الخميس، 26 يونيو 2014
ضى القانديل
( حكاوى الزمن الجميل ) ......(7).........ضى القناديل
ضى القناديل فى الشارع الطويل الواصل بين استاد الاسماعيليه وسكن المعلمات سنة 1962..اول تعين لى فى حياتى فى مدرسة التجاره الثانويه بالاسماعيليه
وكانت اول تجربه لى فى الاغتراب عن بيت العائله وعن اخوتى وذى ما بيقول المثل : اللى معلمتهوش الاهالى حتعلموا الايام والليالى..انا فعلا....
اتعلمت حاجات كثيره جدا من غربتى الاولى استفدت منها عند الغربه الكبرى بالسودان...اول حاجه اتعلمتها الصبر ...وكيف اقوم بكل الاعمال الخاصه بى بدون الاستعانه بشغاله او اجهزه كهربائيه.....تعلمت الصمت والاحتفاظ بهمى لنفسى.....تعلمت كيف ابتسم واخفى دموعى لانى اعلم ان الناس فيها اللى مكفيها ومحدش فاضى يشيل هم حد
علشان كده لازم الواحد يرضى بقدره مهما كان ويعلم ان الله مقدر له الخيرفى كل الاحوال ويتاكد انه مش حيصيبه الا نصيبه
فى الاول كانت الامور قاسيه.... وخصوصا الاقامه فى حجره كبيره معده للداخليه فوق سطح احد المدارس الابتدائيه..... كنا اكتر من 20 مدرسه وحكيمتين وبمرور الوقت تغير الحال وقضينا اسعد الاوقات
اول مرتب استلمته بالبكلريوس كان 9 جنيهات.. ثم بعد فتره بقى 12 جنيه...يعتبر مبلغ كبير سنة 62كنا نعيش فى الشهر فى الداخليه ب 3 جنيه ( ميز ) لم نكن ندفع ايجار وكنا نشترى من( عمر افندى ) بنظام القسط نجهز نفسنا ( جهاز العروسه ) فى حدود 25جنيه فى السنه....؟!
الخير كان كتير فى الاسماعليه...ومعظم اولياء الامر كانوا بيعملوا اما فى هيئة قناة السويس ...او فى السد العالى مع عثمان احمد عثمان
وكنت عند عودتى فى اجازة نص السنه احضر معى السودانى المحمص بقشره.كان يباع بالصفيحه الكبيره ...اما فى الاجازه الصيفيه كنت احضر معى كميه كبيره من ( الشمام اوالمانجه تكفى ا الاهل والجيران وكل من تصل اليه الرائحه
وراحت ايام.....وجت ايام......والذكرى الحلوه عمرها ماتنام
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )
ضى القناديل فى الشارع الطويل الواصل بين استاد الاسماعيليه وسكن المعلمات سنة 1962..اول تعين لى فى حياتى فى مدرسة التجاره الثانويه بالاسماعيليه
وكانت اول تجربه لى فى الاغتراب عن بيت العائله وعن اخوتى وذى ما بيقول المثل : اللى معلمتهوش الاهالى حتعلموا الايام والليالى..انا فعلا....
اتعلمت حاجات كثيره جدا من غربتى الاولى استفدت منها عند الغربه الكبرى بالسودان...اول حاجه اتعلمتها الصبر ...وكيف اقوم بكل الاعمال الخاصه بى بدون الاستعانه بشغاله او اجهزه كهربائيه.....تعلمت الصمت والاحتفاظ بهمى لنفسى.....تعلمت كيف ابتسم واخفى دموعى لانى اعلم ان الناس فيها اللى مكفيها ومحدش فاضى يشيل هم حد
علشان كده لازم الواحد يرضى بقدره مهما كان ويعلم ان الله مقدر له الخيرفى كل الاحوال ويتاكد انه مش حيصيبه الا نصيبه
فى الاول كانت الامور قاسيه.... وخصوصا الاقامه فى حجره كبيره معده للداخليه فوق سطح احد المدارس الابتدائيه..... كنا اكتر من 20 مدرسه وحكيمتين وبمرور الوقت تغير الحال وقضينا اسعد الاوقات
اول مرتب استلمته بالبكلريوس كان 9 جنيهات.. ثم بعد فتره بقى 12 جنيه...يعتبر مبلغ كبير سنة 62كنا نعيش فى الشهر فى الداخليه ب 3 جنيه ( ميز ) لم نكن ندفع ايجار وكنا نشترى من( عمر افندى ) بنظام القسط نجهز نفسنا ( جهاز العروسه ) فى حدود 25جنيه فى السنه....؟!
