الثلاثاء، 25 فبراير 2014

انا والحمار...

حكاوى الزمن الجميل....... (16)........... انا والحمار
فى يوم من ايام الزمن الجميل والوقت كان ربيع وكانت حقول البرسيم تملا المكان ولا تترك سوى شريط ضيق بين  النيل والحقول  1968سنة
كان عندى ماموريه فى جزيره وسط النيل  اثناء عملى بالسودان   جزيره رائعة الجمال كاملة المعانى الا حاجه واحده ركوب الحمار هو المواصلات الوحيده فى الجزيره
ركبت الجمل فى طفولتى عندما كانت ترسل لنا جدتى البطيخ على الجمل ولم اخاف وركبت الحصان فى رحلات الجواله ولم اخاف... فلماذا كل هذا الخوف من ركوب الحمار ؟
عندما وصلنا الى الجزيره بواسطه المعديه كان منظر الموقف غريب .. عدد من الحمير ينتظر فى طابور منتظم وطفل صغير يجلس ليحصل الاجره
كان على ان اركب الحمار بطريقة اهل القريه ( الجلوس بجانب واحد ) ولا يوجد سرج ولا لجام .... وكان الحمار كل شويه يعمل حركه خبيثه يزحلقنى من عليه واعود الى الصعود مره اخرى اصله كان فاكر نفسه الحصان بتاع امرؤ القيس ( واردف اعجازا وناء بكلكل.....فاكرينه؟!...كان علينا ان نمضى اكتر من ساعه فى شريط ضيق بين الحقول ونهر النيل حتى اذا وصلنا الى شجره معينه فى حوش المدرسه يقف عندها الحمار ولا يتحرك معناها هنا اخر الخط ثم يعود لصاحبه فى الموقف
الحياه فى الجزيره كانت بسيطه جدا والناس كانوا طيبين جدا جدا
انتشر خبر وصولنا فى القريه فحضرت كل النساء لتحيتنا وكل واحده احضرت لنا غدائها
وكل واحده احضرت معها منديل مزخرف بزخارف ورسومات محليه مع شىء من البلح او الجوافه وغيرها... وفى المساء اصروا على ان نمسح ارجلنا بالدهن المحلى حتى تروح منا اثار التعب ..... بصراحه انا نمت نوم عميق عمرى فى حياتى مانتمت زيه وخصوصا بعد شرب اللبن الدافىء
البساطه فى الحياه تعلم الواحد القناعه والرضى
وفى اليوم التالى كانت هناك حفله فى المدرسه الوحيده فى القريه.... كل الناس تجلس على الارض بدون حصيره او سجاده... الفطره- والطبيعه والارض الناعمه الحنون- والتواضع والنفس الهادئه المطمئنه انستنى تعب المشوار فقط كنت شايله هم الرجوع وخايفه من ركوب الحمار
احضروا لى حمار اخر لاتدرب على ركوبه قبل اليوم الموعود.... وفى يوم الرحيل اكتشفت ان كل  حمير القريه متاثرين بحصان امرؤ القيس... اللى انتم عارفينه؟!
والى اللقاء فى حكايه اخرى  ان شاء الله ......(ماما عطيات

