الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

عمارة بولاق

حكاوى الزمن الجميل.........79.......عمارة بولاق
لا اعرف سبب تسميةالعماره رقم 3 من عمارات شركة الغزل والنسيج الرفيع بكفر الدوار بعمارة بولاق غير انها كانت اكبر عماره فى المنطقه بل كانت تحتوى على عمارتين متشابهتين ومشبوكتين فى مدخل واحد
قالوا ان معظم سكان العماره كانو من القاهره من حى بولاق....تكونت عندى صوره ذهنيه طيبه عن سكان القاهره...كانت الاسره الممتده فى معظم البيوت...الحجرات كانت واسعه والايجار وانور والميه مجانا
اتذكر جد صديقتى كان يقيم معهم وعمره 100 سنه وكان يضع قطع السكر فى جيبه قبل اختراع البمبونى ؟!
فى الزمن الجميل لم تكن هناك ازمه فى الزواج ...كانت العرسان كتير وكان عددهم يكفى كل البنات
كان كل بيت تقريبا فيه صحاره من الخشب تبدا كل ام فى تجهيز بناتها ابتداء من سن مبكره جدا
كانت الحياه بسيطه وتمر الايام والليالى فى سعاده وسلام وكان وقت العصارى من امتع الاوقات لكل الاسره كان استراحه واستجمام للاب مع كوب الشاى والجرنال فى البلكونه وكانت الامهات تراقب لعبنا وهى تتبارى فى قزقزة لب البطيخ اللى بتتنافس فى قليه
امانحن فكانت لعبتى المقضله السبع طوبات....واكتشفت لما كبرت ان كل العاب الاطفال فى العالم كله واحده
كانت الكره ايامنا مصنوعه من الشرابات وبداخله كرة تنس وكان الكابتن حسن شحاته من سكان الشركه وبدا اول تدريب له فى نادى الشركه
فى يوم من الايام وبعد مرور 10 ايام على ثورة 1952 قام العمال ببعض الاضرابات
سمعنا فى المساء صوت صفارة الانذار واطفئت الانوار وجمعتنا امى رحمها الله فى الرسبشن وقالت انه انسب مكان لو وقعت العماره لان الحائط مبنى بالمسلح من جميع النواحى
وفى صباح اليوم التالى اخدت الكسارولا ورحت علشان اجيب الفول زى كل يوم جلست على الرصيف انتظر عم حسين بياع الفول..مرت امامى عدد من الدبابات وكانت تمشى على جنزير من الحديد يفرم الاسفلت وكان اول مره اشوف دبابه
الشمس طلعت والدنيا بقت حر وعم حسين لم ياتى ...وعندما عدت الى البيت كانت الشوارع فاضيه والناس كانت خايفه
بس فى الحقيقه انا مكنتش خايفه......انا مكنتش عارفه فى ايه .وكنت مستنيه بياع الفول
والى لقاء اخر ان شاء الله مع
حكاوى الزمن الجميل
( ماما عطيات )

الأحد، 5 أكتوبر 2014

قفشتك يا زغلولا

حكاوى الزمن الجميل.......( 77).......قفشتك يا زغلولا
كان لنا جار رجل كبير وزوجته ايضا لا ياتى لمنزله الا فى الصيف وكان يهتم بحديقته التى تحيط بالمنزل وفى نهاية اقامته يتركها فتملاها الاعشاب والقش وسبحان الله بمجرد نزول المطر كانت تنبت زهور صغيره صفراء
كنا كل يوم نصحى من النوم على صوته وهو يصرخ فى البنت الشغاله عندهم ( قفشتك يا زغلوله )
وزغلوله دى كانت طفله مش باينه من الارض يعنى صوته اقوى منها
لم نكن نعرف ماذا حدث حتى سمعنا يوما زوجته الحاجه مشتركه معه فى الزعيق قالت  المثل بيقول ستى لئيمه وانا الئم منها ...ستى تعد اللحمه وانا اقطع منها
علشان كده عم الحاج كان بيقول قفشتك يازغلوله وهى فاتحه الحله وبتاخد من كل قطعة لحم قطمه ؟!
فى الزمن الجميل لم يكن هناك اى ازمه فى الشغالات ..وكانت البنت الصغيره تاتى من البلد وتفضل فى الاسره حتى تتزوج ويجهزوها احسن جهاز وكانت فرصه لها لتكون ست بيت ممتازه تدربت على كل اعمال المنزل حتى تربية الاطفال
مره كان عندنا شغاله لاترد على التلفون ..ولا جرس الباب ...وعندما ننده عليها تعمل نفسها مش سامعه
ذهبت بها الى طبيب الاذن قال ان سمعها جيد ؟! ...اعترفت لى انها لاتعرف اى حاجه فى الدنيا غير الغناء للجاموسه
وانها منذ طفولتها المبكره وهى تغنى لها طوال اليوم ..وان الجاموسه هى كل شىء فى حياتهم يبيعوا اللبن ويعملوا السمن والجبنه القريش.....الخ
مره كنت عايزه اعمل نظارة نظر فاخدتها معايا ورحنا للدكتور كانت العياده فاضيه ففضلت تحكى لى على علاقتها بجموستها وانها لما راحت فى الاجازه وحبت تاكلها بكت الجاموسه وفضلت تقبل في يديها وتتمسح بها.....؟!
العلاقه بين الحيوان والانسان تؤثر جدا فى مشاعرى....... انهمرت الدموع من عينى وعندما حضر الطبيب سالنى:
مال عينك ياحاجه ؟
قلت له :
مفيش ..اصلى كنت بعيط على الجاموسه...!!
والى لقاء اخر ان شاء الله مع:
حكاوى الزمن الجميل ( ماما عطيات )