الخير كان كتير فى الاسماعليه...ومعظم اولياء الامر كانوا بيعملوا اما فى هيئة قناة السويس ...او فى السد العالى مع عثمان احمد عثمان
وكنت عند عودتى فى اجازة نص السنه احضر معى السودانى المحمص بقشره.كان يباع بالصفيحه الكبيره ...اما فى الاجازه الصيفيه كنت احضر معى كميه كبيره من ( الشمام اوالمانجه تكفى ا الاهل والجيران وكل من تصل اليه الرائحه
وراحت ايام.....وجت ايام......والذكرى الحلوه عمرها ماتنام
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )
السبت، 14 يونيو 2014
المولد
حكاوى الزمن الجميل.....( 67 ).......المولد
يوم الجمعه الماضى واحنا جالسين فى الاجتماع الاسبوعى اللى عودت اسرتى عليه كان موضوع اللقاء( الفرق بين الحقيقه والخيال )
فى الحقيقه انا كل اسبوع باختار موضوع للاحفاد ( 16-14-12 ) يشغلوا وقت فراغهم فى التحضير ثم يتعودوا على الالقاء والاهتمام بالتشكيل ومخارج الحروف
الاسبوع ده انا كنت فاكره ان الموضوع صعب عليهم لغاية ما عرفت انهم بيستعينوا بجوجل وبيتبحروا فى ويكيبديا... وعلشان كده بيقدموا لنا اشياء رائعه
واثناء ماكنت سرحانه وبفكر فى موضوع اكثر صعوبه يشغلهم طول الاسبوع وخصوصا انهم فى الاجازه انتبهت على صوت ابنتى الدكتوره ساره
بتقول : ماما علشان بتحبه بتسمع كلامه
قلت: ايه ؟!
قالت :وعلشان بتحبه علمتنا احنا كمان نحبه
بصراحه انا اترعبت وقلت فى نفسى ايه الكلام الكبير ده ؟!
قالت : حب الرسول صلى الله عليه وسلم
تعلق قلبى بهذا الحب العظيم منذ طفولتى وكان الاحتفال بالمولد يسعدنى كثيرا
سنة71 كنت اعمل بمدرسة الاحفاد احدى المدارس العريقه بام درمان وكانت قريبه من ميدان المولد وكنت ارى الاعلام ترفرف على الميدان فى طريقى للذهاب والعوده
ويوجد بالعاصمه المثلثه بمدنها الثلاثه ( الخرطوم - ام درمان - بحرى ) ثلاثة ميادين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف
كانت تنصب الخيام وتتلالا فيها الانوار وترفه الرايات 12 يوم من اول ربيع الاول
وفى اللليله الكبيره ( الزفه ) تسير المواكب يتقدمها رجال الدوله ومشايخ الطرق الصوفيه والموسيقى العسكريه وحملة البيارق والرايات
ويبدا الاحتفال بالدروس والحضرات وقصائد المدح والابتهالات ويستمر الحفل حتى صلاة الفجر
وكانت حلوى السمسميه من اشهر انواع الحلوى تصنع يدويا من السكر والدقيق والسمسم الممتاز وايضا العروسه والحصان تصنع بمواد طبيعيه لذيذة الطعم
وفى الزمن الجميل كانت الناس بتتسابق فى الكرم فكانت توزع العصائر المحليه مثل الكركديه على الموجودين ويتسابق الجميع فى توزيع القهوه والشاى
وكانت الفته( الثريد ) الوجبه الاكثر حضورا فى احتفالات المولد وتوزع فى اطباق كبيره على الحاضرين
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )
يوم الجمعه الماضى واحنا جالسين فى الاجتماع الاسبوعى اللى عودت اسرتى عليه كان موضوع اللقاء( الفرق بين الحقيقه والخيال )
فى الحقيقه انا كل اسبوع باختار موضوع للاحفاد ( 16-14-12 ) يشغلوا وقت فراغهم فى التحضير ثم يتعودوا على الالقاء والاهتمام بالتشكيل ومخارج الحروف
الاسبوع ده انا كنت فاكره ان الموضوع صعب عليهم لغاية ما عرفت انهم بيستعينوا بجوجل وبيتبحروا فى ويكيبديا... وعلشان كده بيقدموا لنا اشياء رائعه
واثناء ماكنت سرحانه وبفكر فى موضوع اكثر صعوبه يشغلهم طول الاسبوع وخصوصا انهم فى الاجازه انتبهت على صوت ابنتى الدكتوره ساره
بتقول : ماما علشان بتحبه بتسمع كلامه
قلت: ايه ؟!