الأحد، 23 فبراير 2014

الصخره

ٍحكاوى الزمن الجميل....(14)...الصخره.
انا مش قاصدى الصخره اللى فى شاطىء الغرام اللى اتصورت عليها ليلى مراد فى مرسى مطروح......انا قصدى صخرتين واحده فى سيدى بشر وواحده فى المكس
صخرة شاطىء ( الطاحونه ) ابو هيف حاليا....من اجمل شواطىء الاسكندريه وامتاز برملته البيضاء الناعمه....كان الدخول اليه بتذاكر.... ومحيط باسلاك شائكه فى البحر من الجانبين قالوا ان ام كلثوم كانت تاتى اليه...واعتقد ان كل اطفال المنطقه تعلموا السباحه فى احضان هذه الصخره وكان لها اسم ( البحر الصغير ) وكانت على شكل بيضاوى ومفتوحه من احد الجانبين ....يدخل منها الموج ويتجدد ماؤها باستمرار
مرت السنين والاعوام وعندما كنت احضر من السفر كنت احب الجلوس عندها.....ويوم بعد يوم ذابت الضخره من الماء.....
صخرتى المفضله الثانيه فى المكس....كانت معسكرات الجواله -وللمتفوقين رياضيا من طالبات الثانوى....كنا نقضى فيه شهر من اجمل ايام الزمن الجميل....المبيت فى الخيام
والاستيقاظ على صوت ( البروجى ) لصلاة الفجر وتحية العلم وتمرينات الصباح الرياضيه
وكنا نقضى وقت الراحه فى الجلوس فى كازنو مبنى حديثا داخل البحر  امام المعسكر كنت اراقب الموج وهو يقبل على الصخره بقوه وينسحب منها بهدوء ....اجمل مكان كنا نشرب فيه الشاى فى الزمن الجميل ( الشاى كمبليه ) بالحليب والجاتوه وفى الطقم الصينى وندفع 5 قروش كمان نبقى سايبين تعريفه بقشيش......
وراحت ليام وجت ايام والمعسكر اتشال وبقى مكانه شركة بترول.... والكازنو بقى ( سى فود ) مطعم سياحى
ايام كانت حلوه واحلى ما فيها اننا اتعلمنا حاجات استفدنا منها فى حياتنا...مثلا فى الاسعافات الاوليه كان عليا الاشراف وكان يوم جمعه ....بنت من بنات الاقاليم بلعت ابرة خياطه وهيا بتخيط الشبشب بتاعها...اسرعت اليها واستعنت بكل القسوه التى لااحبها واكلتها بالغصب كيس قطن ببرطمان مربى.....؟
لما اخذتها للمستشفى الميرى بقو يعملو لها اشعه كل ساعه لغاية ما ظهرت الابره وهى داخل القطن والمربى....
والبنت بقت فرحانه ان ربنا نجاها وتبوس فى راسى....وانا كنت زعلانه من نفسى لانى اكلتها بالغصب القطن بالمربى
 والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )..

الأربعاء، 19 فبراير 2014

هش....هش....

حكاوى الزمن الجميل......13...............( هش.... هش )
وانا بقلى بطاطس النهارده افتكرت زكريات البطاطس فى الزمن الجميل...افتكرت ايام التمرين على العروض الرياضيه فى ملعب البلديه... كان مقرر علينا الغداء كل يوم سندوتشات لحمه فى العيش الفينو مع بطاطس محمره و2 موزه توزع علينا فى اكياس ورقيه  اثناء الفاصل بين التمارين....... وفى العشاء اضافة علبة زبادى  كبيره او زجاجة لبن مبستر
كان كل سنه نعمل عرض رياضى يحضره الرئيس جمال عبد الناصر وكانت بدربنا على العرض مدربات روس بيهدو حيلنابس بصراحه العرض كان بيبقى جميل... مره عملنا التمرينات بالطرح الزرقاء مع ملابسنا البيضاء وكان معنا عدد كبير من الحمام داخل الاقفاص ومع صفارة بداية العرض علينا ان نجعله يطير فى الفضاء.. كل شىء كان رائع الا اننا نسينا ان الحمام لايطير بالليل وان العرض تاخر عن موعده حتى حل المساء.... ولما اطلقنا الحمام لنعبر عن السلام  الحمام  كان نام ) وفضل واقف تحت رجلينا وفضلنا نقوله هش...هش..واحنا بنعمل التمرينات...( واحد اتنين. تلاته...هش )مع الالتزام بالايقاع طبعا ؟!
كانت التدريبات صعبه وعايزه قوة تحمل وصبر وتعايش مع الجو فى الصيف والشتاءواجمل الزكريات وحنا مرميين على الارض من التعب ومش قادرين حتى نمضغ الطعام` ذكريات ملعب البلديه من اجمل الذكريات ...
فى سنه كان عليناان نقوم بالعرض فى القاهره وكنا نقيم فى قصر الزهريه (كلية التربيه الرياضيه- بنات )كنا نرى برج الجزيره وهم لسه بيبنوا فيه وكانت اغنيه وطنى حبيبى الوطن الاكبر بتتسجل واستعانوا بطالبات من التربيه الرياضيه زميلاتنا من المعهد العالى بالقاهره ؟!
كانت الحياه العسكريه تغلب على تدريباتنا كنا نقسم الى مجموعات للاشراف على توزيع العشاء وكانت ادارة الشؤن المعنويه تعرض لنا افلام فى المساء....
اول يوم لى فى الاشراف اترعبت لما شوفت العسكرى طالع من الحله ؟! اصل عددنا كان كبير وعلشان يغرف لازم يعمل كده والحله كانت كبيره جدا.....وعميقه جدا بطول العسكرى
فى الزمن الجميل اتعلمنا تحمل المسؤليه والصبر وحترام الكبير
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حكايه جديده من :
 حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )

