما اقول... كنت بقوله (من فضلك بق ميه ) )
ايام الحج كانت جميله... والسعاده التى يشعر بها الحاج بعد تادية المناسك لا تعادلهاسعاده
كنت غريبه وسط غرباء...كنا نتبادل السبح  بالوانها  الرائعه  للتعارف وللذكرى.. وكانت الابتسامه هى اللغه الوحيده المشتركه بيننا.... وكان السلام عليكم هو سلامنا
 والى لقاء اخر ان شاء الله  مع حكايه جديده من حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

الخميس، 17 يوليو 2014

ظالم او عالم

حكاوى الزمن الجميل........( 69 ) .......ظالم او عالم
بينما كانت ابنتى ساره تعد لى القهوه الدنيا مطرت وكنا فى الصيف ومش ميعاد مطر لقيتها تركت القهوه على النار وجرت على بيتها علشان تلم الغسيل
فكرتنى بحكايه حصلت سنة 1972 وكان المطر سبب لنجاة بعض الزميلات ؟!
برغم الحرب اللى كانت دائره بين الجذء الشمالى والجنوبى فى السودان والتى سميت بتمرد ( انانيا ) واستمرت حوالى 16 سنه وراح ضحيتها نصف مليون تقريبا الا ان وزارة التعليم لم تتوقف عن انشاء المدارس وارسال المعلمين
وفى يوم من الايام استيقظ الجميع على صوت المتمردين محاصرين المدرسه من كل ناحيه وممنوع الخروج او دخول اى احد عليهم ...وفضلوا على الحاله دى مده من الزمن كانوا بيتقاسموا فيها اللقمه وعايشين على حبات الفاصوليا المسلوقه فى الماء
وفى اليوم الموعود وضع المتمردون كميه كبيره من القش بارتفاع السور من كل ناحيه ودقوا طبول الحرب استعدادا لايقاد النار والقضاء على المدرسه باللى فيها
وفجاه سمعوا صوت الرعد والدنيا مطرت بغزاره طلعوا يجروا قبل مايولعوا النار
اصل كان من عاداتهم اذا ارادوا اعدام احد والدنيا تمطر يمتنعوا ويعتبروا انهم اما ظالمين او انه رجل عالم ( دينى )
من بين العادات والتقاليد فى الجزء الجنوبى انه على الزوجه ان تقدم السمكه الى زوجها كامله ولا تفصل عنها الراس
فى يوم من الايام كنت عائده مع زوجى رحمه الله من احتفال احدى السفارات
بالخرطوم وكان الوقت ليلا فوجئت بزوجى ينزل بسرعه من العربه ويقول لى دورى وشك الناحيه التانيه ؟! ولما عاد سئلته : فى ايه ؟ قال :احد ابناء الجنوب كان ماشى عريان ؟! مع ان الرئس نميرى اصدر قرار وعقاب لمنع العرى وكمان صرف ملايه لكل مواطن جنوبى يربطها فوق احد الاكتاف حتى تستره
وكنت لاحظت فى بعض الافلام الوثائقيه عن المهرجانات الرياضيه بالجنوب ان الفتيات تؤدى التمرينات وهى عارية الصدور
مرت الايام وانتشر التعليم وفتحت الجامعات المصريه ابوابها لابناء الجنوب وحصلوا على اعلى الدرجات واعلى المناصب
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من :
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الخميس، 10 يوليو 2014