قالت :وعلشان بتحبه علمتنا احنا كمان نحبه
بصراحه انا اترعبت وقلت فى نفسى ايه الكلام الكبير ده ؟!
قالت : حب الرسول صلى الله عليه وسلم
تعلق قلبى بهذا الحب العظيم منذ طفولتى وكان الاحتفال بالمولد يسعدنى كثيرا
سنة71 كنت اعمل بمدرسة الاحفاد احدى المدارس العريقه بام درمان وكانت قريبه من ميدان المولد وكنت ارى الاعلام ترفرف على الميدان فى طريقى للذهاب والعوده
ويوجد بالعاصمه المثلثه بمدنها الثلاثه ( الخرطوم - ام درمان - بحرى ) ثلاثة ميادين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف
كانت تنصب الخيام وتتلالا فيها الانوار وترفه الرايات 12 يوم من اول ربيع الاول
وفى اللليله الكبيره ( الزفه ) تسير المواكب يتقدمها رجال الدوله ومشايخ الطرق الصوفيه والموسيقى العسكريه وحملة البيارق والرايات
ويبدا الاحتفال بالدروس والحضرات وقصائد المدح والابتهالات ويستمر الحفل حتى صلاة الفجر
وكانت حلوى السمسميه من اشهر انواع الحلوى تصنع يدويا من السكر والدقيق والسمسم الممتاز وايضا العروسه والحصان تصنع بمواد طبيعيه لذيذة الطعم
وفى الزمن الجميل كانت الناس بتتسابق فى الكرم فكانت توزع العصائر المحليه مثل الكركديه على الموجودين ويتسابق الجميع فى توزيع القهوه والشاى
وكانت الفته( الثريد ) الوجبه الاكثر حضورا فى احتفالات المولد وتوزع فى اطباق كبيره على الحاضرين
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )
الجمعة، 6 يونيو 2014
الحلو مر
حكاوى الزمن الجميل......... 66.......( الحلو مر )
من اجمل البلاد الى اشتغلت فيها مدينة ( كوستى ) قضيت فيه سنتين مدرسة تربيه رياضيه فى المدرسه الثانويه
البلد جميله جدا وهى اول ميناءعلى النيل الابيض تنقل الركاب من شمال السودان الى جنوبه والعكس
اول يوم وصلت البلد وكان سنة1967 لقيت قمم الاشجار كلها بيضاء تخيلت انها انواع من الزهور الى ان علمت انها الطيور المهاجره تاتى الى البلد فى زمن الخريف..وايضا الفراشات الجميله بالوانها الرائعه
وكانت المدرسه قمه فى النظافه والنظام والالتزم ...حاجه واحده فقط كانت بتخلين اخاف لدرجة البكاء صوت الرعد كان عالى جدا وخصوصا ان السقف من الزنك وعرفت ساعتها معنى الدعوه ( سمعتى الرعد بودانك يا بعيده )
ومن العلامات المميزه للمدينه محلات الذهب كان الصائغ يصنع بنفسه المشغولات الذهبيه قطعه قطعه على حسب الطلب
وكان سوق المدينه عامر بالمنتجات الاجنبيه والفاكهه كانت المنجه رخيصه جدا وتباع بالدسته مش بالكيلو ا
اثناء اقامتى بالداخليه تعرفت على كثير من العادات والتقاليد والتراث الخاص بكل منطقه ..كانت البنات تتجمع عندى فى الامسيات وكانت كل مجموعه تفخر بلهجتها ورقصاتها الشعبيه وكانت لهم اغنيه مثل بساط الريح تتنقل من بلد لبلد
الحقيقه لم اكن افهم هذه اللهجات وكانت الابتسامه هى اللغه الوحيده للتواصل بيننا
قضيت معهم اول رمضان لى فى السودان..كان الحر شديد وكنت اشعر بالعطش الحقيقى فكنت اضع جردل ماء الى جانب سريرى وابل فيه الملايه وارش على المرتبه الماء واستخبى تحت الملائه وبعد فتره بسيطه تجف وارجع ابلها تاتى ..اما السعاده الحقيقيه كنت اشعر بها ساعة الافطار وخصوصا فى الهواء الطلق ومع الجميع