الأحد، 16 فبراير 2014

البوليس المدرسى

حكاوى الزمن الجميل............ ( البوليس المدرسي)....48!
بعد انتهاء الحرب العالميه التانيه رجع المهاجرين الى بلدهم واكتر ناس كانت مهاجره سكان الاسكندريه هربا من القنابل التى كانت تلقى عليهم ليلا ونهار...ومعظمهم هاجر الى كفر الدوار
استضافهم ( محفوظ باشا ) فى دواره الكبير وبعد انتهاء الحرب تحول البيت الى مدرسه لتعليم البنات واترحمنا من السفر كل يوم للروضه فى الاسكندريه
لااعرف ماذا حدث فى نظام التعليم ..حصلت على شهادة الابتدائيه بعد اربع سنوات ثم شهادة الاعداديه بعد سنتين وكنت من اول دفعه تحصل على الاعداديه
كانت مدرسة محفوظ تتكون من غرف كتر وفى الطابق الارضى ولم يكن لها سور سوى بعض الاسلاك الشائكه التى تفصلها عن الغيطان وكانت الارض كلها مغطاه بالزرع وكنت استمتع بمشاهدته حتى خط الافق
فى الزمن الجميل كانت الفسحه ساعه كنا نمارس فيها كل انواع النشاطات وكانت تقابلنا مشكله يوميا ....الاطفال البائعين خلف سور المدرسه لم يكن وقتها اخترعوا البومبونى ولا الشبسى ....كنا نشترى ( الخس..والجزر الاحمر ...والتوت ) وحاولت الناظره منع ذلك ولما لم تجد منا استجابه حلت المشكله بطريقه جميله جدا
كونت فريق ( البوليس المدرس ) لمراقبة غسيل الخس . والخضروات..والتبليغ عن اللى بتاكل من
...........غير غسيل ؟!
وفى يوم من الايام واثناء الفسحه لقيت جارتنا داخله الجامع الملاصق لمدرستنا
فضلت ماشيه بسرعه جنب السور لحد ما وصلت عندها وناديت عليها :
طنت .... ..ياطنت مالك ياطنت ؟!...
نظرت والدموع فى عينيها قالت : ( لولو مات ياتيتى ).....؟!
لم يكن عندها اولاد وكانت كل يوم تتسلى بشوى ( ابوفروه ) على الصفيحه فوق وابور الجاز .... وتلعب مع كلبها الصغير
دخلت الجامع وهى غير محجبه وتحمل كلبها بعد . مامات...اتكلم معها شيخ الجامع بهدوء... وحفر حفره خارج المسجد ودفنه فيه ..
كانت تبكى بكاء شديد ويقول لها الشيخ بمنتهى الطيبه والهدوء ( استغفرى الله )
عندما افكر فى الزمن الجميل اجد النفوس الصافيه الخاليه من التعقيد
والى لقاء اخر فى حكايه جديده من
حكاوى الزمن الجميل : ( ماما عطيات )




الخميس، 13 فبراير 2014

هوا بيقولك.....

