الأربعاء، 27 مايو 2015

جميلة الجميلات

حكاوى الزمن الجميل.....(90).....جميلة الجميلات
عندما استلمت العمل بالسودان كان سنة 1967 وكنت وقتها اول شهادة بكلريوس تربيه رياضيه كنت متزوجه سودانى فكانو احيانا اعامل كمصريه واحصل على تذاكر بالطائره ذهاب وعوده واحيانا يعتبرونى سودانيه واعامل بالمشاهره يعنى شهر بشهر
مره زهقت من الطريقه دى وكتبت خطاب على ورقة كراس وارسلتها بالبريد العادى الى وزير التربيه والتعليم
قلت له : ايه الحكايه هو انا مره تعاملونى كمصريه ومره تعاملونى كسودانيه ؟!
كان الزمن جميل جدا تعلمت التواضع من رؤسائى الافاضل اللى تعاملت معهم طوال السنين
ارسل الوزير بنفسه خطاب رسمى للمدرسه وقال فيه : اننى احمل مؤهل نادر
وامر بتثبيتى على درجه وصرف كل المتاخرات
سافرت الى احدى القرى واستلمت الدرجه والعمل فى احد المدارس الداخليه
كانت تسكن فى الحجره المجاوره لى حكيمه تحت التمرين
كانت جميله جدا جدا بل جميلة الجميلات رغم انها كانت شديدة السواد
فى احد الليالى جالها مغص حاد وذهبت معها الى المستشفى الملاصقه للمدرسه
قال لها الطبيب انها حامل....انا اتفزعت واترعبت وقلت له اذاى ؟! دى دفورس وومن )...اصلى كنت خجوله جدا واتكسفت اقول مطلقه؟!
قالت لى احدى الزميلات : يمكن الطفل كان مركون ...فى الحقيقه الطفل مكنش مركون دى هيا اللى كانت مركونه ؟!
اصل زوجها كان متزوج من 9 يجمع بين 4 ويركن الباقى فهيا كانت من المركونين رغم جمالها الفائق
سبحان الله الجمال ليس له علاقه باللون او الحسب او النسب ويختلف من شخص لاخر
مره واحد من اصدقاء الاسره حب يناسبنا ارسل لى انه يريد عروسه 20 سنه ..بيضاء...جامعيه....دقيقة البنان ؟!
الحقيقه لم افهم فقالوا لى تكون اناملها دقيقه .....
والى لقاء اخر ان شاء الله مع حكاوى الزمن الجميل
ماما عطيات

الأربعاء، 20 مايو 2015

انا والحمار

حكاوى الزمن الجميل......انا والحمار

فى يوم من ايام الزمن الجميل والوقت كان ربيع وكانت حقول البرسيم تملا المكان ولا تترك سوى شريط ضيق بين  النيل والحقول  1968سنة
كان عندى ماموريه فى جزيره وسط النيل  اثناء عملى بالسودان   جزيره رائعة الجمال كاملة المعانى الا حاجه واحده ركوب الحمار هو المواصلات الوحيده فى الجزيره
ركبت الجمل فى طفولتى عندما كانت ترسل لنا جدتى البطيخ على الجمل ولم اخاف وركبت الحصان فى رحلات الجواله ولم اخاف... فلماذا كل هذا الخوف من ركوب الحمار ؟
عندما وصلنا الى الجزيره بواسطه المعديه كان منظر الموقف غريب .. عدد من الحمير ينتظر فى طابور منتظم وطفل صغير يجلس ليحصل الاجره
كان على ان اركب الحمار بطريقة اهل القريه ( الجلوس بجانب واحد ) ولا يوجد سرج ولا لجام .... وكان الحمار كل شويه يعمل حركه خبيثه يزحلقنى من عليه واعود الى الصعود مره اخرى اصله كان فاكر نفسه الحصان بتاع امرؤ القيس ( واردف اعجازا وناء بكلكل.....فاكرينه؟!...كان علينا ان نمضى اكتر من ساعه فى شريط ضيق بين الحقول ونهر النيل حتى اذا وصلنا الى شجره معينه فى حوش المدرسه يقف عندها الحمار ولا يتحرك معناها هنا اخر الخط ثم يعود لصاحبه فى الموقف
الحياه فى الجزيره كانت بسيطه جدا والناس كانوا طيبين جدا جدا
انتشر خبر وصولنا فى القريه فحضرت كل النساء لتحيتنا وكل واحده احضرت لنا غدائها
وكل واحده احضرت معها منديل مزخرف بزخارف ورسومات محليه مع شىء من البلح او الجوافه وغيرها... وفى المساء اصروا على ان نمسح ارجلنا بالدهن المحلى حتى تروح منا اثار التعب ..... بصراحه انا نمت نوم عميق عمرى فى حياتى مانتمت زيه وخصوصا بعد شرب اللبن الدافىء
البساطه فى الحياه تعلم الواحد القناعه والرضى
وفى اليوم التالى كانت هناك حفله فى المدرسه الوحيده فى القريه.... كل الناس تجلس على الارض بدون حصيره او سجاده... الفطره- والطبيعه والارض الناعمه الحنون- والتواضع والنفس الهادئه المطمئنه انستنى تعب المشوار فقط كنت شايله هم الرجوع وخايفه من ركوب الحمار
احضروا لى حمار اخر لاتدرب على ركوبه قبل اليوم الموعود.... وفى يوم الرحيل اكتشفت ان كل  حمير القريه متاثرين بحصان امرؤ القيس... اللى انتم عارفينه؟!
والى اللقاء فى حكايه اخرى  ان شاء الله ......(ماما عطيات  )