اول يوم كنت مستغربه( الحلو مر ) وهو عباره عن رقائق تبل فى الماء وتحلى بالسكر لا يعرف طريقة اعدادها الا نساء السودان وهو مفيد جدا يمنع العطش ويساعد على الهضم
لم يكن عندنا ثلاجه فكنت احب جدا ان اقوم انا بتبخير الزير قبل مليه بالماء ...كانت لى طريقه مميزه اجهز قطعه جمر فى المبخر وضعها داخل الزير وهو فارغ ثم اضع عليه المستكه واغلق الزير حتى لايتسرب دخان المستكه ..بعد ذلك ارفع المبخر واملى الزير بالماء واغلقه حتى ميعاد الافطارتانى يوم..... والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من جكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات
من اجمل البلاد الى اشتغلت فيها مدينة ( كوستى ) قضيت فيه سنتين مدرسة تربيه رياضيه فى المدرسه الثانويه
البلد جميله جدا وهى اول ميناءعلى النيل الابيض تنقل الركاب من شمال السودان الى جنوبه والعكس
اول يوم وصلت البلد وكان سنة1967 لقيت قمم الاشجار كلها بيضاء تخيلت انها انواع من الزهور الى ان علمت انها الطيور المهاجره تاتى الى البلد فى زمن الخريف..وايضا الفراشات الجميله بالوانها الرائعه
وكانت المدرسه قمه فى النظافه والنظام والالتزم ...حاجه واحده فقط كانت بتخلين اخاف لدرجة البكاء صوت الرعد كان عالى جدا وخصوصا ان السقف من الزنك وعرفت ساعتها معنى الدعوه ( سمعتى الرعد بودانك يا بعيده )
ومن العلامات المميزه للمدينه محلات الذهب كان الصائغ يصنع بنفسه المشغولات الذهبيه قطعه قطعه على حسب الطلب
وكان سوق المدينه عامر بالمنتجات الاجنبيه والفاكهه كانت المنجه رخيصه جدا وتباع بالدسته مش بالكيلو ا
اثناء اقامتى بالداخليه تعرفت على كثير من العادات والتقاليد والتراث الخاص بكل منطقه ..كانت البنات تتجمع عندى فى الامسيات وكانت كل مجموعه تفخر بلهجتها ورقصاتها الشعبيه وكانت لهم اغنيه مثل بساط الريح تتنقل من بلد لبلد
الحقيقه لم اكن افهم هذه اللهجات وكانت الابتسامه هى اللغه الوحيده للتواصل بيننا
قضيت معهم اول رمضان لى فى السودان..كان الحر شديد وكنت اشعر بالعطش الحقيقى فكنت اضع جردل ماء الى جانب سريرى وابل فيه الملايه وارش على المرتبه الماء واستخبى تحت الملائه وبعد فتره بسيطه تجف وارجع ابلها تاتى ..اما السعاده الحقيقيه كنت اشعر بها ساعة الافطار وخصوصا فى الهواء الطلق ومع الجميع
اول يوم كنت مستغربه( الحلو مر ) وهو عباره عن رقائق تبل فى الماء وتحلى بالسكر لا يعرف طريقة اعدادها الا نساء السودان وهو مفيد جدا يمنع العطش ويساعد على الهضم
لم يكن عندنا ثلاجه فكنت احب جدا ان اقوم انا بتبخير الزير قبل مليه بالماء ...كانت لى طريقه مميزه اجهز قطعه جمر فى المبخر وضعها داخل الزير وهو فارغ ثم اضع عليه المستكه واغلق الزير حتى لايتسرب دخان المستكه ..بعد ذلك ارفع المبخر واملى الزير بالماء واغلقه حتى ميعاد الافطارتانى يوم..... والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من جكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)