الرايه البيضاء

حكاوى الزمن الجميل.......( الرايه البيضاء ).....67
صاحب السلم العالى..والرايه البيضاء ..والحمراء وايضا السوداء
صاحب الصفاره الحاده والامر النافذ ....( الغطاس )
فى الزمن الجميل عندما كان شاطىء البحر فى الاسكندريه المتنفس الوحيد لكثير من الاسر والعائلات
كان بمجرد الحصول على اجازه سواء فى الصيف او الشتاء كان الشاطىء يتزين وتصبح عروس البحر فى اجمل زينه لاستقبال الزائرين
كنت ترى الشماسى الملونه مصفوفه بطول الشاطىء...وكانت الرمال بيضاء ناعمه والهواء نقى يشفى العليل
لون البحر كان صافى وتتراقص امواجه فرحا وطربا والموجه تجرى ورا الموجه عايزه تطولها
كانت الناس تحت الشماسى تتعارف وتتواصل وتكون بينهم الفه وصداقات تستمر طول العام وكثير من الفتيات كانت بتتخطب على الشاطىء بعد تعارف الاسرتين طبعا
اهم شخصيه كانت الغطاس المسؤل عن السلامه داخل الماء ..فكان الشاطىء مقسم الى اقسام ومحدد مسؤليه كل واحد من الغطاسين وكانت ديما عندهم تدريبات على الانقاذ طول العام وفى عز الشتاء ومع ارتفاع الموج
يسلام على الايام الحلوه اللى قضيناها على الشاطىء كان كل شىء معد على اعلى مستوى الحمامات نظيفه وبها اكتر من دش ماء حلو وحارسه لحمام النساء وحارس لحمام الرجال وججرة البوليس وحجره للصلاه وحجره للاسعاف وحجره لغسيل الفاكهه والمواعين
كانت السباحه فى البحر حسب لون الرايه الاسود : ممنوع العوم اليوم
الاحمر : الموج عالى ممنوع نزول الاطفال
اما الرايه البيضاء فهى كانت اول مانبحث عنه عند وصولنا الى الشاطىء
بل كنا ندعوا قبل خروجنا من المنزل ( يارب النهارده تكون الرايه بيضاء )
من الاشياء الطريفه انه عندما كان يمر موظف البلديه لتحصيل الضريبه
( قرشين صاغ ) عن كل شمسيه كنت اسمع حولى كل واحد يقوله ( عم عبد الهادى ) وكانها كلمة السر اتفق عليها الجميع حتى لايدفعوا( النص فرنك) وفى يوم من الايام لاحظت المحصل وهو يهمس لاحد الاشخاص ويشاور على بعض الشماسى نظرت خلفى فاذا هو جارنا ( عم عبد الهادى ) كان رجل ودود وافق على ان يكون عم الجميع وارسل لهم التذاكر على حسابه الخاص
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

السبت، 5 يوليو 2014

ضى القناديل ( تكمله )

حكاوى الزمن الجميل....ضى القناديل....تكملة ماسبق
قالوا: ( اللى يعيش يامه يشوف واللى يمشى يشوف اكتر) هذا ماحدث لى ؟!لو كنت فضلت عايشه فى بيت والدى طول عمرى ما كنتش حتعرف على كل هذه الانواع من البشر..ولكنتش عرفت معنى الحكمه اللى بتقول : اذا انت اكرمت الكريم ملكته...وان انت اكرمت اللئيم تمرد
عندما تغربت وواجهت الحياه كان عمرى 20 سنه( لانى اسرعت بالنجاح من صغرى وبتعدية سنتين فى السنه حسب نطام التعليم زمان)
وعندما وجدت نفسى مع اكتر من 20 معلمه وحكيمتين فى مكان واحد كنت اقضى معظم الاوقات فى تامل حالهم ودراسة شخصياتهم وبالاستعانه بما درسته فى علم النفس اثناء دراستى للتربيه الرياضيه
اول حاجه قلت لنفسى لوعرفت نوع الشخصيه يبقه حاعرف نوع التعامل معها
طبعا كان فيهم شخصيات مختلفه وممكن تتكرر الصفات فى اكتر من واحده
كان فيهم الشخصيه المضحكه والشخصيه السمجه
اكتر شخصيه مكنتش عارفه اتعامل معاها خالص( الشخصيه الهستيريه )كانت لاتبالى باحد لابعد الحدود..حادة المزاج
اول يوم لى ...وضعت براد صغير على وابور الجاز الخاص بى وكنت واقفه امامه ولكنى نظرت من الشباك الى السماء نظره واحده وعندما رجعت بصرى شعرت بالرعب كيف تحول البراد الى حلة ملوخيه
وكنت اصحو من احلى نومه غلى الزراغيط واغانى الافراح بدون اى مناسبه ولم اعرف لها تحليل
احدى الشخصيات كنت اخاف منها ( الشخصيه السيكوباتيه )
الكذب والاستهتار وتميل الى التشاجر مع الاخرين وتتلذذبالاذيه ..دى كنت كل مره انظف الحمام واغسل الصفيحه اللى بنسخن فيها الماء للاستحمام وصفيحتى الخاصه وبخليها زى الفل وفجاه وبدون استاذان الاقيها بتستعملها وبجد كنت ابكى وهى لاتهتم
كان السرير فى الصف التانى ورائى وكانت صاحبته مدرسة علوم ( الشخصيه الانطوائيه ) حاولت التواصل معها بدون فائده تعيش فى عالمها الخاص مشغوله بنفسها فقط
كانت لى زميله... شديدة الاعجاب بنفسها وشديدة الاحتقار للاخرين ( الشحصيه النرجيسيه ) تبالغ فى الاناقه والاهتمام بالمظهر كنت اعرف ان صداقتها قائمه على الاستغلال والانتهازيه ..ولكنها كانت احدى الزميلات؟!
وكنت اتعذب من وسوسة احداهم كانت تتاخر فى الوضوء وتشعر انها لم تتوضى.... هذا قليل من كتير من انواع الشخصيات وطباعهم وكما قالوا : ( الطبع يغلب التطبع )
والى لقاء اخر ان شاء الله( ماما عطيات )