الثلاثاء، 12 مايو 2015

صديقتى حسنيه

حكاوى الزمن الجميل......39.......صديقتى حسنيه
قدرى انى خلقت فى زمن الجميلات  فكان والدى دائم الخوف علينا حتى انه رفض التحاقى بالمدرسه الثانويه بالاسكندريه حتى لا اسافر كل يوم باتوبيس الشركه حيث كنا نقيم.فى كفر الدوار
 فضلت قاعده فى البيت فتره من الزمن مستنيه ( العدل ) فى انتظار الخطاب ...؟!
 كانت طموحاتى كبيره فلم ارضى باحد  بحجة انى ارغب  فى الارتباط باى عمده لاى بلد...كنت اتصور انه سيجعلنى اميره...وحيكون عندى الخدم والحشم والملابس اللامعه....؟!
ومرت الايام وفتحت لنا المدرسه فصل ثانوى نسوى ملحق بالفصول الاعداديه.....قضينا ثلاث سنوات الدراسه من اجمل سنوات العمر ...كنا سبع طالبات فى الفصل....نضحك سوا ...ونفطر سوا...ونذاكر سوا....
 وفى الامتحان العملى للدبلوم سمحت لنا المدرسه بالسفر لوحدنا الى مدينة دمنهور وقضاء ثلاثة ايام بليلتين بمفردنا فى احد المدارس الثانويه
فى الزمن الجميل....الامن ...الاطمئنان....
فى اليوم الاول سحبنا ورقة الامتحان بطريق القرعه...قرعتى كانت ( رستو الدجاج- اكلير بالشوكلاته...سلطة خضار )...اول ما قرات الورقه بكيت واعترضت على سلطة الخضا ر؟!...اصلها مكنتش علينا فى المنهج؟! بس كنا بناكلها كل يوم
فى اليوم التالى فى امتحان الغسيل والمكوى طلعت لى القرعه (غسيل وكى قميص افرنجى رجالى ابيض – وقميص نوم حريمى نايلون لبنى
 ومنديل يد رجالى وتنظيف بقعة حبر)
 اثناء الامتحان العملى شاهدت صديقه الطفوله ( حسنيه ) وكانوا قد رحلوا عن البلده من سنين بعيده.....ابتسمت لى واشارت لى بيدها....ثم اختفت ولم اراها مره اخرى رغم اننا قضينا ثلاثة ايام فى الامتحان ..ومازلت اسال نفسى ...ياترى هى كانت صديقتى ام عيون زرقاء ولا اى حد يشبهها ؟!
 فى الزمن الجميل  كانت مناهج التعليم تهتم  بحصص التدبير المنزلى  وحصص الخياطه والتطريز من اجل خلق جيل من امهات المستقبل...مدبرات...ومقتصدات...ومحافظات على بيوتهن ....
 والى ان نلتقى فى حكايه اخرى من حكاوى الزمن الجميل اترككم فى رعاية الله ( ماما عطيات )