حكاوى الزمن الجميل.......31............(هو بيقول لك )
سنة 58 تقريبا تم تجهيز حمام للسباحه فى المهد العالى للتربيه الرياضيه وكان تانى حمام سباحه بالاسكندريه....وكان على ايامنا الحمام مكشوف..وحصص السباحه فى عز البرد وتحت المطر فى طوبه وامشير
استعانت الاداره بمدرب سباحه من المجر كانت على ايامنا معظم المدربات من الروس...وكل منهم يستعين بمترجم .....
كله كوم ومترجم السباحه كوم .....كان بطيىء جدا وكل فقره يقوللنا ( هوا بيقولك ) يعنى المدرب بيقول....لم نكن فهم منه شىء وخصوصا مع بروده الماء والهواء ؟!
وفى يوم من الايام قال لنا ( هو بيقولك فتح عينك وانت ماشى احس تتصدم فى شجره )
عرفنا على طول انه مترجم فقط .....وليس سباح ؟ّ
فى الزمن الجميل كانت الحشمه فى كل شىء حتى فى مايوهات السباحه...( ممنوع اى لون غير الاسود ).....وغطاء الراس ابيض ( البونيه )
انتهت السنه الدراسيه ولم نتعلم الكثير....وجاء يوم الامتحان العملى :
عندما جاء عليا الدور وسمعت الصفاره قفزت الى الماء بكل شجاعه....وتصورت اننى قمت باحسن قفزه ......وجدتنى امشى على اربع على بلاط الحمام وانا كاتمه نفسى طبعا...
وعندما خرجت من الماء قمت بالتحيه بمنتى الرشاقه ولا احسن سباحه .....وفوجئت بمعلمتى تصرخ وتقول :اطلعى...اطلعى....نجحتى....نجحتى....) ولم اقدم باقى انواع القفز الذى لااعرفها طبعا كانوا خايفين عليا وافتكروا انى غرقت وخصوصا لما لقو ا  البونيه ممزق على سطح الميه.....ولم يهمهم الامتحان مثل اهتمامهم بسلامتى
كانت الرحمه ....والعطف ....والمحبه تملا كل القلوب......
ومرت الايام واستلمت العمل بالمدرسه الاعداديه بالاسماعيليه وطلبت منى الاداره تكوين فريق للسباحه....اقول لكم الحق انا كنت خايفه فى الاول لغاية لما شوفت صغيراتى بتعوم وعلمت انهم من اسر رياضيه تشجعهم على الرياضه...
كنت اجلس على شاطىء بحيرة التمساح واحسب لهم الزمن واعد لهم مرات الذهاب والعوده .....وكنت اقسوا عليهم احيانا فى التدريب حتى تكونت عندهم قوة التحمل ..وا لصبر...والمثابره حتى حصلنا على مراكز مميزه فى مسابقة الجمهوريه.....وعلمت بعد سنوان ان تلميذتى ( ساميه مندور ) حاولت تحقق حلمى وحلمها بتعدية المانش
فى ايام الدراسه فى الزمن الجميل كانت التلميذات تتقبل النصائح وتعتبر المعلمه اخت كبيره لهم
والى لقاء اخر ان شاء الله فى :
حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )

الخميس، 6 فبراير 2014

وظيفتى ( ام )......؟!

حكاوى الزمن الجميل......( 51 )...........وظيفتى : ( ام )
لم اكن اعلم انى بعد عشرين سنه من العمل فى السودان والتنقل من بلد لبلد انه لم يكن مكتوب لى ان ابقى فيها حتى اخر العمر
فعدت الى مصر الحبيبه لابدا من جديد...عدت وما معى سوى بعض الشهادات اهمها شهاده من كلية القران الكريم غيرت مجرى حياتى وحولتنى من مدرسة تربيه رياضيه فى الهواء الطلق الى مدرسة تربيه دينيه داخل الفصل
انا احب الشهادات .....؟!
فى يوم من الايام شعرت بالملل من البقاء بدون عمل وخصوصا وانى متعوده على الحركه والعطاء
بحث كثيرا حتى حصلت على وظيفه فى احد المدارس الكبرى ( مساعدة مدرسه فى الحضانه ) ..يعنى ابدا من الصفر
كنت سعيده جدا بهذه الفرصه ولم ابالى ان اخر عمل لى بالسودان كان رئيسه شعبه وعلى درجه عاليه وبمرتب كبير
كنت اعتبر كلمة حضانه جايه من كلمة ( حضن ) يعنى الطفل يسيب حضن امه الى حضن المدرسه
سالنى والدى رحمه الله وكان (بيك ) وفى منصب كبير سالنى باستنكار: بتشتغلى ايه فى المدرسه ؟
قلت بشجاعه : باشتغل ( ام )
بحثت فى الكتب عن سيكولوجية الطفل....وما يناسبه من الحكايات والالعاب وحولت قصص الاطفال الى قصص حركيه... واستخدمت بعض الخطوات والقفزات مثل : قفزه الارنب و قفزة الضفدع وجرى الحصان ...وغيرها
كنت سعيده جدا و انا اتامل سلوك الاطفال وبرائتهم ..( طبعا قبل اختراع الدش والانترنت )
مره الدنيا كانت برد وكانوا زهقانين من الفصل وزعت عليهم ورق والوان وقلت لهم ارسموا اى حاجه بتحبوها
وكانت مفاجاه ..كل الاطفال ر سموا صوره الهرم...ولما اقول ايه ده : يقولوا دا بيتك يا ماما عطيات ؟!
ياترى انا كنت فى نظرهم ايه ؟!
قضيت سنتين من عمرى فى الحضانه ا عتبرهم كانوا استراحه قصيره فى خلال الاربعين سنه التى قضيتها فى التدريس
انتبهت ادارة المدرسه لمؤهلاتى ونقلونى الى القسم الاعدادى وقالوا انها اكبر من الحضانه
وفى الحقيقه انها كانت مناسبه جدا لو يعلمون ...؟!
وفى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل( ماما عطيات )